أخبار الآن | السويداء – سوريا (عبيدة النبواني)

اعتقلت مجموعة من مشايخ الكرامة العاملة في السويداء أمس، خمسين جندياً من الأمن العسكري التابعين للنظام، بينهم ضابط برتبة عقيد، بعد مهاجمة "شيوخ الكرامة" عدداً من الحواجز الطيارة في مدينة السويداء وعلى أطرافها، وذلك رداً على اعتقال النظام الشيخ "أنس بو حلا" أول أمس، وهو أحد "رجال الكرامة" في السويداء.

وبعد تدخل عدد من الوسطاء تم الاتفاق على تسليم الشيخ "أبو حلا" للشيخ "راكان الأطرش"، مقابل إطلاق "رجال الكرامة" للعناصر المحتجزين لديهم، حيث تم إخلاء سبيل الشيخ أمس ليل أمس، وفق ما ذكرت صفحات تابعة لسيوخ الكرامة.

حالة استنفار في صفوف المشايخ

وكانت حالة من الاستنفار سادت في صفوف "مشايخ الكرامة" بالسويداء منذ صباح أمس، على خلفية اعتقال الشيخ "بو حلا"، كما استنفرت كافة "البيارق" التابعة لهم في القرى والبلدات، وأفاد ناشط مقرب من "شيوخ الكرامة" لأخبار الآن، أن مجموعة من "رجال الكرامة" توجهوا بدايةً إلى مكتب محافظ السويداء، بعد احتجازهم مساعداً من الأمن العسكري يدعى "باسل محمد"، بهدف المفاوضة على إطلاق سراح "بو حلا"، مقابل إطلاق سراح المساعد المحتجز لديهم، إلا أن المحافظ رفض استقبالهم، ما دفعهم لمهاجمة حواجز النظام وإغلاق مداخل السويداء، حيث اعتقلوا بعدها نحو خمسين عنصرا بينهم ضباط وصف ضباط.

وأوضح الناشط لأخبار الآن، أن عناصر النظام كانوا قد اعتقلوا الشيخ "بو حلا" عند حاجز "المسمية"، أثناء توجهه من مدينة جرمانا في ريف دمشق إلى السويداء، برفقة زوجته وأولاده، وقاموا بتحويله إلى فرع "الأمن العسكري" بدمشق بتهمة انتمائه إلى مجموعة "رجال الكرامة" مضيفاً أن العناصر أهانوا الشيخ أمام عائلته قبل اعتقاله، كما قاموا بشتم مشايخ الكرامة ورموز الطائفة الدرزية وفق قوله.

وحول ذلك قال الشيخ "أبو أنس" أحد شيوخ الكرامة لأخبار الآن، إنهم قاموا بنشر سبع مجموعات مجهزة بأسلحة خفيفة ومتوسطة في الطرق الواصلة إلى مركز المحافظة أمس، مؤكدّاً أنه لا يوجد خيار لدى النظام سوى الخضوع لمطالبهم، محذراً أن العواقب ستكون وخيمة إن تم المساس بأي شخص في المحافظة، حيث قال إن النظام يعلم تماماً ما يمكن للمشايخ فعله، وليس من الحكمة ألّا يستجيب لطلباتهم.

استمرار المشايخ على نهجهم

من جهته قال قائد مجموعة "شيوخ الكرامة" الشيخ "أبو يوسف رأفت البلعوس" في تسجيل مصور، إن رجال الكرامة مهمتهم حماية أبناء المنطقة وساكنيها، وهم لا يعملون لصالح أي شخص أو لصالح أي حكومة أو دولة، مؤكدا أنهم سيستمرون بشراء مزيد من الأسلحة، وأن النظام لا يحق له منعهم من ذلك نظرا لانسحاب عناصره عند أي معركة، مرورا بمعركة "داما" وصولا إلى معركة "الصورة"، والتي كانت قوات النظام غائبة عنها تماما.

وأضاف "أبو يوسف" أن مئات الشاحنات تمر من شرق السويداء إلى غربها وبالعكس، في إشارة إلى السيارات القادمة من مناطق سيطرة داعش شرقاً، والمتجهة إلى ريف السويداء الغربي، مشيرا أن مجموعته ألقت القبض على عشرات السيارات إلا أنهم كانوا يتفاجؤون بخروج السيارات بعد يوم أو يومين على دخولها أحد الأفرع الأمنية.

يذكر أن كثيرا من الناشطين وجهوا انتقادات لمجموعة مشايخ الكرامة، بعد اغتيال قائدها السابق "أبو فهد وحيد البلعوس"، وذلك بسبب غيابها التام عن الساحة في السويداء، ما أدى لإطلاق يد النظام عبر اعتقال الشبان وسوقهم إلى الخدمة في صفوفه، إضافة لنشره مزيدا من الحواجز، وهو ما كان قد منعه الشيخ "أبو فهد"، قبل اغتياله.