الصين تغيّر سياسية الطفلين إلى 3 أطفال وسط تزايد أعداد المسنين

ألغت الصين الاثنين الحد الأقصى للإنجاب المحدد بطفلين لكل زوجين إلى 3 أطفال، على أمل رفع معدل المواليد المنخفض في أكثر دول العالم تعدادا للسكان فيما يزداد فيها عدد المسنين.

ويأتي القرار بعد ثلاثة أسابيع من نشر نتائج التعداد العشري الأخير التي كشفت عن تراجع حاد في معدّل الولادات، قررت بكين تحرير سياستها الأسرية لكن مع الحفاظ على حد يتمثل بثلاثة أطفال لكل زوجين.

وصرحت وكالة الصين الجديدة الرسمية للأنباء “شينخوا” نقلا عن نتائج اجتماع للمكتب السياسي للحزب الشيوعي برئاسة رئيس البلاد شي جينبينغ “في مواجهة تشيّخ المجتمع (…) يسمح للزوجين بإنجاب ثلاثة أطفال”.

وهذه السياسة يجب أن تكون مصحوبة بـ”إجراءات دعم” للعائلات من دون تفاصيل إضافية.

الشيخوخة تجتاح الصين

كشفت نتائج تعداد سكاني أجري العام 2020،في مطلع أيار/مايو الحالي، تسارعا أكبر من المتوقع للشيخوخة في المجتمع الصيني.

وفي العام الماضي الذي اتّسم بوباء كوفيد-19، انخفض عدد المواليد إلى 12 مليونا مقارنة مع 14,65 مليونا العام 2019 حين كان معدل المواليد (10,48 لكل ألف) وهو أدنى مستوى له منذ تأسيس الصين الشيوعية العام 1949.

بعد أكثر من ثلاثة عقود من “سياسة الطفل الواحد”، خفّفت الصين قواعدها العام 2015 مع السماح لجميع الصينيين بإنجاب طفل ثان. لكن ذلك لم يساهم في ارتفاع معدل المواليد.

وثمة أسباب عدة لانخفاض معدل المواليد: تراجع في عدد الزيجات وارتفاع كلفة السكن والتعليم وتأخر النساء في الإنجاب لأنهن يعطين أولوية أكبر لمسيرتهن المهنية وزيادة عدد الذكور مقارنة بعدد الإناث بسبب… التفضيل التقليدي للأطفال الذكور.

هل من الممكن أن تفقد الصين مكانة الدولة الأكثر سكانا في العالم

أقر البرلمان خطة لرفع سن التقاعد تدريجا في آذار/مارس على مدى السنوات الخمس المقبلة، ما أثار استياء جزء كبير من الرأي العام. لم تكشف تفاصيل هذه السياسة.

وحذر ديموغرافيون من حدوث تطور في البلاد يشبه النمط الياباني أو الكوري الجنوبي، مع انخفاض عدد السكان وزيادة عدد المسنين مقارنة بالشباب والقوى العاملة.

وفي ذات الوقت، تباطأ النمو السكاني بشكل كبير.

وبلغ عدد سكان البلاد رسميا 1,411 مليار نسمة في نهاية العام 2020 وبحسب أحدث تعداد.

وزاد عدد السكان بنسبة 5,38 % فقط (أو 0,53 % في المتوسط سنويا)، مقارنة بالتعداد السابق الذي أجري العام 2010 وهو أقل زيادة له منذ الستينات.

يذكر أن بهذه الوتيرة، يمكن أن تتجاوز الهند بسرعة أكبر الصين لتصبح “أكثر دول العالم تعدادا للسكان”. يفترض أن يكون عدد سكان الهند قد بلغ 1,38 مليار نسمة العام 2020، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة.

وحتى الآن، كانت بكين تتوقع أن يبلغ منحنى النمو السكاني ذروته العام 2027، على أن تتقدم عليها الهند حينها، ليبدأ عدد السكان الصينيين بعد ذلك الانخفاض ويصل إلى 1,32 مليار نسمة العام 2050.

وازدادت المطالبات في السنوات الأخيرة لإلغاء سياسة تحديد عدد الأطفال لكل أسرة، لكنها قوبلت برفض من النظام الشيوعي.