نساء في سوريا يصنعن الحلوى بمنازلهن في محاولة لتأمين دخل إضافي

مع عدم قدرة العديد من السوريين على شراء الحلوى غالية الثمن التي تبيعها سلاسل المتاجر الشهيرة بسبب ارتفاع تكلفة الإنتاج، تبيع سوريات الحلوى من صنعهن لإرضاء أولئك الذين يبحثون عنها بسعر مقبول.

نساء في سوريا يصنعن الحلوى بمنازلهن في محاولة لتأمين دخل إضافي

السورية إيفا جبور تحضر حلوى البسكويت للبيع في جرمانا. (رويترز)

فمع استمرار الأزمة الاقتصادية في البلاد، بدأت نساء سوريات في دمشق في بيع الحلوى التي يصنعنها بالمنازل، من أجل كسب دخل إضافي مع توفير بدائل أرخص لخيارات أخرى باهظة الثمن.

وقالت رانيا المنصور وهي موظفة سابقة تسعى لمساعدة زوجها في كسب قوت الأسرة إن العملاء الذين لا يستطيعون تحمل أسعار الحلوى من سلاسل المتاجر الشهيرة يتجهون إلى الشراء من المشروعات الصغيرة التي تعمل من المنازل مثل مشروعها.

وأضافت أنها رغم نقص الكهرباء والغاز، تستطيع ممارسة هذا العمل الذي تحبه، موضحة أن استخدام مستلزمات المنزل يقلل التكاليف عليها.

ولفتت إلى أن توجهها للعمل بهذا المجال يأتي بدافع من رغبة داخلية تتجاوز البعد التجاري، فهي تحب ما تعمله، متابعة “لست مطالبة مثلما هو الحال مع المحلات بعدة مصاريف كالإيجار، الضرائب، الفواتير وغير ذلك من التكاليف، فأنا أعمل من منزلي وبما توفر لي من أدوات بمطبخي”.

نساء في سوريا يصنعن الحلوى بمنازلهن في محاولة لتأمين دخل إضافي

السورية رانيا المنصور تعرض صينية حلويات أعدتها للبيع في منزلها في جرمانا. (رويترز)

وتفوح رائحة طيبة من مطبخها، حيث تساعدها صديقتها إيفا جبور في تحضير المعمول، وهو نوع من المعجنات، بحشوات مختلفة.

وطعم المعمول المنزلي له نكهة خاصة تميزه عن المنتوجات الشبيهة الأخرى، حيث يدخل إلى مكوناته الجوز والتمر والفستق الحلبي والقشطة.

ويتكون المعمول من عجينة من السميد والسمن الطبيعي ويُستخدم الزبد كبديل ويضاف إليها “المحلب” وهو مستخلص يعطي المعمول نكهة مميزة، إضافة للمستكة العربية ومكسبات طعم أخرى، ثم يتم حشوها بالتمر والجوز والفستق.

وترى إيفا وهي أم لثلاثة أطفال أنه حتى لو لم يكن بيع الحلويات المنزلية يدر دخلا كبيرا، فإنه يساعد في “تخفيف العبء”، لافتة “أحاول إلى حد ما تخفيف عبئ المصاريف عن زوجي بالنزر القليل الذي أحصل عليه لقاء عملي هذا”.

وأصبحت الاحتياجات الإنسانية في سوريا أكبر من أي وقت مضى، مع الدمار بسبب الحرب المستمرة منذ 12 عاما.

وتفاقمت هذه الاحتياجات بسبب الأزمة الاقتصادية التي تسببت في انخفاض قيمة الليرة السورية ودفعت البلد بأكمله تقريباً تحت خط الفقر.