أخبار الآن | السويداء – سوريا (عبيدة النبواني)

بعد الانتشار الكبير لحوادث الخطف التي تقوم بها ميليشيا ما يسمى "جيش الدفاع الوطني" في السويداء، والتي طالت مواطنين من كافة الانتماءات المذهبية والسياسية، يبدو أن الحبل بدأ يلتف بشكل علني على المقربين من النظام، رغم انتشار عدة حالات خطف واغتيال لهم سابقا، إلا أنها كانت سرية دون دليل قاطع على مسؤولية النظام والتابعين له عنها.

في ليلة السادس والعشرين من الشهر الماضي أقدمت مجموعة مجهولة الهوية على اختطاف الصحفي "مالك الشاعر" مدير صفحة "تلفزيون السويداء الحدث" المقربة من النظام بعد مروره على حاجز لميليشيا الدفاع الوطني بنحو عشرين مترا، حيث تم إيقافه واختطافه مع سيارته، وبقي مفقودا إلى أن تمكن من الهرب بعد ثلاثة أيام، لتظهر عليه آثار ضرب وتعذيب، حيث أجبره الخاطفون على تسجيل مقطع صوتي يطلب فيه مبلغ 15 مليون ليرة سورية وإلا فسيتم قتله.

وأكد "الشاعر" بعد هربه أن الخاطفين هم من ميليشيا الدفاع الوطني التابعة للنظام في السويداء، وهم مجموعة من أبناء المحافظة تم تسليحهم بإشراف النظام، وأُطلقت يدهم دون قيود، حيث بدأت تنتشر حوادث السرقة والاختطاف والقتل في المنطقة، وبعد هروبه وكشفه عن هوية الخاطفين، تلقت عائلة "الشاعر" عدة تهديدات من ميليشيا الدفاع الوطني في قرية "مجادل" بريف السويداء، لكشفها أسماء المشتركين بالعملية.

ليل أمس، قام مجهولون بإلقاء قنبلة يدوية على منزل أحد أقارب الصحفي مالك الشاعر، في القرية، ما أدى لأضرار في الممتلكات دون تسجيل إصابات، وفق ما أكد أحد أبناء القرية لأخبار الآن، مضيفا أنه لا مجال للشك بأن المسؤولين عن إلقاء القنبلة هم ذاتهم عناصر الدفاع الوطني، بعد كشف أسمائهم، كما أكد أن سلطات النظام الأمنية لم تقم بأي إجراءٍ للتحقيق في حادثة الاختطاف التي تعرض لها مدير الصفحة المقربة من النظام، رغم معرفة أسماء الخاطفين وأماكن سكنهم.

وحول ذلك قال لأخبار الآن، أحد المقربين من الصحفي المختطف، والذي فضل عدم ذكر اسمه، أن "الشاعر" يدير صفحة خاصة بالسويداء ويهتم بكشف قضايا الفساد وتسليط الضوء عليها، مشيرا أن الصفحة التي تحمل اسم "السويداء الحدث SETV"، تلقى رواجا وصدى بين الأهالي لاهتمامها بقضايا خدمية واقتصادية وصحية كانوا يعجزون عن طرحها خوفا من المسائلة من قبل الأجهزة الأمنية، مضيفاً أن "مالك الشاعر" عاد من فنزويلا قبل ثلاث سنوات محاولا إطلاق مشروع إعلامي في السويداء، إلا أن النظام منعه من ذلك، ملمحا إلى وجود علاقة بين فضح الصفحة لقضايا الفساد وسكوت الأجهزة الأمنية عن اختطافه.

يذكر أن محافظة السويداء شهدت كثيرا من حوادث الخطف بهدف طلب فدية مالية من قبل ميليشيا الدفاع الوطني التابعة للنظام، بينما سجلت عدة حالات لإعدام المختطفين حتى بعد دفع ذويهم للفدية المطلوبة، إضافة لحالات أخرى تتم فيها سرقة سيارة المختطف والنقود التي بحوزته، ليتم العثور على جثته لاحقا بجانب أحد الطرق، وسط تجاهل تام من قبل أجهزة أمن النظام وسكوت عليها من قبل شيوخ العقل والمسؤولين التابعين للنظام في المحافظة.