أخبار الآن | دمشق – سوريا (آية الحسن)

إطلاق رصاص في الهواء وصراخ وسباب هذا ما يسمعه كل يوم الأهالي بجانب ما يُدعى مكتب الأمن في منطقة التضامن جنوب دمشق، وهو عبارة عن بناء سكني كان لإحدى العائلات من محافظة حمص سكنت المنطقة منذ عقود، ومع بداية الثورة اضطرت لمغادرتها خوفاً من الاعتقال والقتل على يد شبيحة شارع نسرين المتاخم للمنطقة، وما كان من الشبيحة وعناصر الأمن إلا أن استولوا على المبنى، وأصبح مقراً مركزياً لهم.

يروي أحد أبناء الحي لـ"أخبار الآن" ما حدث عند منتصف الليل في هذا المبنى الأمني، والسبب وراء إطلاق العيارات النارية والصراخ الذي ملأ المنطقة وسبب رعب للمدنيين.

ويقول: "رأيت أحد أبرز قادة اللجان الشعبية "الشبيحة" أبو علي يصرخ نريد حقنا، ويجب أن تعطونا مستحقاتنا نحن نعرض حياتنا للخطر بسببكم، وأنتم غير مهتمين، قبل أن يلقم بندقيته ويوجهها إلى الضابط الأمني المناوب. طالباً منه أن يدفع له مرتبه الذي تأخر خمسة شهور، ولم يأتِ الرد من الضابط كما اشتهى أبو علي، حيث علمنا أنهم اقتادوه إلى جهة مجهولة بعد أن قاموا بضربه واتهامه بالخائن".

ولم يتوقف الأمر هنا، كما يخبرنا مصطفى أحمد وهو متطوع سابق ومنشق من الخدمة لدى جيش الدفاع الوطني التشبيحي، على حد قوله، وعندما سألناه عن سبب انشقاقه، قال: "أحياناً كنا نتأسف على الرصاصة التي نطلقها باتجاه المسلحين لأننا نعرف بأنه لن نحصل على غيرها إلا بعد وقت طويل، ولكي نحمي أنفسنا أصبحنا نتشارك الذخيرة، ولا نفرط بها إلا عند الاشتباكات القوية، إن الأسد قرر أن يقضي على البلد وأولاد هذا البلد، نحن على بعد 200 متر عن مرمى قذائف جبهة النصرة والجيش الحر، من دون ذخيرة تكفينا لحماية أنفسنا، حرب الأسد هذه أزهقتنا، وهي لم تكن إلاّ ضد شعبه قبل الإرهاب الذي يتشدق بمحاربته".

انشقاقات

"عدم دفع رواتب عناصر الشبيحة منذ خمسة أشهر، دفع مجموعة منهم لرمي السلاح، وترك متاريسهم، والتراجع في ظل اشتباكات عنيفة كانت تشهدها المنطقة منذ يومين"، يقول أحمد: "لن نضحي بحياتنا من أجل أحد"، ويتابع: "إلى جانب الخطر الذي نتعرض له يومياً بمواجهتنا المباشرة للكتائب المرابطة في الجهة المقابلة لنا، نتعرض للذل والمهانة كلما طالبنا بحقنا ومرتباتنا التي لم نعد نعرف لها سبيلا، ولا نسمع منهم إلاّ كلمات للمماطلة والتأخر".

ويتهم عناصر الشبيحة ضباط كبار في أجهزة الأمن بسرقة "مستحقاتهم"، يقول "أبو جعفر" أحد العناصر المنشقين عن "اللجان الشعبية": "باختصار، نحن وقود حرب عائلة الأسد ضد الشعب، استغلوا فقرنا وحاجتنا، وقاموا بتخويفنا وانجر كثير منا في هذه الدوامة، والشخص العاقل يدرك هذا الأمر سرعان ما ينخرط ضمن هذه الصفوف المقاتلة، ويرى أنه ما من جدوى تذكر، فالحرب لن تنتهِ وأعداد الموتى بازدياد".

ويختبئ "المنشقون" في منطقة داخل دمشق، خوفاً من المصير المجهول الذي قد ينتظرهم بعد أن اتهموا بخيانة الوطن.