أخبار الآن | حلب – سوريا (فؤاد حلاق)

من تاجرٍ للحبوب إلى قائد لأكبر التشكيلات العسكرية في حلب، "عبد القادر الصالح" أو "حجي مارع" مؤسس لواء التوحيد والقائد العسكري له، من مواليد مدينة مارع سنة 1979 واستشهد 18-11-2013 متأثراً بجراحه بعد استهداف مدرسة المشاة بغارة جوية أثناء تواجده في اجتماع عسكري.

في رثاء الثائر

يقول "مصطفى سلطان" أحد إعلامي لواء التوحيد: "كان الحجي محبوباً من والدته ويكرر ذلك كثيراً على مسمعنا، حتى أنّه طلب منّا أن يدفن بجانب قبر أمه، لم يكن منصبه العسكري يمنعه من زيارة جيرانه وأصدقاءه الذين يعرفونه من قبل الثورة، فبالرغم من انشغاله على الجبهات إلا أنه كان يخصص وقتاً لزيارة جيرانه".

كان يحب التواجد في المظاهرات السلمية وبالرغم من كثرة الانتقادات التي تعرض لها لواء التوحيد من قِبَل الكثير من الناشطين كان يقول للعناصر: "نحن عائلة واحدة وعلينا أن نكون صفاً واحداً في وجه النظام مهما اختلفنا".

أما "أحمد فتوح" الملقب بأبو المجد قائد كتيبة المهام الخاصة في لواء التوحيد "سابقاً" فقال لأخبار الآن: "في بداية دخول لواء التوحيد إلى حلب وأثناء اقتحام مبنى لقوات الأسد جاء حجي مارع ليرى خطة الاقتحام، فكنا أربعة مقتحمين وستة عشر شخصا سيلحقون بنا بعد اقتحام المبنى، عندها قرر حجي مارع أن يكون من بين المقتحمين بعد عناد بيني وبينه وقال لي: إذا أردت أن تكون إماماً عليك أن تكون في الأمام".

يتابع "فتوح": "تم تحرير المبنى وأثناء تمشيطه أصيب أحد المقاتلين، عندها رمى الحجي بندقيته وذهب لسحب المصاب وقد تعرض لإطلاق نار من قِبَل جنود النظام وانثقب سرواله حينها".

الشهيد وحكاياته التي لا تنتهي

وعند استشهاد الصالح اجتمع الجميع على رثاءه وإلى اليوم لا يمر يوم إلا ويتم ذكر اسمه وابتسامته وشجاعته، فكتب الإعلامي "عبد الرحمن الكيلاني" على صفحته على فيسبوك: قبل ثلاثة أعوام – أو بينما لم تكن داعش شيئاً وكان كثير من الدواعش يتسكعون في المقاهي والملاهي- كان عبد القادر الصالح أسطورة الريف الشمالي لحلب والقائد الجامع والفارس المستحيل وبطل الحكايات يقاتل ومئات الشباب الذين معه يحملون بواريد الصيد معهم أكثر من البنادق، كانوا يحررون الريف بلدة؛ بلدة".

الصالح حاضر وداعش تلوّث الثورة

في الريف الشمالي ستسمع حكاية من كل درب عن مسير الرجال إلى أعدائهم لا يلتفتون، بإيمان الصالحين وبراية أوضح من الشمس ونية أصفى من الماء وصلابة أشد من الصخر وبفروسية الأساطير القديمة وبسيوف لا تغمد إلا في أجساد العدو ومن شدة القتال تتكسر؛ تحطمت جيوش بشار الأسد التي ابتلعها الريف الشمالي مُعداً للملحمة الكبرى معركة مدينة حلب أول رمضان 2012.

بعد ثلاث سنوات وكأنذل وأسوء ما قد يفعله أحد، تحاول داعش الآن أن تجتاح بلدة مارع التي يرقد شهيداً في تربتها الحجي الصالح عبدالقادر ومما كتبه الشهيد الصالح عبر حسابه على تويتر: "أنبكي على سوريا أم نبكي على مصر أم نبكي على فلسطين، أمة واحدة في وجه عدو واحد وأقول يا أمتي اصبري إن النصر مع الصبر وإن مع العسر يسرا".

تاريخ حافل من حلب إلى حمص حيث لبى نداء أخوته المحاصرين في القصير وقام بتجهيز رتل من الآليات لفك الحصار عنهم، وبالفعل تم طرد قوات الأسد آنذاك وتم إدخال المساعدات إلى المحاصرين. عامان ثقيلان على حلب منذ رحيل الصالح، وعلى مدينته مارع التي ما زالت تتعرض للعدوان من قِبَل داعش، وسيرته ما زالت حاضرة في أحاديث السوريين.