أخبار الآن | ريف دمشق – سوريا (شادي العبد الله)

حقق "رامي الإبراهيم" أحد أحلامه عندما استطاع الطفل البالغ من العمر 15 عاماً أن يحفظ القرآن الكريم كاملاً ولم تقف حالته المادية المتردية عائقاً أمام ذلك، فهو ابن مدينة الجربا في الغوطة الشرقية، لكن وبسبب القصف الذي استهدفها اضطرت أسرته إلى النزوح إلى داخل بلدات الغوطة الشرقية حتى استقر بها الحال في سقبا.

اضطر رامي إلى العيش بعيداً عن والديه في بيت واحد فأبوه معتقل لدى قوات النظام وأمه تتلقى علاجها من مرض السرطان في إحدى مشافي العاصمة دمشق، الأمر الذي دفع رامي وإخوته الأربعة إلى العيش في بيت جدهم مع أخوالهم وعائلاتهم.

وبالرغم من هذه الأوضاع المأساوية التي يعيشها رامي وإخوته حاله كحال معظم أطفال الغوطة، إلا أنه ثابر واجتهد حتى حفظ القرآن الكريم، بحسب أحد أصدقائه والذي أكد لنا في حديث خاص "كان حلم رامي أن يحفظ القرآن الكريم ويقوم بمساعدة والدته التي تتعالج من مرض السرطان".

وبعد أن تمكن رامي من أخذ إجازة في القرآن الكريم تم تكريمه في أحد مساجد الغوطة الشرقية وقدمت له في نهاية الحفل جائزة مالية بمقدار 200 دولار أمريكي تشجيعاً له على مثابرته، عندما عاد رامي إلى منزله قرر أن يقوم بإرسال المبلغ كاملاً لوالدته ليساعدها في إتمام علاجها في المشفى، لكن القدر وقف هذه المرة بوجه الطفل الصغير عندما علم خاله أنه يمتلك المبلغ وبدأ يطالبه به فرفض الطفل ذلك مخبراً خاله "أريد إرساله لأمي في المشفى".

يخبرنا أحد الأهالي من المنطقة أنه بعد رفض رامي تسليم المبلغ لخاله قام الخال بضرب رامي على جسده بشكل عنيف جداً مستخدماً قضيباً حديداً، وعندما فقد رامي وعيه تركه ليقوم أحد أفراد عائلته بإسعافه إلى إحدى النقاط الطبية إلا أن النقطة لم تتمكن من فعل شيء سوى إعلان وفاة رامي متأثرًا بجراحه.

يقول محمد أحد أصدقاء رامي "وصل رامي في مرحلته الدراسية إلى الصف التاسع ولم يتمكن من إتمامها بسبب ظروفه المادية المتردية، إلا أن عدداً من أهالي بلدته استطاعوا تأمين مستلزمات الدراسة له وشجعوه على إرسال ما ناله كجائزة له لأمه المريضة".

أما مازن الشامي أحد الناشطين الإعلاميين من الغوطة فقال لأخبار الآن: "إن عناصر من فيلق الرحمن أحد فصائل الجيش الحر قاموا بالذهاب لبيت الطفل بعد وفاته واعتقلوا جده وعدداً من أهله الذين كانوا حاضرين وقت حدوث الجريمة، على اعتبار أن أحداً منهم لم يتدخل لإنقاذ الطفل وردع الخال، كما قام عناصر فيلق الرحمن بتعميم اسم الخال على جميع الحواجز المنتشرة بالمنطقة لاعتقاله لأنه هرب مباشرةً من المنزل بعد ارتكابه لجريمته، وأضاف الشامي أن الفيلق مصر على ملاحقة الضالعين بهذه الجريمة ومحاسبتهم".

بينما تحدثت مصادر أخرى رفضت الكشف عن اسمها أن المتهم سبق له وأن ارتكب جنايات عدة، وهذه الجريمة لم تكن أولها.

ربما كان اعتقال والد الطفل رامي الإبراهيم ومرض والدته العضال الدافع الأكبر لما حققه بحفظه للقرآن الكريم وبحسب أقربائه فإن غايته السامية أن يصبح طبيباً ليساعد الفقراء ويهتم بشؤونهم لما عايشه من فقر وقلة وحرمان ومرض أمه المزمن واستطاع فعلاً أن يحقق جزءاً من أحلامه متمثلاً بحفظ القرآن الكريم وما يليه من مكافأة ربما تكون صغيرة لكنها قد تسهم ولو بشكل بسيط في علاج أمه المريضة، إلا أن أحلام رامي توقفت عند هذا الحد وتبددت ع آخر ضربة تلقاها على جسده النحيل.