أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (وكالات)

نقل تلفزيون "سي أن أن" عن أصدقاء لوزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون انه يشعر بالإحباط وخيبة الأمل من الرئيس دونالد ترامب، ويفكر بالاستقالة مع نهاية العام.

وأشار معارف الوزير إلى مقابلة قام بها الرئيس ترامب أخيراً قال فيها إنه ما كان ليعين وزير العدل جيف سيشنز لو علم أن سيشنز سينحي نفسه من التحقيق بشأن روسيا.

إقرأ أيضا: "ماكين" في الكونغرس بعد جراحة دماغية لإستئصال ورم (فيديو)

ويعتقد تيلرسون أن موقف ترامب هذا غير مهني، الأمر الذي زاد من ميله تجاه الاستقالة بحسب "سي أن أن"، ودفع مراقبين إلى الانتظار إلى لحظة خروجه من وزارة الخارجية.‬

في المقابل، أكدت وزارة الخارجية الامريكية الثلاثاء أن رئيس الدبلوماسية ريكس تيلرسون لا يعتزم الاستقالة من منصبه، نافية تقارير اشارت إلى خلافات مع البيت الابيض.
 
 وكانت شبكة "سي إن إن" قد أعلنت ان تيلرسون يعتزم المغادرة بنهاية العام، وهو ما نفته المتحدثة هيذر نويرت بشكل قاطع.

تزامنا يتوقع العديد تتوقع فيه استقالة وزير العدل سيشنز، في أي لحظة، بعد أن قال مدير الاتصالات في البيت الأبيض إن الرئيس لا يريد بقاءه في فريق إدارته، وبعد تغريدة كتب فيها ترامب الثلاثاء أن سيشنز ضعيف في موقفه تجاه المرشحة السابقة هيلاري كلينتون وقضية بريدها الإلكتروني.‬

وربما كانت مقابلة ترامب هذه الشعرة التي قسمت ظهر البعير لتيلرسون، لكن مشاكل تيلرسون مع ترامب، أو بالأحرى وزارة الخارجية مع البيت الأبيض، لا تنبع من تصريحات ترامب المثيرة للجدل وغير المسبوقة عن وزير عينه بنفسه.

سفينة أمريكية تطلق عيارات تحذيرية على قارب إيراني

يقول أليكس فاتانكا، وهو باحث في معهد الشرق الأوسط إن "تيلرسون هو قبطان سفينة مهمشة بدأ طاقمها يغادر شيئاً فشيئاً"، فجميع الملفات المهمة، من إيران إلى السلام في الشرق الاوسط إلى محاربة تنظيم داعش، مركز قرارها هو البيت الأبيض وليس وزارة الخارجية. فتيلرسون مهمش على الساحة الدولية وفي واشنطن.‬

ورغم أن تيلرسون وترامب يعتقدان معاً أن ميزانية وزارة الخارجية وثقلها البيروقراطي بحاجة إلى تقويض، إلا أن اختلافات سياسية بين البيت الأبيض ووزارة الخارجية حول قضايا محورية في الشرق الأوسط زادت من امتعاض مدير أكسون موبيل السابق. فتيلرسون دعا الولايات المتحدة إلى التزام الحياد في الأزمة القطرية، قائلاً "ندعو المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر إلى تخفيف الحصار على قطر، فهناك عواقب إنسانية للحصار" رغم أنها مقاطعة وليست حصاراً، بينما قام ترامب بعد ساعات بإصدار موقف مخالف ودعم السعودية بقوة قائلاً إن خطوات السعودية "صعبة ولكن ضرورية". وأوضح مسؤولون لاحقاً أن الخلاف بين الرجلين هو في اللهجة وليس السياسة.

آخرون اختلفوا مع هذا التشخيص. فهاردن لانج، وهو باحث في مركز التقدم الأميركي يقول "من الواضح أن تيلرسون تفاجأ من موقف ترامب ولم يكن من المعجبين بالتصعيد وحاول أن يحل الأزمة ولم يسمح له. لكن في نهاية الأمر، اضطر تيلرسون إلى الخوض في تفاصيل القضية". مراقب آخر يقول إن "تيلرسون يضطر إلى أن ينظف وراء البيت الأبيض، ووراء تغريدات الرئيس غير المدروسة"، وفق تعبيره.

أما في القضية الإيرانية فيشرف تيلرسون على وزارة خارجية يعمل فيها الكثير من الأشخاص الذين ساعدوا في التوصل إلى الاتفاق النووي، والذين يعتقدون أنه إنجاز يستحق العمل به. يقول فاتانكا "بينما البيت الأبيض مليء بموالين سياسيين لترامب ليس لديهم خبرة في الموضوع الإيراني، ويريدون أن ينتقموا من إيران بسبب تصرفاتها في العراق والشرق الأوسط".

تيلرسون أيضاً عارض موقف الرئيس من اتفاقية باريس حول المناخ، والتي انسحبت الولايات المتحدة منها رغم معارضة تيلرسون.‬
‫‬
مصدر في وزارة الخارجية يشير إلى شعور عام بالإحباط بين الموظفين والدبلوماسيين، وأن العاملين هناك لا يمكنهم أن يعتمدوا على تيلرسون لحماية وظائفهم أو الدفاع عنهم من التخفيضات في ميزانية الوزارة.

ويتضح تحكم البيت الأبيض بكبار وصغار القرارات في وزارة الخارجية، من معارضة الرئيس لنية تيلرسون تعيين إليوت أبرامز نائباً له، بسبب معارضة أبرامز، وهو مسؤول سابق في مجلس الأمن الوطني ووزارة الدفاع لترامب عندما كان مرشحاً.

وإن غادر تيلرسون فستكون استقالته واحدة من بين سلسلة تغيرات في فريق الرئيس.

للمزيد: أمريكا بصدد إجراء تجربة جديدة لمنظومة ثاد في ألاسكا

تابعوا كذلك بثنا المباشر عبر "يوتيوب" لمزيد من البرامج والنشرات‎