ما إمكانيات مواجهة تأثير ارتفاع درجات الحرارة والحد من أزمة المناخ؟

  • الأسبوع الأول من شهر يوليو هو أشد الأسابيع حرا على الإطلاق

صيفُ لاهب يعيشه العالم على وقع أزمة المناخ، بعدما شهدت العديد من الدول ارتفاعًا كبيرًا في درجاتِ الحرارة، حيث تجاوزتالـ 50 درجة مئوية في بعض الدول العربية.

وفي الـ 3 من يوليو الجاري، سجّل العالم أعلى درجة حرارة في تاريِخه منذ بدء تسجيل درجات الحرارة بشكلٍ مُـنتظم قبل أكثر من 130 سنة، وفي هذا السياق، عزّا العلماء هذا الارتفاع لسببين رئيسيين، وهما انبعاثات الكربون، وتفاقم ظاهرة إل نينو هذا العام، والأهم هو ما صرحت به المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة من أن ظاهرةَ إل نينو ستتفاقم خلال الأشهرِ المقبلة، الأمر الذي يعني استمرار تسجيل درجات حرارة مرتفعة جدًا وقد تكون غير مسبوقة.

وتعد إل نينو ظاهرةً طبيعية تشمل نمطًا مناخيًا طبيعيًا في المنطقةِ الاستوائية من المحيط الهادئ وتتسبب بارتفاع درجة حرارة سطح مياه المحيط، الأمر الذي يتسبب برفع درجات الحرارة حول العالم، فهل يملكُ العالم الوعي الكافي بهذه الظاهرة؟ وما هي أفضل طرق مواجهتها والحد من تأثيرها؟ وما إمكانيات مواجهة تأثير ارتفاع درجات الحرارة التي أصبحت قياسية في بعض البلدان؟ وهل التكيّف هو الحل الوحيد أمامنا؟.. هذا ما ناقشناه في حلقة اليوم من برنامج “ستديو أخبار الآن“.

إجراءات مطلوبة وغير متخذة

وحول هذا الموضوع، قال خبير المناخ ورئيس شبكة بيئة أبوظبي، المهندس عماد سعد، خلال استضافته في “ستديو أخبار الآن” عبر تقنية “زووم”، إن: “الأسباب الرئيسية لارتفاع درجات الحرارة بهذا الشكل الكبير، تعود إلى الغازات الدفيئة (ثاني أكسيد الكربون والميثان)”.

آليات مطلوبة ومخاطر متوقعة.. كيف تقود أزمة المناخ العالم لكوارث طبيعية؟

وشدّد: “أخشى أن نكون قد وصلنا إلى منطقة اللا-عودة خاصة وأن كل المؤشرات تقود إلى ذلك، وربما يصعب العودة مستقبلًا إلى الوضع الطبيعي مُجددًا، حيث أن تغير المناخ يسير بخطى أسرع من إجراءات البشر اللازمة”.

وأضاف سعد في معرض حديثه: “الإجراءات التي تقوم بها دول العالم وتحديدًا المعنية والمتسببة بأعلى نسبة من وجود الغازات الدفيئة، لا تأخذ الإجراءات المطلوبة منها وفقًا لمخرجات قمة باريس أو كوب 26 و27 على سبيل المثال، فنحن أمام وضع لا نُحسد عليه”، لافتًا: “يجب على كل دول أن تقوم بمسؤوليتها من أجلِ إنقاذ الكوكب”.

تأثيرات ظاهرة إل نينو

ومن ناحيته، قال خبير الكوارث الطبيعية وتغير المناخ ومدير قسم الكوارث الطبيعية في اليونسكو سابقًا، د. بدوي رهبان، خلال استضافته في برنامج “ستديو أخبار الآن” عبر “سكايب”، إن: “ظاهرة إل نينو ليست ظاهرة استثنائية أو غير اعتيادية، ويتطلب لنا بعض الوقت والشهور والأعوام لكي نُحدد ما إذا كانت هذه المرة جاءت أشد شدة أم أقل شدة، لكن الأكيد أنها تسبب ارتفاعًا في درجات حرارة الكوكب ومن ثم ينتج عنها التغيرات المناخية”.

وأضاف د. رهبان: “سيبقى الوضع هكذا على مدار عامين أو أكثر”.

آليات مطلوبة ومخاطر متوقعة.. كيف تقود أزمة المناخ العالم لكوارث طبيعية؟

وفيما يخص تأثير ظاهرة إل نينو على المنطقة العربية، قال: “حتى الآن لا نستطيع أن نتوقع تأثيرات إل نينو على المنطقة العربية، لكن يُمكن القول أن عادة ظاهرة إل نينو تكون تأثيراتها بشكلٍ كبير في بادئ الأمر على الدول المحيطة بالمحيط الهادى لأنها تنتج منه”.

وأضاف: “المنطقة العربية معنية بشكل كبير بأكثير من غيرها بأزمة المناخ، والعلماء يوصون الحكومات في الشرق الأوسط والخليج بالاستعداد خلال الأعوام المقبلة، وأن تكون لديها جاهزية أكثر قوة لمواجهة الظواهر المناخية المتطرفة المتوقعة، وليست فقط كارتفاع درجات الحرارة، بل أيضًا السيول والعواصف والتصحر”.

يوليو الأكثر حرارة

ومن أيام، أظهرت بيانات أولية نشرتها المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، أن الأسبوع الأول من شهر يوليو هو أشد الأسابيع حرًا على الإطلاق.

وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في بيان “شهد العالم للتو الأسبوع الأشد حرا على الإطلاق، وفق بيانات أولية”، بعدما تسببت أزمة المناخ والمراحل الأولى من ظاهرة إل نينيو في أن يكون شهر يونيو الماضي الأشد حرا على الإطلاق.

وهذه البيانات هي أحدث حلقة في سلسلة من السجلات القياسية منذ مطلع العام تشمل جفافا في إسبانيا وموجات حر شديد في الصين والولايات المتحدة.

وأكدت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن درجات الحرارة بصدد تجاوز المستويات القياسية على اليابسة وفي المحيطات، مع “آثار مدمرة محتملة على النظم الإيكولوجية والبيئة”.

وقال مدير خدمات المناخ في المنظمة كريستوفر هيويت “نحن في المجهول ويمكن توقع تجاوز المزيد من المستويات القياسية مع تطور ظاهرة إل نينيو، وستمتد هذه التأثيرات حتى عام 2024”.