أخبار الآن | دمشق – سوريا (أحمد الدمشقي)

منذ الإعلان عن وقف إطلاق النار في سوريا، والذي تم التوصل له عن طريق تفاهمات معقدة بين القوى العالمية، تداعت مختلف القوى والفعاليات والشخصيات الثورية لإعادة إحياء الثورة كما بدأت بالتظاهرات المنددة بحكم آل الأسد وبالشكل السلمي كما بدأت لأول مرة منذ قرابة الخمس سنوات، وأطلقت الصفحات الثورية وعدد من الناشطين على شبكات التواصل الاجتماعي وسم #الثورة_مستمرة لإرفاقه بالتغريدات الخاصة بتطورات الثورة، خاصة مع الذكرى الخامسة لاندلاعها منتصف الشهر الحالي.

لاقى هذا الوسم إقبالاً لا بأس به عند إطلاقه، لكنه اتخذ منحى تصاعدياً مع اقتراب الذكرى السنوية لانطلاق الثورة، حتى وصل لأوجه في الساعات الأخيرة مع إعلان الروس انسحابهم من القتال إلى جانب النظام وهو ما يعتبر نصراً معنوياً كبيراً للثوار مع اقتراب ذكرى ثورتهم. 

وركزت التغريدات على التذكير ببدايات الثورة والمظاهرات السلمية التي عادت لتخرج في مختلف المناطق السورية وبأعداد كبيرة وهو ما شكل إحراجاً كبيراً للنظام الذي استخدم أعتى أنواع الأسلحة المحرمة دولياً لقمع الثورة، التي تجددت دماؤها ما إن أتيحت لها الفرصة عند توقف الرصاص والصواريخ والطائرات.

وكتب "أبو البراء": "ملتفت عن غير ثورة لا يصل  ومشكك في الأمل بها لا يفلح"، فيما أحيا الناشط الحمصي طارق بدرخان شعار "يا إدلب حمص معاكي للموت" في دعم للمظاهرات التي خرجت في إدلب وريفها والتي شهدت عدداً من الاشتباكات وللتذكير بخوالي أيام الثورة حينما كانت تتداعى كل المدن لنصرة المدن المكلومة بالهتافات التي تملئ الحناجر والصدور.

كما كتبت الصحفية "صبا مدور" على صفحتها على الفيسبوك: "بأي حق يمنع جيش الفتح في إدلب وريفها من رفع علم الثورة وفرض علمه الخاص؟ أقدر كم ضحوا لحماية المدينة من النظام لكن هذا لا يشفع لهم بمصادرة حقوق وأحلام الناس، وهذا يعد اغتيالاً لحقيقة الثورة الأولى، هكذا خطوة الآن ستعطي النظام خلال المفاوضات الحجج في أكاذيبه، ارحمونا".

أما الصحفية "سوزان الأحمد" ففرقت على حائطها على الفيسبوك: "بين الاحتفال بذكرى الثورة وإحياء ذكرى انطلاقها معتبرة أن الهدف هو تجديد النوايا وإعادة توجيه البوصلة نحو الهدف الأساسي".

وغرد عدد من ناشطي دير الزور بهذا الوسم مرفقاً بصور للمدينة المنسية القابعة تحت نيران داعش ونظام الأسد، وكتب الصحفي "أحمد دعدوش": "يجب أن نعمل بكل طاقتنا على استمرار زخم المظاهرات في كل أنحاء سورية وإظهار وجهها المدني من جديد، مع تركيز عدسات الإعلام الغربي عليها، لإثبات مطالب الثورة المشروعة والتي يعمل العالم كله على تغطيتها بدماء الحرب الطائفية أرجو أن نكف مؤقتا عن التفكير بمنطق، وهل سيغير هذا شيئا؟".

كما كتب الكاتب "محمد خير موسى" فلسطيني سوري: "عودة الزخم الثوري المدني من خلال المظاهرات يعيد قطار الثورة إلى سكتها، ويبعثها من جديد في قلوب وعقول خالطها اليأس، ويؤكد من جديد أن ما يجري ليس صراعاً بين (قوى المعارضة) وبين (قوات النظام)، بل هو ثورة شعب لا يكل ولا يمل للتخلص من نظام مجرم وتطهير البلاد من الاحتلال الروسي الإيراني".

أما عن الانسحاب الروسي المفاجئ كتب الصحفي رامي سويد: "يوم غد الثلاثاء، اليوم الذي اختاره بوتين لبدء الانسحاب الروسي رسمياً من سوريا، يصادف الذكرى الخامسة لانطلاق الثورة السورية ضد نظام الأسد، أصبح لدينا يوم واحد هو في نفس الوقت عيد للثورة وعيد جديد لاستقلال منتظر"، وتساءل الصحفي "صخر إدريس" عن الصورة المقبلة التي سيرفعها شبيحة الأسد بعد خذلانهم من قبل بوتين. 

فيما عبر "حسان تقي الدين" الناشط الغوطاني عن سعادته بعودة المظاهرات حينما كتب: "رجعنا لعد نقاط التظاهر والأخضر زين سوريا أكتر من 100 نقطة تظاهر في الجمعة الأولى من شهر آذار"، كما نشرت الصفحات الثورية المئات من الصور والفيديوهات للمظاهرات التي عادت لتجتاح البلاد من جديد وبصورة تصاعدية ملموسة مع كلمات وشعارات تم التقاطها أثناء تلك التظاهرات. 

لم تستطع خمس سنوات كاملة أن تكمم أفواه الشعب السوري الذي خرج ليختار حريته وكرامته ولم يفكر يوما في العودة عن تلك المطالب على الرغم من محاصرة الثورة ومحاولة افشالها بكافة الطرق من قتل وفقدان حوالي المليون سوري وإعاقة أكثر من 600 ألف وتشريد نصف السكان إلى تدمير أكثر من 80% من بنية البلاد التحتية و70%من مدنها التي مسح بعضها عن الخريطة إلى استخدام أقذر أنواع الأسلحة والاستعانة بكافة وحوش الأرض لتعود من جديد وتزهر عندما سنحت لها الفرصة وبذكرى انطلاقها بهمة أبنائها ومخلصيها.