أخبار الآن | ريف إدلب – سوريا (محمد سلهب)

بعد أن سيطرت كتائب الثوار على مدينة إدلب وريفها بشكل كامل أواخر مارس الماضي وعمليات الاغتيال والخطف قائمة في ظل الغياب الأمني وجود مستفيدين من الفوضى الناتجة عن هذه العمليات.

ولكن حدة هذه الاغتيالات ما لبثت أن تزايدت في شهر نوفمبر واستمرت إلى ديسمبر الشهر الجاري وقد طالت عددا من عناصر الثوار بكافة تشكيلاتها العسكرية إضافة لمدنيين وعاملين في القطاع الصحي ولقي على إثرها أكثر من خمسة عشر شخصاً مصرعهم. 

زرعت بعض العبوات في الآليات وأخرى على أطراف الطرق العامة، ويتم تفجيرها عن بعد بدلالة أن هذا العمل منظم ويستهدف الآليات العسكرية والقيادات بالدرجة الأولى. وكان آخرها في 14 من الشهر الجاري عندما انفجرت عبوة ناسفة مستهدفةً سيارة تقل مدنيين قرب مدينة سراقب ما أدى لإصابة عدد منهم فضلاً عن أضرار مادية لحقت بالسّيارة.

الاستهداف بالعبوات الناسفة

وتعرض عدد من المدنيين أيضا لإصابة إثر انفجار عبوة ناسفة زُرعت في سيارة قرب مقر لأحرار الشام في مدينة "معرّة مصرين" بريف إدلب الشّمالي، في حين نجا قيادي منهم المدعو "حسام سلامة" من محاولة اغتيال بعد أن انفجرت عبوة في سيارته وسط بلدة "جرجناز" مساء الأحد 13 ديسمبر.

وعلى أوتوستراد حلب – دمشق قرب جسر سراقب استهدفت عبو ناسفة سيارة تقل مقاتلين تابعين لفصيل "فيلق الشام" كانوا متّجهين إلى جبهات القتال في ريف حلب الجنوبي ما أسفر عن مقتل ثلاث منهم وجرح ثلاثة آخرين وجاءت هذه الحادثة بعد أقل من شهر على استهداف آلية تتبع لنفس الفصيل أودت حينها بحياة عنصر وجرح اثنين آخرين.

وفي تاريخ الثالث من نوفمبر الشهر الفائت لقي قيادي في أحرار الشام المدعو "يوسف جنيد أبو الفاروق" مصرعه جراء استهداف سيارته بعبو ناسفة جنوبي مدينة سراقب.

"إبراهيم أبو عبدو" قيادي في فصيل "فيلق الشام" يصف الأحداث الأخيرة: "تعرض عدد من عناصرنا لمحاولات اغتيال عبر عبوات ناسفة زُرعت على أوتوستراد حلب دمشق وبعد معاينة الموقع تبين أن العبوات زُرعت بعناية وأنها ذات تقنية عالية وتم تفجيرها لحظة مرور الآليات التي كان يستقلها عناصرنا مستهدفةً السائق بشكل مباشر ما أدّى لمقتل عدد من عناصرنا وجرح آخرين، ونحاول الآن بمساعدة بعض الفصائل الأخرى الحدّ من هذه الاغتيالات بزيادة عدد حواجز التفتيش وإتّباع اجراءات أمنية أخرى".

ويشير إبراهيم إلى أن مستوى الدقة والتنظيم في التخطيط والتنفيذ يدل بشكل واضح على وجود بصمات واضحة لداعش.

حوادث الخطف والتصفية

كذلك شهد أوتوستراد حلب- اللاذقية بعض حالات الخطف والاغتيال. إحدى هذه الحالات في 22 نوفمبر حيث عثر على جثة تم تصفيتها رمياً بالرصاص تعود لمقاتل أجنبي من أصل تركمستاني تم اغتياله أثناء عودته من موقع رباطه في جبهة الساحل وقد سرقت بندقيته ودراجته النارية، وكانت هذه الحادثة بعد أيام من العثور على جثة الممرض"تيسير حمود المعرّي" مرمية على الأوتوستراد قرب بلدة "بسنقول"، ويذكر أن تيسير كان يعمل في كتيبة طبية ومن أهالي بلدة مرعيات بجبل الزاوية.

"سليمان العيدو" إعلامي بريف إدلب، يصف الوضع الأمني بالمتردي وذلك لكثرة التفجيرات والاغتيالات، مشيرا إلى تفجير أكثر من عشر عبوات ناسفة كانت قد زرعت على أطراف أوتوستراد حلب- اللاذقية.

وربما سيزداد الوضع سوءاً ما لم تتخذ التدابير اللازمة للحد من هذه العمليات وملاحقة الفاعلين ومحاسبتهم. وقد ازدادت حدة العمليات ضد كتائب الثوار والتشكيلات العسكرية بالتزامن مع الحملة العسكرية التي يشنها النظام والميليشيات الشيعية الداعمة له على ريف حلب الجنوبي.