تلاميذ مدرسة لالة حسناء شاركوا في مبادرة “أنا أقرأ إذًا أنا موجود”

 

نظمت لجنة الطفل المنضوية تحت لواء مبادرة القراءة للجميع بمدينة كلميم المغربية، يوم السبت 27 آذار/ مارس من السنة الجارية، مبادرة ثقافية تحت شعار “أنا أقرأ إذًا أنا موجود”، وذلك بمدرسة لالة حسناء الابتدائية بحي ابن رشد بالمدينة.
شارك في المبادرة الثقافية 16 متطوعًا ومتطوعة، واستفاد منها 92 طفلًا بجميع الصفوف الدراسية الابتدائية. وتضمنت برنامجًا خاصًا يحتوي على أربع ورشات في الفترة الصباحية حملت إسم المدن القارئة.

ووزعت الورش وفق التقسيم التالي: عاصمة القراءة، وعاصمة الكتابة، وعاصمة الفيلسوف الصغير، وعاصمة الفن. أما الفترة المسائية فخصصت لورشة “الحكاية المجسدة”، والتي كانت على شكل مسرحية بعنوان”سفر عبر الكتاب”، قدمها المبادرون من لجنة الطفل.
كما تضمنت مبادرة القراءة تنظيم ألعاب ترفيهية ومسابقة في الرسم، حصل فيها الفائزون من الأطفال على جوائز رمزية، كانت عبارة عن قصص قصيرة، بهدف تحبيب القراءة إليهم وخلق علاقة متينة بين الطفل والكتاب.
شابات خلال مبادرة للقراءة في مدرسة بالمغرب

تضمنت المبادرة نشاطات للقراءة والكتابة والفلسفة والفن

تهدف المبادرة كذلك لتوليد جيل مبدع ومفكر، له بصمته الإبداعية الخاصة في المجال الثقافي والأدبي، ليس فقط على المستوى المحلي أو الوطني وإنما على المستوى العربي ككل.

تضمنت المبادرة نشاطات للقراءة والكتابة والفلسفة والفن

هذا ما أكدته ابتسام حاتي، عضوة بلجنة الطفل ومشرفة على ورشة الحكاية التي اندرجت ضمن برنامج الورشات الثقافية. إذ قالت لمراسلة “تطبيق خبّر” الميدانية في المغرب هدى لبهالة إن الغرض من هذه المبادرات الثقافية في الوسط المدرسي هو تكوين جيل قارئ ومبدع يحمل مشعل القراءة.
وأضافت أن الاهتمام بهذه الفئة التي تتراوح أعمارها بين 6 سنوات و12 سنة سيخلق في الغد فئة شبابية تحمل مشعل القراءة والثقافة الفكرية والإبداعية في جميع الأجناس الأدبية.
مطتوع خلال مبادرة للقراءة بالمغرب

مبادرة “أنا أقرأ إذًا أنا موجود” في مدرسة لالة حسناء الابتدائية

كما أشارت حاتي إلى أن برنامج المبادرة الثقافية التي نفذوها كمشرفين على لجنة الطفل التابعة لمبادرة القراءة للجميع بمدينة كلميم، تكوّن من نشاط صباحي اقتصر على 46 تلميذًا وتلميذة من المستوى الرابع والخامس والسادس ابتدائي. وأوضحت أن هؤلاء التلاميذ استفادوا من نشاط “المدن القارئة” الذي تفرع إلى أربع ورشات.
الورشة الأولى عاصمة الفيلسوف الصغير، التي هدفت لخلق طفل مفكر وقادر على الانخراط في مناقشة مجموعة من المواضيع عن طريق أفكار مترابطة ومنطقية كمرجع أساسي للخروج بتصور عقلاني.
أما الورشة الثانية، “عاصمة القراءة”، فهدفت إلى إحياء شغف القراءة والمطالعة لدى الأطفال، فيما كانت الورشة الثالثة بعنوان “عاصمة الكتابة”، ومكّنت الأطفال الشغوفين بالقراءة من ربط هذا الشغف بموهبة الكتابة. وبيّنت حاتي أنه طالما أن هؤلاء الأطفال يمتلكون أهم أسس الكتابة ألا وهي القراءة، فكل كاتب مبدع اليوم، كان قارئًا جيدًا بالأمس.
ولفتت إلى أن الورشة الرابعة والأخيرة في الفترة الصباحية اتخذت من “عاصمة الفن” عنوانها الأبرز، وركزت على تسلية الأطفال وإمتاعهم من خلال أناشيد لها علاقة بقيم القراءة. وأضافت ابتسام حاتي أن البرنامج تضمن نشاطًا بعد الظهر، وكان موجهًا للصفوف: الأول والثاني والثالث ابتدائي. واستفاد من النشاط 46 تلميذًا وتلميذة آخرين.
في ورشة الحكاية دُمج المسرج بالحكاية السمعية لجذب اهتمام الأطفال
ونظراً لانجذاب الأطفال للمسرح، قام المشرفون على المبادرة الثقافية بورشة سميت “ورشة الحكاية”، وكانت عبارة عن حكاية تحت عنوان “سفر عبر الكتاب”، تم تجسيدها عن طريق شخصيات تقمصها بعض أعضاء لجنة الطفل.
كذلك أوضحت ابتسام أنهم “ تقصدوا في هذه الورشة دمج المسرح بالحكاية السمعية، لتخفيف الضغوط النفسية التي عانى منها الأطفال طيلة سنة كاملة من الحجر الصحي واعتماد نظام الدراسة عن بعد الذي كان له بعض الانعكاسات السلبية.
أما الهدف الثاني من دمج المسرح بالحكاية السمعية فكان إثراء الجانب الثقافي وقاموس الطفل اللغوي، وتنمية قدراته التعبيرية واكتساب القيم التربوية والأخلاقية، وجعله يغوص قدر المستطاع في عالم الكتب بطريقة مسلية وممتعة.
فتجسيد  الحكاية التي تناولت موضوع السفر عبر الكتاب بهذه الطريقة، مكّن من ترسيخ فكرة ارتباط الحضارات العريقة بالكتب، وجعل الأطفال يدركون أن قراءة كتاب ما عن بلد بعينه أو حضارة ما، شبيه بالتواجد بذلك البلد أو الانتماء إلى تلك الحضارة.
92 طفلًا في كلميم المغربية استفادوا من مبادرة للقراءة

في ورشة الحكاية دُمج المسرج بالحكاية السمعية لجذب اهتمام الأطفال

من جهتها، قالت إلهام التغرا، منسقة لجنة الطفل، لمراسلة “تطبيق خبّر” إن أعضاء لجنة الطفل ركزوا أيضا ضمن أهداف المبادرة الثقافية التي نظمت بمدرسة لآلة حسناء الابتدائية، على الجانب الفني من خلال مسابقة في الرسم هدفها تنمية خيال الأطفال وإكسابهم مهارات فنية.
وأضافت أن لجنة الطفل ختمت مبادرتها الثقافية بتوزيع جوائز رمزية عبارة عن قصص قصيرة على الأطفال الفائزين. وبيّنت أن لجنة الطفل حديثة التأسيس، وجاءت فكرتها في إطار حرص “مبادرة القراءة للجميع” على ضرورة الانفتاح على المؤسسات التعليمية وزرع شغف القراءة داخل نفوس الأطفال منذ الصغر، لتصبح سلوكًا يوميًا واعتياديًا في المدرسة أو المكتبة أو في البيت.

ولفتت الانتباه إلى أن التفكير في إحداث ورشات غير تقليدية وبطريقة إبداعية، هذف كذلك لتوطيد علاقة الأطفال أكثر بالكتب، موضحة أن تجربتهم الأولى كانت ناجحة ومحفزة، وهو ما برهنه حماس وفرح الأطفال وتفاعلهم مع جميع الورشات والأنشطة.

92 طفلًا في كلميم المغربية استفادوا من مبادرة للقراءة

ختمت المبادرة بمسابقة للرسم بهدف تنمية الإبداع والتعبير الفني

وأكدت أن ذلك جعل أعضاء لجنة الطفل يطمحون إلى مضاعفة جهدهم وتقديم الأفضل وتنظيم المزيد من الورشات القرائية والأنشطة الثقافية التي تستهدف جميع المؤسسات التعليمية بجميع أسلاكها بمنطقة كلميم.
كما أعربت عن أملها بأن تعمم فكرة إحداث لجنة الطفل الثقافية بجميع المدن المغربية، ودعم مبادرة القراءة للجميع التي تكرس جهودها لنشر ثقافة القراءة من خلال مقاهٍ أدبية بكلميم، وعقد لقاءات شبابية تناقش كل ما له صلة بالحقل الأدبي والأحداث الثقافية.