أوضاع السوريين في مناطق المعارضة تزداد سوءًا

تتفاقم معاناة النازحين السوريين صحيًا وإنسانيًا واجتماعيًا وعلى جميع المستويات، ووجهت منظمة “منسقو استجابة سوريا” مناشدة لتأمين الدعم إلى مراكز غسيل الكلى في شمال غرب سوريا.

وقالت المنظمة إن مراكز غسيل الكلى في شمال غربي سوريا تعاني من توقف الدعم عن العديد منها خلال الفترة السابقة، ولجوء المدنيين إلى الاعتماد على شراء المواد على حسابهم الشخصي لضمان استمرار العلاج، الأمر الذي يزيد من الأعباء على المرضى، إضافة إلى تنقل المرضى من منطقة إلى أخرى بحثا عن مراكز.

وفي كثير من الحالات لا يستطيع المريض إجراء العلاج بسبب إغلاق بعض المراكز.

يهدد بكارثة إنسانية.. تحذيرات من تعليق عمل مراكز غسيل الكلى في إدلب وحلب

تحذيرات من تعليق عمل مراكز غسيل الكلى

وحذّرت المنظمة من توقف الدعم عن هذه المنشآت، وخاصةً مع ازدياد الضغوط على المنشآت الأخرى وعدم قدرتها على تقديم الخدمات لجميع الحالات في المنطقة، كما حذّرت من العواقب الكارثية المترتبة على إيقاف الدعم المقدم للمراكز العلاجية، وطالبت الجهات المانحة للقطاع الطبي في الشمال السوري، بإعادة الدعم المقدم وفي مقدمتهم منظمة الصحة العالمية WHO، وخاصةً في ظل الضعف الكبير للاستجابة الإنسانية ضمن القطاع الطبي والتي لم تتجاوز 33 بالمئة خلال العام الماضي.

وبلغ عدد أجهزة غسيل الكلى ضمن المراكز الموجودة في إدلب 88 جهازًا، تقدم خدمات غسيل الكلى لنحو 600 مريض، ولفتت إلى أن نسبة العجز في توفير المواد للمراكز أكثر من 30 بالمئة من الاحتياج الشهري تقريبا، فضلا عن عدم توفر عدد من المستلزمات الأساسية ضمن المراكز.

يهدد بكارثة إنسانية.. تحذيرات من تعليق عمل مراكز غسيل الكلى في إدلب وحلب

وفي حديث خاص لأخبار الآن يقول مصطفى يونس من أورم الجوز في ريف إدلب البالغ من العمر 66 عام أنه أصبح له عام ونصف تقريبا وهو يغسل في مستشفى ابن سينا لغسيل الكلى وفي الفترة الماضية أخبرته المستشفى أنه لن يكون هناك جلسات متاحة بالمجان ويجب الدفع مقابل جميع الجلسات. موضحًا أن جميع المرضى وضعهم المادي صعب جدا كونهم غير قادرين على العمل بسبب مرضهم ولا يملكون المال.

وفي السياق ذاته حذرت مديرية الصحة في مناطق إدلب شمال غربي سوريا، من عواقب كارثية وتبعات توقف المنشآت الطبية والمراكز الصحية، في حال عدم تجديد قرار إدخال المساعدات الإنسانية الأممية عبر الحدود من تركيا، كما أطلقت منظمات إنسانية محلية ودولية تحذيرات مشابهة بشأن اللاجئين في شمال غربي سوريا، حيث يتفاقم الوضع الإنساني.

ومن جهته يقول الطفل كريم محمد الخلف البالغ من العمر 15 عامًا: “آتي إلى هنا منذ عام ونصف لغسيل كليتي سابقًا كانت الجلسات بالمجان ومنذ فترة أخبرتنا المشفى هنا أنه يجب علينا الدفع مقابل كل جلسة نقوم بها وأنا ليس لدي القدرة على شراء الجلسات هذه بسبب وضعي الصعب و وضع عائلتي الأصعب”.

 

فيما يقول طه طاقيقان المدير الإداري لمركز ابن سينا لغسيل الكلى إن مركزه لوحده يجري أكثر من 1700 جلسة شهريا لأكثر من 200 مريض والمريض يحتاج من جلستين إلى ثلاث جلسات غسيل كلى أسبوعيًا وحاليًا المركز يعمل بالطاقة الدنيا بالمواد الموجودة لإجراء جلسات غسيل الكلى.

وأضاف: “اليوم أصبح المرضى يشترون مواد جلسات غسيل الكلى والمكلفة جدًا بالنسبة إلى أحوالهم المادية والمعيشية وتكلفة الجلسة من 15 إلى 25 دولار أمريكي وتعتبر جلسة مقننة ولكن للأسف المواد المتوفرة لا تكفي لجميع المرضى. ولهذا نناشد المعنيين بالقطاع الصحي والمانحين بزيادة جلسات غسيل الكلى”.

ويتابع طه أنه الأزمة التي ألمت في المراكز هي عبارة عن نتيجة لسنوات متلاحقة وتم إغلاق خمس مراكز غسيل كلى في جنوب إدلب وهذا أدى إلى تحمل الأعباء من قبل باقي مراكز الفشل الكلوي في المنطقة شمال غرب سوريا.

وكما ينهي حديثه أنه موجة النزوح من مناطق ريف إدلب زادت الأعباء بشكل كبير خاصة أنه توجه جميع مرضى التي كانت تتواجد في أرياف إدلب من مناطق معرة النعمان و كفرنبل وسراقب جميعهم توجه إلى مناطق إدلب ومخيمات النزوح مما أدى إلى تفاقم هذه الازمة بشكل كبير.