إطار وطني لتوجيه استخدام الذكاء الاصطناعي وChatGPT في مدارس أستراليا

بعد ظهور روبوت الدردشة الشهير ChatGPT، في نوفمبر الماضي، انتشرت مخاوف من تأثير هذه التقنيات على العملية التعليمية، لكن بمرور الوقت يتضح أن أدوات الذكاء الاصطناعي يمكن أن تكون خير معين للطلاب في رحلتهم التعليمية، إذا أحسنوا استغلالها.

وواجه قطاع التعليم في عدد من بلدان العالم بما في ذلك أستراليا، صعوبة في كيفية الاستجابة للتكنولوجيا، بدءًا من تبنيها كأداة تعليمية وحتى الحظر الشامل والعودة إلى اختبارات القلم والورق.

لكن أستراليا اتخذت خطوة إلى الأمام لحسم الأمر، حيث سيتم السماح بالذكاء الاصطناعي بما في ذلك ChatGPT في جميع المدارس الأسترالية اعتبارًا من عام 2024، بعد أن دعمت الحكومة رسميًا إطارًا وطنيًا يوجه استخدام التكنولوجيا الجديدة.

ووتم اعتماد الإطار، الذي راجعته فرقة العمل الوطنية للذكاء الاصطناعي، بالإجماع في اجتماع وزراء التعليم، الخميس، وسيتم إصداره في الأسابيع المقبلة، وفق صحيفة “الغارديان”.

اللحاق بالركب

وقال وزير التعليم الفيدرالي في أستراليا، جيسون كلير، إن تطبيق ChatGPT “لن يختفي” وأصبح مشابهًا لـ”الآلة الحاسبة أو الإنترنت”.

وأضاف: “علينا أن نتعلم كيفية استخدام هذه التكنولوجيا. المدارس الخاصة تستخدمه الآن. ويستخدمه الأطفال في جميع أنحاء البلاد. إنهم يستخدمونه لأداء واجباتهم المدرسية.. لنكون صادقين، نحن هنا نلعب لعبة اللحاق بالركب”.

وفي بيان صادر، الجمعة، أكد الوزراء أن الولايات والأقاليم وقطاعات التعليم غير الحكومية ستعمل مع أنظمتها التعليمية الخاصة لتنفيذ الإطار اعتبارًا من الفصل الدراسي الأول في العام المقبل.

ويتضمن هذا الاعتماد الحكومي استثمارًا بقيمة مليون دولار أمريكي في شركة Education Services Australia، وهي شركة تكنولوجيا تعليمية غير ربحية مملوكة لإدارات التعليم الفيدرالية وحكومات الولايات والأقاليم، لتحديد “توقعات المنتج” لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدية.

 ChatGPT مسموح به في مدارس أستراليا رسميًا بحلول 2024.. ما السر؟

وكانت الهيئة على اتصال مع بائعي المنتجات التعليمية منذ إصدار ChatGPT وتشير التقديرات إلى أن 90% منهم سينقلون الذكاء الاصطناعي إلى التكنولوجيا الحالية خلال السنوات القادمة.

وقالت كلير إنه على الرغم من استمرار المخاوف المشروعة، فإن النظام قد يصبح غير منصف إذا اقتصر الاستخدام على قطاع التعليم المستقل.

وأضاف: “هذه نسخة من الإنترنت تدمج كل شيء معًا وتقوم بالواجب المنزلي نيابةً عنك، وإذا لم نقم بالأمر بالشكل الصحيح وأُسيء استخدامه، فهذا ليس بالأمر الجيد”.

وتابع: “لكن إذا حصل بعض الطلاب على ذلك والبعض الآخر لم يحصل عليه، فهذا ليس عدلاً أيضًا. لذا، هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به”.

تنظيف التكنولوجيا في التعليم

ودعا تقرير عالمي أصدرته منظمة اليونسكو هذا العام إلى حوكمة وتنظيم التكنولوجيا في التعليم بشكل عاجل خشية أن تحل محل التعليم الشخصي الذي يقوده المعلم.

وحذر التقرير من أن الدول بحاجة إلى وضع شروطها الخاصة لكيفية تصميم التكنولوجيا واستخدامها في التعليم وسط التطورات السريعة في الذكاء الاصطناعي.

وقال مانوس أنتونينيس، مدير التقرير، إن “القطاع بحاجة إلى “تعليم الأطفال كيفية العيش مع التكنولوجيا وبدونها، إنهم بحاجة لأن يتعلموا كيف يأخذوا ما يحتاجون إليه من كثرة المعلومات، ويتجاهلوا ما ليس ضرورياً؛ للسماح بدعم التكنولوجيا، ولكن يجب أن لا تحل هذه التكنولوجيا أبدًا محل التفاعلات البشرية في التدريس والتعلم”.

دليل المعلمين لاستخدام ChatGPT بأمان

وفي مطلع سبتمبر الماضي، أصدرت شركة OpenAI المطورة للروبوت دليلًا جديدًا للمعلمين حول كيفية استخدام الروبوت في الفصول الدراسية، لمساعدة المعلمين على دمج أداة الذكاء الاصطناعي التوليدية بشكل فعال في تعلم طلابهم.

ويوفر الدليل معلومات حول كيفية استخدام ChatGPT لدعم التخطيط للدروس، والمساعدة في توفير التعليقات، والتفاعل مع الطلاب.

ويتضمن الدليل ردًا على مجموعة من الأسئلة الشائعة للمعلمين حول استخدام ChatGPT في الفصول الدراسية، مثل كيف يمكن للمعلمين البدء باستخدام ChatGPT؟ وهل روبوت الدردشة يقول الحقيقة؟ وهل هو آمن لجميع الأعمار؟ وغيرها.

 ChatGPT مسموح به في مدارس أستراليا رسميًا بحلول 2024.. ما السر؟

يأتي ذلك بالإضافة إلى مطالبات تعليمية لدعم المعلمين المهتمين الذين يبحثون عن طرق لدمج ChatGPT في بيئات التعلم أو تخطيط الفصول الدراسية الخاصة بهم.

ويتضمن الدليل أيضًا استخدامات OpenAI المقترحة لروبوت الدردشة المدعم بالذكاء الاصطناعي، بما في ذلك إنشاء خطط الدروس والاختبارات، ومحادثات أو مناقشات لعب الأدوار، والتغلب على عقبات الفصل الدراسي لمتعلمي اللغة الإنجليزية.

ويتضمن دليل OpenAI توقعًا بأن يحافظ المعلمون على إشرافهم على استخدام ChatGPT؛ ما يشير إلى أن كلاً من المعلمين والطلاب يتعاونون ويشاركون محادثات ChatGPT مع بعضهم البعض أثناء استكشافهم للتكنولوجيا.

وتعمل المطالبات بمثابة تمهيديات لروبوت الدردشة المدعم بالذكاء الاصطناعي والذي يمكن للمعلم بعد ذلك تقديمه كأمثلة للطلاب أو زملائه المعلمين، أو إرساله مباشرة إلى الطلاب لاستخدامهم الخاص في المهام.