امرأة سورية تحدثنا عما فعله الزلزال بأسرتها في الذكرى الأولى له

الزلزال الذي ضرب مناطق شمال سوريا في السادس من فبراير من العام الماضي، خلّف الكثير من الآثار السلبية المادية والنفسية ، لكن السوريين يحاولون بشكل مستمر تجاوز هذه الآثار.

أم نزار واحدة من النساء اللآي تضررن هي وعائلتها بشكل كبير بالزلزال، فقد تهدم بيتها فوقها هي وعائلتها الأمر الذي أدى إلى إصابتها بجروح بليغة في رأسها وإصابة قدم زوجها بكسور نقلوا على أثرها إلى المشفى.

تحكي أم نزار لأخبار الآن تفاصيل تلك الليلة وكيف كانت صعبة جدا عليهم وتركت آثاراً نفسية وجسدية عليها لا تنسى.

في ذكرى زلزال فبراير.. امرأة سورية تجسد معنى القوة وتجاوز الصعاب

أم نزار خلال عملها على التنور

لم تستلم المرأة المسنة لليأس فنهضت من تحت الأنقاض ونفضت عنها غبار الزلزال وعاودت العمل في مشروعها الذي يعتبر مصدر رزقها.

وتعمل أم نزار رفقة عدد من النسوة على تنور لصناعة المعجنات على الطريق الواصل بين مدينتي كفرتخاريم وأرمناز ويستمر العمل لساعات طويلة لتحصيل لقمة العيش.

تسعى المرأة لتحصيل كسب يعينها على ظروف الحياة ويؤمن الدخل لها ولعائلتها ولزوجها المريض المصاب من أثر تهدم البيت فوقه ليلة الزلزال.

لكن لا يزال الخوف يسيطر على أم نزار وعائلتها فهي لم تنم في الليلة المصادفة لذكرى الزلزال في هذا العام وكان الخوف والقلق يسيطر عليها وعلى عائلتها في بيتها الجديد الذي منحها إياه أحد سكان مدينة أرمناز التي لجأت إليها بعد أن هجرها النظام والميليشيات الإيرانية من قريتها الواقعة في سهل الغاب.

ومضى عام على الزلزال المدمر الذي ضرب شمالي سوريا وجنوبي تركيا فجر السادس من شباط/ فبراير عام 2023، والذي أدى إلى فقدان عشرات الآلاف لحياتهم وتشريد الملايين غيرهم.

في ذكرى زلزال فبراير.. امرأة سورية تجسد معنى القوة وتجاوز الصعاب

إحدى النسوة اللواتي يعملن مع أم نزار

وفجر ذلك اليوم استفاق سكان شمال غربي سورية وجنوبي تركيا على زلزال وُصف بـ”المدمر” بلغت قوته 7.7 درجة على مقياس ريختر، وأعقبه زلزال آخر بشدة 7.6 درجة.
وتلا الزلزالين مئات الهزات الارتدادية التي زادت من حجم الكارثة، وزرعت الرعب في نفوس الناجين لأشهر طويلة.

وقدرت هيئة الكوارث والطوارئ التركية “آفاد” الطاقة التي أطلقها الزلزال بـ500 قنبلة ذرية، حيث تسبب بدمار مدن وأحياء بأكملها، بمساحة تزيد عن 120 ألف متر مربع.

وتأثرت بالزلزال ثلاث محافظات شمال غربي سوريا هي حلب وإدلب واللاذقية، و11 ولاية جنوبي تركيا هي كيليس وديار بكر وأضنة وعثمانية وغازي عنتاب وشانلي أورفا وأديامان ومالاطيا وهاتاي وكهرمان مرعش.

وبحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان فإن 7259 سوريّاً قضوا جراء الزلزال، من بينهم 2153 طفلاً و1524 سيدة.

وسقط القسم الأكبر من الضحايا السوريين في تركيا حيث بلغت الحصيلة 4331 لاجئاً، تليها المناطق الخارجة عن سيطرة شمال غربي سوريا والتي شهدت مقتل 2134 شخصاً، ومن ثَمّ مناطق سيطرة النظام التي قُتل فيها 394 شخصاً.

في ذكرى زلزال فبراير.. امرأة سورية تجسد معنى القوة وتجاوز الصعاب

التنور الذي تعمل عليه أم نزار

وكانت مدينة جنديرس بريف حلب الأكثر تضرُّراً من الزلزال شمالي سوريا، حيث سقط فيها 881 قتيلاً، تليها بلدة حارم بريف إدلب والتي سقط فيها 331 قتيلاً، ومن ثَمّ مدينة الأتارب بـ243 قتيلاً، وسلقين بـ234 قتيلاً.

في حين كانت محافظة اللاذقية -وتحديداً مدينة جبلة- الأكثر تضرُّراً من الزلزال في مناطق سيطرة النظام، حيث سقط فيها 297 قتيلاً، تليها مدينة حلب بـ62 قتيلاً.

وضاعف من الكارثة في منطقة شمال غربي سوريا، حجم الدمار الكبير وامتداده على رقعة جغرافية واسعة، وعدم قدرة فِرَق الإنقاذ على تغطية كل المنطقة، ووقوف المجتمع الدولي متفرجاً أمام هذه الفاجعة.

يُضاف إلى ذلك الدور السلبي الذي لعبته الأمم المتحدة وعدم تقديمها الدعم اللوجستي اللازم من آليات لرفع الأنقاض وغيرها، ولا حتى إدخال المساعدات الإنسانية التي توقفت عن الدخول إلى المنطقة لفترة.