أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (عبيد أعبيد)

* تسمية “شينجيانغ” تعني بالعربية: “بلد جديد”، لكنها محتلة ولسيت جديدة

* السلطات الصينية تعتقد أن الإسلام كله إرهاب وعدو للصينيين

* مصادرة جواز السفر والسَجن والتعذيب والصعق بالكهرباء وحلق الشعر والجوع والعطش

* شهادة مؤثرة لتلفزيون الآن، عن واقع التعذيب والحرمان داخل المعسكرات الشيوعية

إليكم التفاصيل:
 

إذا كنت من المسلمين، فغير مسموح لك امتلاك تطبيق “واتساب”، أو بوصلة أو خيمة للتنزه، تناول الفطور قبل طلوع الشمس، جريمة، استقبال أكثر من ثلاثة ضيوف، جريمة، الامتناع عن التدخين والخمور ولحم الخنزير، جريمة أيضا.

هذه ليست قوانين من محض الخيال، بل واقع مرير لثلاثة عشرة مليون مسلم في الصين، ونحو مليونا منهم معتقلون في غياهب معسكرات قسرية، إلى أجل غير مسمى..

ميهريغول تورسون (Mihrigul Tursun)، مسلمة إيغورية، أم لإبنين، ناجية من معسكرات الصين القسرية، تتحدث في شهادة مؤثرة لتلفزيون الآن، عن واقع التعذيب والحرمان الذي عاشته داخل المعسكرات الشيوعية، لا لشيء، سوى لكونها مسلمة.

وبدأت ميهريغول تورسون، حديثها لتلفزيون الآن، بالقول قائلة :”بلدي هو تركستان الشرقية، من الإيغور، عمري 29 سنة، وأنا سعيدة للحديث معكم بتحية السلام عليكم، أتعرفون لماذا؟ لأني في بلدي، ممنوع علي إلقاء تحية السلام أو ردها بعليكم السلام، وممنوع علي الصلاة، وممنوع علي أكل أي شيء إسلامي حلال، وممنوع من الآذان، وممنوع علي الاحتفاض بنسخة من القرآن أو سجادة الصلاة.. وهذا ظلم، فقط لأننا مسلمين..”.

كره الصين للإسلام والمسلمين

وأضافت الناجية الإيغورية من معسكرات الصين القسرية :”كل هذا الظلم يأتي لكوننا مسلمين، وهم (السلطات الصينية) لا يحبون أي شيء يعني للمسلين.. يوجد هناك أناس كثيرون يحبون الدول المسلمة، مثل السعودية، ودبي، ومصر.. لكنهم لا يحبون أي شيء يخص المسلمين..”.

وأفادت في سياق حديثها لــ”أخبار الآن” :”يعتقدون ان الإسلام كله إرهاب وعدو للصينيين، فنحن كلنا مسلمون، نصلي ونصوم ونرتدي أزياء المسلمين، لكن الآن بعد 3 سنوات، صار أي شيء يعني الإسلام ممنوعا، من ارتداء الثياب السوداء أو الحجاب أو الامتناع عن أكل لحم الخنزير أو شرب الخمر، مع إلزام البنات بالزواج من صينيين غير مسلمين..”.

استقبال بالاعتقال والتجريد من الأبناء

وهنا تروي ميريغيل تورسوم، كيف استقبلتها السلطات الصينية في المطار، وهي العائدة رفقة أبنائها الـثلاثة، بعد طول غياب عن أهلها في شينجيانغ.

ومضت ميريغيل تورسوم، مسترسلة بالقول :”في 2010 أكملت دراستي الثانوية، وقدمت إلى مصر من أجل إكمال دراستي الجامعية في مصر، وهناك تعرفت على زوجي، وصار لدي 3 أبناء، وبعدها عدت إلى بلدي (شينجيانغ أو تركستان الشرقية كما يحبون الإيغور تسميتها)، فما نزلت في المطار أقدمت السلطات الصينية على توقيفي، ونزعت مني إبني، ونقلتني إلى غرفة معزولة لاستجوابي لمدة 3 ساعات بأسئلة تهم أسباب سفري إلى مصر وعن ديني الإسلامي..”.

وأضافت :”هذا شيء ليس غريبا علي، فهكذا يتعاملون مع مسلمي تركستان الشرقية.. فأصلا نحن محتلون من قبل الصين، فتسمية شينجيانغ تعني بالعربية، بلد جديد، لكن نحن محتلون ولسنا جدد..”.

ومضت بالقول “بعد التحقيق معي، تم اقتيادي إلى السجن وتعرضت هناك إلى التعذيب لمدة 3 شهور، حيث تم إخراجي إلى المستشفى من أجل إلقاء نظرة على إبني الذي كان مريضا في المستشفى.. فابني المريض ليس له ذنب.. ليتم إعادتي مرة أخرى  السجن والتعذيب، بتهمة سفري إلى مصر لتعلم الإرهاب.. فكنت أخبرهم ان الإسلام ليس إرهابا، وقد سافرت إلى مصر من أجل تعلم اللغة العربية..”.

الخروج على فاجعة وفاة الإبن

وبعد عدةَ شهور، أطلقت السلطات الصينية سراحها، لكن بعد وفاة أصغر أبنائها في أحد المستشفيات الصينية.. لتستمر معاناة ميريغيل تورسون بعد خروجها من سجن صغير، إلى آخر كبير، اسمه إقليم شينجيانغ.

وتحدثت في السياق ذاته، عن إطلاق سراحها بعد وفاة ابنها الصغير، قائلة :”أطلق سراحي من السجن، بعد وفاة ابني الصغير، فيما ظل باقي أبناء على قيد الحياة، لكن حالتهما الصحية غير جيدة، لكن في أبريل 2017، عادت السلطات الصينية لانتزاع جواز سفري مني حتى لا أخرج من الصين، وأنا كنت أرغب في السفر إلى زوجي المتواجد في مصر”.

ميريغيل تورسوم، أضافت أيضا :”فيما بعد، انتقلت إلى وسط الصين من أجل العمل هناك والبحث عن رغد للعيش أنا وإبني الاثنين، واشتغلت مترجمة مع إحدى الشركات، فعاد 4 أفراد من الشرطة لاعتقالي وإغلاق فمي بلصاق وتغطية رأسي بغطاء أسود، وترحيلي إلى تركستان الشرقية في رحلة لـ6 ساعات عبر طائرة.. والتهمة هي ارتدائي للحجاب..”.

وحشية التعذيب

وزادت في معرض حديثها :”بدأ التحقيق معي حول سبب ارتدائي للحجاب وسفري إلى مصر وعلاقتي بالإرهاب، وتحت قسوة التعذيب أجبرت أن أقول لهم اني لست مسلمة ولا أعرف الصلاة، حتى لا يستمروا في تعذيبي أكثر، وما زالت لحد الآن أعاني من ألم الضرب والتعذيب..”.

وعن حدة تعذيبها، ذكرت :”كنت تحت ألم التعذيب أصرخ وأقول يا الله.. فكانوا يسألونني لماذا تنادين الله.. نادينه من أجل أن نراه..”.

مسلمات في غياهب السجون الصينية

وعن أجواء ما تعيشه مسلمات الإيغور داخل غياهب السجون الصينية، تروي ميريغيل تورسون، حالات الاهمال المتعمد، في حق نساء عزل.. لا ذنب لهن، سوى كونهن مسلمات.

وعن أجواء سجون ومعتقلات الإيغور في الصين، تروي قائلة :”بعد التعذيب أخذوني إلى زنزانة صغيرة تحوي 68 إمرأة، لمدة أربعة شهور، بدون استحمام أو شرب للماء، ويقدمون 3 وجبات أغلبها أرز ولا أعرف ما هي، لكن كنت مجبرة على أكل الوجبات من أجل أن أعيش.. وكان بعض النساء يموتون من القهر وسوء التغذية داخل هذه السجون”.

اقرأ المزيد: 

وحشية الصين تدفع الإيغور إلى الانتحار داخل المعسكرات