أخبار الآن | الحبانية – الأنبار – العراق (معاذ الضيغمي)

 

على الصعيد الإنساني .. يهدد الجوع آلاف الأطفال والنساء وكبار السن في مدينة الفلوجة العراقية، المحاصرة من قبل الحشد الشعبي والقوات الحكومية العراقية، وبالرغم من كل المناشدات من مختلف الجهات، بفك الحصار وفتح ممرات إنسانية لإغاثة اهالي المدينة المحتلة من قبل داعش، إلا أنها لم تلق آذانا لدى الحكومة العراقية.

والمقدر عددهم بنحو مئة ألف نسمة، جلهم أطفال ونساء، لم يجد الكثير منهم فرصة للهرب، إذ قد تنتهي الرحلة بالقتل أو الاختطاف على أيدي المليشيات، فضلا عن أن دخولهم إلى بغداد يتطلب إيجاد كفيل.

تفاصيل أوفى عن الفلوجة ونازحيها في تقرير مراسلنا معاذ الضيغمي. 

في هذهِ الخيمةِ الصغيرةْ يسكُنُ أبو حبيب مع ستةٍ من أفرادٍ أسرتِهِ في مخيم الحبانية غربي الفلوجة بعدَما هربوا قبلَ نحوِ عامْ بسببِ اشتدادِ المعاركِ بينَ داعشْ والقواتِ العراقية، وتزايدِ القصفِ على مِنطقتِهم اللهيب في ناحيةِ الكرمةْ شرقي الفلوجة.

ابو حبيب نازح عراقي يقول " تزايد القصف علينا من كلا الجانبين داعش والجيش فاجبرت على ترك املاكي ومنزلي والهرب الى مكان امن وهذا افقدني منزلي وماشيتي وبستاني واشجاره والمقدر ب 15 دونما وكذلك  وتنكتري ومضخة الماء وان داعش استولى على ماشيتي وقام ببيعه قبل نحو عام في منطقة الصقلاوية اذ وصل كيلو اللحم ب 2000 دينار عراقي."
 
كسائرِ الأسرِ في هذا المخيم، تعاني أسرةُ أبي حبيب من نقصٍ كبيرٍ في الموادِ الغذائيةِ، غيرَ أنَّ حالَ أهلِهِ الذينَ منعَهُم داعش من مغادرةِ الفلوجةِ والكرمة يزدادُ سوءًا يومًا بعد َ آخر، فهم محاصرونَ ويشكونَ من القصفِ العنيفِ وانعدامِ الموادِ الغذائيةِ لا سيما حليبَ الاطفال.

ابو حبيب نازح عراقي يقول "هناك قصف يستهدف الاحياء السكنية في مدينة الفلوجة والكرمة حيث ان الاحياء القريبة من الجسر الجديد وكذلك احياء كل من السكنية والازركية والشامية والحلابسة  تقصف بشده وهي منطقة ماهولة بالمدنيين والعوائل الذين يصرخون من القصف. ابن اخي يسكن الفلوجة حاليا قال لي عندما كلمته هاتفيا ان ابنه الصغير يتضور جوعا بسبب عدم توفر مادة حليب الاطفال اذ انخفض وزنه بصورة مخيفة واصبح جسده عبارة عن  هيكلا عضميا وكذلك لا توجد اغذية سواء كانت للاطفال ام كبار السن اذ لا تتوفر مادة معجون الطماطم  ولا اي شيء يؤكل . واضاف ابو حبيب ان  لديه شقيقات يسكنن حاليا في منطقة الفلوجة يصرخن كل يوم بسبب الجوع ونفاذ المواد الغذائية".
 
تازمَ الوضعُ الانسانيُ في مدينةِ الفلوجة بعد أن أُغلِقتْ جميعُ المنافذِ المؤديةِ الى المدينةْ، خاصةً منفذَ العبرة الذي كانَ يعدُ الشُريانَ الرئيسَ لنقلِ البضائعِ والموادِ الغذائيةِ القادمةِ من مناطقِ الجزيرة شمالَ نهرِ الفرات قُربَ قضاءِ هيت الى مدينةِ الفلوجةْ مرورًا بمِنطقةِ الكرمة.