أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة – (زكريا نعساني)

يواصلُ أبو محمد الجولاني زعيمُ هيئة تحرير الشام، تنفيذ مشاريعه التوسعية في شمال سوريا، عبر اقصاء فصائل المعارضة المسلحة كافة، والإنفرادَ بسلطة القرار. اذ تتواصل الاشتباكات لليوم الخامس على التوالي بين "جبهة تحرير سوريا" وهي جسم جديد نتج عن اندماج حركة نور الدين الزنكي، واحرار الشام من جهة، وجبهةِ النصرة من جهة أخرى في ريفي حلب وإدلب. وذلك بهدف بسط الاخيرة نفوذها على النقاط الاستراتيجية.

نهج توسعي اقصائي تحاول منه، هيئة تحرير الشام النصرة سابقا، مد نفوذها في كل المناطق التي تسيطر عليها فصائل المعارضة السورية المسلحة وخاصة في حلب وادلب ولو كانت تلك الفصائل احدى مكوناتها الاساسية او حليفتها لسنوات طوال.

محاولة جديدة يقوم بها الجولاني بهدف التمدد داخل ادلب على حساب حليفه السابق نور الدين الزنكي الذي انشق عنه منذ اشهر بعد تم تهميشه واصبح مجرد تابع للنصرة في كل شيء ولا يملك اي قرار. 

الجسم الجديد الذي نتج عن اندماج الزنكي بأحرار الشام المنافس الابرز للهيئة في مناطق النفوذ، اطلق عليه اسم جبهة تحرير سوريا اذ اعتبرته النصرة ضربة قاسية لها تهدد وجودها وخاصة انها دخلت منذ اشهر في معارك مع هذين الفصيلين ضمن مشروعها التوسعي الذي تحاول من خلاله اقصاء كل الفصائل الاخرى والهيمنة على القرار في ادلب وحلب رغم ادعائها انها لا تنوي ذلك.

لم يضيّع الطرفان المتناحران الوقت. وماهي إلا أيام قليلةٌ بعد الإعلان عن تشكيل تحرير سوريا حتى اُطلقت جولة جديدة من الاقتتال فالمعارك التي دارت استطاع  فيها الجسم الجديد من دخول 10 قرى بريف ادلب كما قُتل 9  مسلّحين على الأقل من الطرفين بينهم ما لا يقل عن ستة من الهيئة بحسب المرصد السوري فيما تحدثت مواقع اخبارية عن تمكن تحرير سوريا من اسر عدد من قيادات هيئة تحرير الشام قرب بلدة الهبيط في ريف إدلب من بينهم  قيادات في منطقة حماة إضافة إلى مسلّحين.

الصراع الاكبر يدور الآن في ريف حلب الغربي الذي تحاول فيه جبهة النصرة التقدم إلى مواقع الجيش الحر في شمال حلب والاستيلاء على كل تلك المناطق وهو الامر الذي دفعها لحشد قواتها هناك على حساب نقاط تمركزها بريف ادلب وهذا ما اكده سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي وقالو ان ذلك ضمن خطط الجولاني التوسعية في المناطق الاستراتيجية. 

الهيئة اعترفت بأسباب الاقتتال مع الزنكي وعزته لمجموعة اسباب ابرزها  ان المناطق المتنازع عليها هي صلة وصل بين درع الفرات وادلب في اشارة إلى ريف حلب الغربي ولا تريد الهيئة تركها بيد الزنكي لان ذلك يهدد مشروعها اضافة إلى ان النصرة  تقول ان الجهاز الامني لدى الزنكي أقوى من جهازها وهذا تهديد وجود لها 

إلا ان ذلك لم يكن كل الحقيقة فقد تحدث ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي عن رغبة الهيئة باعادة نفوذها الذي فقدته نتيجة الاقتتال الداخلي نتيجة انقسامها إلى تيارين أحدهما يوالي الجولاني والاخر يوالي الظواهري اذ تسبب هذا الانقاسام بانسحبت النصرة من ريف حلب الجنوبي ومن عشرات المواقع على خطوط التماس في ريف ادلب منذ قرابة الشهر.

المعارك هذه لم تكن الاولى بين الاطراف المتنازعة فقد دخلت النصرة في حرب من قبل مع الزنكي وأحرار الشام انتهت باتفاق هدنة اوقفت طموحات الجولاني التوسعية لمدة قصيرة إلا ان المعارك الجارية الان تبدو مختلفة عن قبل لما تحمله من وضوح في المواقف والاصطفاف من قبل كل الفصائل فهل رهان الجولاني بالاستيلاء على كل ادلب سياتي بنتائج له ام ان ذلك سيكون نهاية النصرة وتفككها لصالح الطرف الآخر اذا ما حقق انتصارات.

 

اقرأ أيضا:
لماذا سيؤدي تمرد الجولاني لنهايته ونهاية القاعدة؟

المتطرفون يضيعون حياتهم ريثما يكتشفون أنهم على الطريق الخطأ