بينهم تيري أندرسون.. أكثر من 100 أجنبي احتجزوا خلال أزمة الرهائن بلبنان في الثمانينات

توفي، الأحد، المراسل السابق لوكالة أسوشيتد برس، تيري أندرسون، الذي احتجز في لبنان قرابة سبعة أعوام، بعد اختطافه خلال الحرب الأهلية سنة 1985. وتوفي أندرسنون في منزله في غرينوود ليك بنيويورك، عن عمر ناهز الـ76 عاما، وفق أسوشيتد برس.

الوكالة نقلت عن ابنته، سولومي، قولها إن أندرسون، توفي متأثرا بمضاعفات عملية جراحية أجراها مؤخرا على القلب.

وقالت جولي بيس، نائبة الرئيس الأول والمحررة التنفيذية لوكالة أسوشييتد برس إن تيري كان صحفيا ملتزمًا وأظهر شجاعة وتصميمًا كبيرين، سواء في عمله أو خلال السنوات التي قضاها كرهينة. وأضافت: “نحن نقدر بشدة التضحيات التي قدمها هو وعائلته نتيجة لعمله”.

بينهم تيري أندرسون.. أبرز الرهائن الذين خُطفوا خلال الحرب الأهلية اللبنانية على يد حزب الله ومجموعات أخرى

وفاة أندرسون أعادت الذاكرة إلى ملف الخطف والرهائن في لبنان بحيث كانت الثمانينات وأوائل التسعينيات فترة حالكة من سنوات الحرب الأهلية اللبنانية. وتشير التقديرات إلى أن أكثر من مائة أجنبي قد اختطفوا في لبنان بين عامي 1982 و1992. وكان غالبية الضحايا من الأمريكيين والأوروبيين الغربيين، مع اختلاف دوافع الخطف من حالة إلى أخرى.

وبحسب المراجع فقد توفي ثمانية ضحايا في الأسر، إذ قُتل البعض منهم فيما توفي آخرون بسبب نقص الرعاية الطبية الكافية، ونتيجة الأوضاع الصعبة التي عاشوها في المعتقل.

وحمّل تقرير لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي عام 1994 حزب الله الدعوم من إيران المسؤولية عن احتجاز ما لا يقل عن 44 أجنبيا كرهائن، من بينهم 17 أمريكيا، مات ثلاثة منهم في الأسر.

في ما يلي لائحة من أبرز الشخصيات الأجنبية التي تم اختافطها في تلك الفترة، والتي تتنوّع أدوارها بين عسكريين، وأكاديميين وصحافيين وموظفين:

  • تشارلز جلاس:

بينهم تيري أندرسون.. أبرز الرهائن الذين خُطفوا خلال الحرب الأهلية اللبنانية على يد حزب الله ومجموعات أخرى

في 18 يونيو 1987 تم اختطاف الصحافي الأمريكي ومراسل شبكة ABC News تشارلز جلاس على يد موالين لإيران في إحدى ضواحي بيروت. وكان جلاس حينها مع نجل وزير الدفاع اللبناني آنذاك عادل عسيران وحارسه الشخصي، وقد تم اختطافهما أيضاً. احتُجز لمدة اثنين وستين يومًا، لكنه تمكّن لاحقاً من الفرار من خاطفيه عبر حبسهم في سجنه المؤقت في الضاحية الجنوبية لبيروت.

  • ويليام باكلي:

بينهم تيري أندرسون.. أبرز الرهائن الذين خُطفوا خلال الحرب الأهلية اللبنانية على يد حزب الله ومجموعات أخرى

كان ويليام باكلي رئيسًا لمحطة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في لبنان، وقد تطوع لتأدية هذا الدور بعد تفجير السفارة الأمريكية في بيروت عام 1983 الذي أسفر عن مقتل 63 شخصًا، من بينهم 17 أمريكيًا. وفي 16 مارس/آذار 1984، اختُطف باكلي في بيروت وهو في طريقه إلى العمل، وقد تم استجوابه وتعذيبه قبل وفاته في الأسر بتاريخ 3 يونيو/حزيران 1985.

  • تيري أندرسون:

بينهم تيري أندرسون.. أبرز الرهائن الذين خُطفوا خلال الحرب الأهلية اللبنانية على يد حزب الله ومجموعات أخرى

كان أندرسون، كبير مراسلي وكالة أسوشييتد برس في الشرق الأوسط في ذلك الوقت. في 16 مارس 1985، بعد أن أنهى مباراة تنس صباحية، أجبره ثلاثة رجال على النزول من سيارته في بيروت تحت تهديد السلاح، ودفعوه إلى سيارة أخرى، وقاموا بتغطية رأسه إلى أخمص قدميه ببطانية ثقيلة، واحتجزوه بعد ذلك لمدة طويلة.

في 4 ديسمبر 1991، أطلق سراح أندرسون بعد 2455 يوماً من الاحتجاز، وبذلك كان الرهينة التي احتجزت لأطول فترة من بين حوالي 100 أجنبي. وتشير المراجع إلى أن أندرسون أمضى فترة أسره بأكملها معصوب العينين وتم إطلاق سراحه عندما انتهت الحرب الأهلية التي استمرت 16 عامًا.

  • روجيه أوك:

بينهم تيري أندرسون.. أبرز الرهائن الذين خُطفوا خلال الحرب الأهلية اللبنانية على يد حزب الله ومجموعات أخرى

هو مصوّر صحافي فرنسي، عمل مع وسائل إعلام أجنبية في فترة الحرب اللبنانية مثل صحيفة لاكروا ووكالة غاما، وعدد من محطات الإذاعة بلجيكية وسويسرية وكندية. تم احتجازه كرهينة في لبنان لمدة 11 شهراً عام 1987، تم تعذيبه واعتقاله خلالها بظل ظروف صعبة غابت عنها الرعاية الصحية.

وبعد تحريره، وثّق الصحافي التجربة في كتاب بعنوان “رهينة في بيروت” الذي حوله المخرج الراحل مارون بغدادي الى فيلم “خارج الحياة” “Out Of Life”.

  • أليك كوليت:

بينهم تيري أندرسون.. أبرز الرهائن الذين خُطفوا خلال الحرب الأهلية اللبنانية على يد حزب الله ومجموعات أخرى

هو صحافي بريطاني كان يعمل مع وكالة الأمم المتحدة للإغاثة والتشغيل في الشرق الأدنى، ومُكلّف لإعداد تقارير حول مخيمات اللجئين الفلسطينيين عندما اختطفته مجموعة من المسلحين تمن سيارته قرب مطار بيروت مع سائقه الاسترالي.

لكن المسلحين اطلقوا سراح السائق بعد وقت قصير، بينما ظل كوليت مفقودا منذ 25 مارس/ آذار 1985، إلى أن تم العثور على رفات جثته في وادي البقاع اللبناني عام 2009، وقد تم التوصل إلى جثته في البقاع الشرقي بعد ورود معلومات سرية لبريطانيا بهذا الشأن.