ستوكهولم، السويد، 27 مارس، (حازم داكل، أخبار الآن)

كان من المفترض أن تؤدي وزارة المصالحة الوطنية التي يترأسها الوزير علي حيدر دورًا محوريًا في تكريس المصالحة الوطنية وإيجاد الحلول لإنهاء حالة الشرخ الاجتماعي التي اصابت الجسد السوري، وكان من المفترض ايضا وبحسب المهام الموكلة إلى هذه الوزارة ان تقوم بإجراء مصالحة في المناطق الملتهبة، وهذا الدور لا يمكن ان تقوم به الا جهة محايدة غير منحازة لأي طرف من الأطراف في سوريا.

طبيعة النظام السوري لا تنسجم مع هكذا تشكيل إذ كيف يُشكل وزارة تقوم بوضع حلول لما تسببه سياساته من مشكلات، فحالة الاقتتال الداخلي التي تسود المجتمع السوري حاليا يتحمل مسؤوليتها النظام السوري بالدرجة الأولى، بعد أن استخدم وسائل الاعلام الرسمية في عملية التحريض الطائفي والمناطقي.

بل إن هذا التشكيل المعول عليه بإجراء عملية مصالحة وطنية قد يكون أحد أهم أسباب حالة الاقتتال الداخلي، إذ إن علي حيدر وزير المصالحة هو ذاته رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي يقاتل منتسبوه في صفوف النظام السوري.

وبالرغم من ان علي حيدر يدعي معارضة النظام إلا أنها معارضة ظاهرية، فالتحالف بين ميليشيات الحزب السوري القومي الاجتماعي وبين ميلشيات النظام السوري يصعب تمييزها، كما أن علي حيدر متهم من قبل كثيرين بأنه وراء تسليم ناشطين ومعارضين للأمن حتى من صفوف حزبه.

وبحسب الصحفي السوري مؤيد سكيف فإن علي حيدر متهم بتسليم عمه الى الأمن السوري، يقول سكيف إن عمه باسل سكيف قتل تحت التعذيب بعد ما وشى به علي حيدر. كان باسل ناشطاً وعضواً في الحزب السوري القومي الاجتماعي وكان له مواقف معارضة منذ بداية الثورة السورية، كما أنه كان مقرباً من اسماعيل حيدر ابن الوزير علي حيدر الذي قتل بأيدي الأمن السوري، وكان له دور كبير في اجراء مصالحات في عدة اماكن خاصة بين داريا وصحنايا في ريف دمشق وكانت هذه المصالحات، بحسب ما يقول مؤيد تجري دون موافقة علي حيدر بل إنه كان يعترض عليها! مادفع به إلى التخلص من باسل سكيف وافراد اخرين من عائلته.

ويضيف الذي كان أيضًا منتسباً إلى الحزب قبل الثورة بأن علي حيدر تواصل معه مرات عدة من اجل “العودة لحضن الوطن” مقابل الافراج عن باسل سكيف وأفراد آخرين من العائلة ليتبين لاحقاً بأن باسل والمعتقلين الاخرين من العائلة كانوا قد قضوا تحت التعذيب قبل ذلك بعدة أشهر، ما يؤكد بحسب سكيف بأن علي حيدر يريد الايقاع بأعضاء الحزب الذين لديهم موقف حقيقي معارض من النظام السوري.

وفقا لشهادات عدة تبين أن علي حيدر لا يقدم أي مساعدة في الأفراج عن المعتقلين بالرغم من انه يدعي ذلك على وسائل الأعلام الموالية للنظام السوري.