تقرير: النساء في إيران يتعرضن لحملات قمع وحشية

ظهرت روايات مروعة عن نساء تم جرهن من شوارع إيران واحتجازهن من قبل الأجهزة الأمنية في الوقت الذي تقول فيه جماعات حقوق الإنسان إن قواعد الحجاب في البلاد تم تطبيقها بوحشية منذ غارات الطائرات بدون طيار في البلاد على إسرائيل في 13 أبريل.

وبحسب تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية، تم الإعلان عن حملة جديدة، تسمى ” نور “، في نفس اليوم الذي شن فيه النظام الإيراني هجمات بطائرات بدون طيار ضد إسرائيل ، للقضاء على “انتهاكات” قواعد الحجاب الصارمة في البلاد، والتي تفرض على جميع النساء تغطية رؤوسهن في الأماكن العامة.

وظهرت مقاطع فيديو، تم التحقق منها من قبل جماعات حقوق الإنسان، لنساء وفتيات يتم اعتقالهن بالقوة من قبل عناصر “شرطة الأخلاق”، ورصدت وسائل التواصل الاجتماعي العديد من قصص الضرب والاعتداء عليهن.

وتحدثت دينا غاليباف، طالبة في جامعة “شهيد بهشتي” في طهران، وكانت واحدة من أولئك الذين نشروا تغريدة حول المواجهة مع الأمن، وذلك عبر حسابها على موقع إكس، بقولها: “أمس في غرفة الشرطة في محطة مترو الصادقية، أصررت على أن لي الحق في استخدام المترو كمواطنة ودافعة ضرائب. لكن بعد ذلك، سحبوني بعنف إلى غرفة، واعتدوا علي بالصعق الكهربائي، قيدوا يدي واعتدى علي أحد الضباط جنسياً”.

وأبلغت النساء أنه يمكن توقيف المركبات من قبل الشرطة، في حالة عدم ارتداء الحجاب.

اعتقالات تطال نشطاء

وبعد يوم من منشورها، قالت غاليباف إنها اعتقلت، ونقلت إلى سجن إيفين شديد الحراسة، إذ أعلنت وكالة الأنباء القضائية الحكومية أن غاليباف ستواجه إجراءات قانونية، ونفت ادعاءاتها بشأن الاعتداء الجنسي.

ومع ذلك، أرسلت الإيرانية الحائزة على جائزة نوبل للسلام نرجس محمدي رسالة صوتية – نشرها أقاربها على إنستغرام – حول آثار الكدمات المرئية لغاليباف، وحثت النساء الإيرانيات على مشاركة قصصهن عن الاعتقال والاعتداء الجنسي على يد قوات الأمن.

كما تحدثت “غارديان” مع عائلتي امرأتين تم اعتقالهما الأسبوع الماضي، و3 نساء تم اعتقالهن من قبل الشرطة الأخلاقية.

وقالت امرأة شابة من طهران: “حوالي 8 من رجال الأمن التفوا حولي يوم السبت الماضي وبدأوا يصرخون في وجهي. ويطلقون الشتائم، وهم يركلونني في الساقين والبطن وفي كل مكان”.

وقالت امرأة أخرى: “يلمس الرجال والنساء جسمنا أثناء الاعتقال. يقولون إنهم مسلمون متدينون ومخلصون، لكنهم لا يهتمون إذا مس العملاء الذكور جسمنا، والذي من المفترض أن يكون محرماً عليهم القيام به. كان هناك حوالي 6 سيدات ضمن الأمن وهاجمتني 3 منهن، وحاولت إحداهن أن تلقيني في الشاحنة البيضاء”.

وأصافت “أمسك العملاء الذكور ذراعي بعنف، ودفعوني إلى الشاحنة. وأثناء وجودي فيها، كانوا يسبوننا، وتم اعتقالنا بسبب الحجاب”.

بعد الهجوم على إسرائيل .. حملات قمع وحشية ضد النساء في إيران

وأضافت المرأة أنها رأت في مركز الاعتقال حوالي 40 امرأة محتجزة. بعد قضاء أكثر من 5 ساعات في الاعتقال، حيث تعرضن للشتائم والضرب، وتم الإفراج عن بعض النساء.

رصد علامات عنف

كما رصدت “غارديان” صوراً لما لا يقل عن امرأتين تظهر علامات هجوم عنيف، قالوا إنها حدثت خلال اعتقالهن الأسبوع الماضي.

ومنذ أن شهدت الاحتجاجات الوطنية إيران بعد وفاة الكردية مهسا أميني، البالغة من العمر 22 عاماً، في الحجز، قامت المنظمات المستقلة لحقوق الإنسان وبعثة الأمم المتحدة للتحقيق في إيران بتحقيقات حول حالات اغتصاب واعتداء جنسي على المحتجين، واستنتجوا أن النظام الإيراني ارتكب جرائم ضد الإنسانية.

من جانبها أطلقت الصحافية الإيرانية الأمريكية مسيح علي نجاد حملة “متحدون ضد الفصل العنصري بين الجنسين”، بالتعاون مع نشطاء إيرانيين وأفغان لحث المجتمع الدولي على تقنين الفصل العنصري بين الجنسين، وقالت: “أريد أن يسمع العالم الحر القصص المأساوية للنساء اللاتي تعرضن للتمييز على أساس الجنس في إيران وأفغانستان في حركة موحدة”.

وقالت كوثر افتخاري، وهي فنانة تبلغ من العمر 24 عاماً، أصيبت بالعمى على يد قوات الأمن أثناء الاحتجاجات، “اعتقلتني “شرطة الأخلاق” 8 مرات، وحرمتني الجمهورية الإسلامية من بصري”، وحثت زعماء العالم على تصنيف الجمهورية الإسلامية على أنها نظام فصل عنصري بين الجنسين.

وأُعيد “مشروع قانون العفة والحجاب” إلى البرلمان الإيراني من قبل مجلس صيانة الدستور في البلاد في أكتوبر/تشرين الأول 2023 للحصول على مزيد من التوضيحات بشأن المصطلحات “الغامضة ” .

ويخشى نشطاء حقوق الإنسان أن تواجه النساء فترات سجن أطول وأشد العقوبات عند تطبيق القانون.

وقال طالب إيراني: “هناك حشود من “حماة” الحجاب ويتمركزون بشكل شبه دائم في مترو أنفاق مسرح شهر وانقلاب. ليس هناك مفر منهم وأريد أن يعرف العالم ذلك.

“نحن لن نذهب إلى أي مكان، ولا يوجد ارتداء للحجاب أو اتباع قواعد هذا النظام. لقد قاطعنا الانتخابات ولن نتوقف”.