أخبار الآن | طهران – إيران – (وكالات)

تأمل إيران في أن يؤدي الاتفاق بشأن البرنامج النووي الذي تم التوصل إليه في فيينا هذا الأسبوع إلى الدفع بعجلة السياحة التي خففت من إجراءات الحصول على التأشيرة، كما تخطط لبناء فنادق جديدة لجذب السائحين إلى المعالم الأثرية التي تتمتع بها.

وتنتظر إيران أن تشهد السياحة لديها طفرة في ظل امتلاكها للعديد من الكنوز الثقافية الفريدة والتي لم يتطلع عليها السائحين من الغرب بعد.

حيث ألغت طهران تأشيرات الدخول إلى أراضيها لمواطني سبع دول لدعم قطاع السياحة في البلاد على رأسها تركيا ولبنان ومصر وسوريا وتدرس في إطار البرنامج الحكومي لتطوير السياحة إمكانية إدخال نظام التأشيرة الحرة لمواطني 60 دولة أخرى.

 وتعمل حكومة الرئيس حسن روحاني، على تسهيل إجراءات الحصول على تأشيرات الدخول إلى البلاد مع اعتزامها بناء ما لا يقل عن 200 فندق جديد لاستيعاب أعداد الزائرين في ظل عدم تلبية الإقامة الحالية للارتفاع في المؤشرات التي تشهده صناعة السياحة منذ انتخابه عام 2013.
وصرّح نائب الرئيس الإيراني الذي يتولي ملف السياحة مسعود سلطاني فار، بأن بلاده تنتظر "الأيام المضيئة" في إشارة منه إلى الطفرة التي من المتوقع أن تشهدها السياحة في إيران، وذلك في أعقاب التوصل إلى اتفاق في فيينا بشأن البرنامج النووي الإيراني.

وأضاف سلطاني فار، أنه لا يوجد صناعة أخرى ستشهد ازدهارًا في الأيام المقبلة مثل صناعة السياحة، كما أعلن في وقت سابق من شهر تموز / يوليو أن إيران تعمل على مد فترة التأشيرة السياحية لتصل إلى شهر بعدما كانت 15 يومًا فقط، على أن دخول السائحين في العام المقبل سيكون عبر تأشيرات ممغنطة.

وأضافت "اليونسكو" في قوت سابق من الشهر الجاري، اثنين من المواقع وهي "تلال سوسة الأثرية، وقرية مايماند المذهلة" لتكون ضمن قائمة التراث العالمي في إيران، والذي يرجع إلى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.

وكانت إيران تعد واحدة من المقاصد الرائجة للزوار حتى اندلاع الثورة الإسلامية عام 1979، كما استضافت شخصيات عالمية بارزة مثل آندي وارهول، وعازف الكمان يهودي مينوهين، ومصممة الرقصات موريس بيجار.

وتعتبر بلد الزرادشتية قبل وصول الإسلام، وتضم بعض من المواقع التاريخية والأثرية الرائعة في العالم مع الآثار القديمة والمساجد البديعة، فضلًا عن المناظر الطبيعية الخلابة، وتشمل البقايا الأثرية للحضارة القديمة: "عاصمة أكبر إمبراطورية في العالم على الإطلاق برسيبوليس، مدينة أصفهان شيراز وهي مدينة الحب والشعر، وهمدان التي دفن فيها أبو الطب الحديث ابن سينا، وكذلك العاصمة طهران التي تشتهر بوجود منتجعات التزلج على عتباتها".

من جانبه أوضح مدير التسويق في شركة سياحية مقرها بريطانيا، اعتادت تنظيم رحلات للغربيين على مدار عشرة أعوام لزيارة إيران مايكل بولمان، أن الطلبات على الرحلات إلى إيران ارتفعت بشكل ملحوظ منذ التوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني والعلاقات التي شهدت تحسنًا بين الغرب وإيران التي كان يصفها الرئيس جورج بوش "بمحور الشر".

وأضاف بولمان، أنه منذ عام 2013 زادت أيضًا طلبات الزيارة إلى إيران، متوقعًا حدوث زيادة في أعداد السائحين المتجهين إلى إيران بنسبة 30 % هذا العام.

وأكد ديفيد ماك غينيس ما أفاد به بولمان، بشأن السياحة في إيران والنمو الذي تشهده حاليًا، وأن شركته حاليًا بصدد تنظيم رحلتين في أيولول / سبتمبر وأربعة خلال تشرين الأول / أكتوبر، مضيفًا أن إيران بلد آمن للزيارة، وأنه سافر إليها خمس أو ست مرات على مدار العامين السابقين ولم يجد مشكلة مع أحد هناك.

ويتفق بولمان مع ديفيد ماك غينيس، على أنه شعر بالأمان كثيرًا حينما زار إيران، وأنها تختلف عن الدول المجاورة مثل سورية والعراق اللتين تشهدان صراعات داخلية ومعارك تجعل منها بلادًا غير آمنة.

ومع ذلك فما زالت وزارة الخارجية البريطانية تدرج إيران ضمن البلاد التي ينصح بتوخي الحذر وعدم السفر إليها إلا في حالة الضرورة، وهو الأمر الذي يعد مثارًا للجدل نظرًا لعدم وجود سفارة بريطانية في طهران.

وأعلنت وزارة الخارجية البريطانية في 15 تموز / يوليو أنها تخطط بإعادة فتح سفارتها في طهران نهاية هذا العام ما سوف ينتج عنه ارتفاع أكثر في أعداد الوافدين إلى إيران من السائحين.

وتخطط مجموعة "فنادق روتانا" التي تتخذ من الإمارات العربية المتحدة مقرًا لها، بافتتاح عدد من الفنادق في إيران، وكذلك شركة "أككور" الفرنسية الرائدة في مجال السياحة تشارك في ما لا يقل عن اثنين من الفنادق في إيران ذات الأربعة نجوم.

ويتطلع المسؤولون في إيران إلى أن تصل معدلات السياحة لديهم مثل تلك التي تشهدها الدولة المجاورة تركيا، وأن يصل عدد الزائرين بحلول عام 2025 إلى 20 مليون زائر سنويًا.