أخبار الآن | الصين – أ ف ب

يبدو أن الصين ما زالت مصرّة على القيام بكل ما أمكن من أجل محو أي أثر للإيغور، وفي آخر إجراءاتها، أفادت وكالة فرانس برس أن ظهرت مشاهد مرعبة في مقبرة للمسلمين في شمال غرب البلاد، حيث تبدو فيها العظام مبعثرة بين آثار سلاسل معدنية لجرافات قامت بمحو اي علاقة بين الإيغور وذكرى أمواتهم.

فتحولت بذلك القبور المنتشرة على سفوح تلال شايار إلى أكوام من الحجارة، ولم يتقتصر المشهد على تلك المقبرة، حيث امتدت لتطال أكثر من عشر مقابر رصدتها وكالة فرانس برس الشهر الماضي في اقليم شينجيانغ المنطقة ذات الغالبية المسلمة، كما لاحظ الصحافيون وجود عظام مبعثرة في ثلاث مقابر على الأقل.

بالصور.. حتى المقابر لم تسلم من الممارسات الصينية

AFP

وفي غرب شينجيانغ، تحولت مقبرة إلى “حديقة للسعادة” تضم بحيرة اصطناعية وألعابا للأطفال وغيرها.

وكان الإيغور يقدسون هذا الموقع الذي كان يضم ضريح أحد أهم شعرائهم في القرن العشرين لطف الله مطلبن ولم يعرف مصير رفاته.
والأسلوب الذي تعتمده السلطات الصينية فيما يتعلّق بقضية الإيغور عموماً ومقابرهم خصوصاً يعيد للأذهان ممارسات تنظيم داعش الإرهابي عندما كانت تحتل مساحات كبيرة من الأراضي السورية والعراقية، حيث

عرضت من قبل أخبار الآن مشاهد لمقابر مدينة الموصل التي لم تسلم من إرهاب داعش الذي عاث فيها خراباً, منها مقبرة وادي عكاب شمال غربي الموصل التي كانت أحد أبرز الشواهد على الجرائم التي إرتكبها داعش ضد الموصليين حيث كان يدفن قتلاه ثم يقوم بتخريب قبور المدنيين كي لا تتعرف القوات العراقية على قتلى التنظيم وتضيع جثثهم بين القبور.

بالصور.. حتى المقابر لم تسلم من الممارسات الصينية

AFP

وأصبح من المتعارف عليه أن الصين تعمد على تعزيز نفوذها ومراقبتها في هذا الإقليم تحت حجج مختلفة كمكافحة النزعة الإنفصالية والإرهاب، حيث يبرز هدفها الحقيقي يإستهداف الإيغور البالغ عددهم نحو عشرة ملايين ويشكلون أكبر اتنية في المنطقة، ووضع منهم حوالي مليون في معسكرات لإعادة التأهيل، بحسب منظمات حقوقية.

ومن خلال تحليل للصور قامت به وكالة فرانس برس بالتعاون مع منظمة “ارثرايز الاينس”، ومقرها واشنطن، تحوالي أربعين مقبرة للإيغور تمت تسويتها بالأرض اعتبارا من العام الماضي في هذه المنطقة.
وزار ثلاثة صحافيين من فرانس برس نحو عشر مقابر مدمّرة في أربع مناطق، وثلاثة مواقع جديدة تمت إعادة دفن الرفات فيها، خلال تحقيقهم المصور الذي أجروه في أيلول/سبتمبر الماضي. فتبين لهم أن تدمير قبور شينجيانغ ليس أمرا جديدا اذ كشفت صور التقطت بالأقمار الاصطناعية عن عمليات تدمير عمرها أكثر من عشر سنوات.

بالصور.. حتى المقابر لم تسلم من الممارسات الصينية

بالصور.. حتى المقابر لم تسلم من الممارسات الصينية

AFP

لكن العمليات التي جرت في السنتين الأخيرتين هي الأكثر فداحة لأنها ترافقت مع تدمير نحو ثلاثين مسجدا ومواقع دينية أخرى كما كشف في حزيران/يونيو تحقيق أجرته فرانس برس بناء على صور أخرى التقطت بالأقمار الاصطناعية.

بالصور.. حتى المقابر لم تسلم من الممارسات الصينية

AFP

ويترافق ذلك خصوصا مع إقامة مراكز “للتأهيل المهني” يتم إدخال الإيغور إليها لأسباب بينها وضع حجاب أو إطلاق اللحية.

مصدر الصورة: AFP

للمزيد:

الحكومة الصينية تزعم إحترام حقوق الإنسان.. بينما تحتجز مليون مسلم!

لماذا ارتبطت كلمة “مدني” بالرعب لدى أقلية الإيغور في الصين؟