طرابلس، ليبيا،11 ديسمبر 2013، فدوى القلال، اخبار الآن –

منذ الأسبوع الماضي تعاني العاصمة الليبية طرابلس من أزمة حادة في الوقود. و أدت هذه الأزمة إلى انتشار طوابير طويلة أمام كل محطات البنزين في المدينة. والمريب في الأمر هو ان هذه الازمة تطال العاصمة فقط، فبخلاف طرابلس و ضواحيها، يتوفر الوقود في محطات البنزين المتواجده في معظم انحاء البلاد. كما أكد محمد الحراري الناطق الرسمي باسم المؤسسة الوطنية للنفط، “أن احتياطي البنزين والديزل متوفر بشكل طبيعي في المستودعات، وعملية استيراده متواصلة دون انقطاع، وأن مصفاة الزاوية للتكرير تعمل بصورة اعتيادية، وحركة الشاحنات مستمرة بانسياب”. فما هي أسباب تلك الأزمة إذن؟
 
عندما بحثنا عن الأسباب، سمعنا أكثر من رأي حيال هذا الموضوع. فهناك من يرى ان في ظل أزمة انقطاع الكهرباء اليومية و اعتصامات الأمازيغ و التبو، بات المواطن في قلق من اندلاع أزمة وقود و سارعوا المواطنون في الوقوف أمام المحطات و التزود بما لا يحتاجون من البنزين علهم يحتاجونه لاحقا. و البعض الآخر يتهم مافيا وعصابات البنزين و يرى ان هم من يقفون خلف ازمة الوقود حيث يستغلون الأوضاع الغير مستقرة في البلاد لبيع الوقود في السوق السوداء بضعف سعره (وصل لتر البنزين الذي يباع بأقل من ربع دينار الى أكثر من نص دينار في السوق السوداء). و من جهة أخرى يؤكد العديد من النشطاء و المحللين السياسيين بأنها أزمة مفتعلة من قبل تيار الاسلام السياسي و الهدف منها اسقاط حكومة على زيدان. يقول من يتبنى هذا الرأي ان ازمة الوقود هذه ستؤدي الى توقف مؤسسات الدولة عن العمل وبالتالي يظهر للناس ضعف و فشل الحكومة ليتم الدفع بالرأي العام ضدها و من ثم إسقاطها شعبيا، ولا سيما بعدما فشل ذلك التيار في جمع الغطاء القانوني لإسقاطها في أروقة المؤتمر الوطني العام. كما هناك من يعتقد ان هذه الأزمة المقصود بها عقاب اهل طرابلس بعد وقوفهم ضد المسلحين الشهر الماضي و إخراجهم من المدينة.
 
 تبدو كل الاراء منطقية و متشابكة و يخشى الكثير من خطر الهاء الشعب في الازمات اليومية بينما يكون هناك شىءٌ ما يحاك و يُدبر في الأفق. يقول مراقبون بأن ازمات البنزين و الكهرباء و الماء ما هما الا ملهاة لشعب ليبيا.
 
و للأسف كالعادة يدفع المواطن ثمن تلك الأزمات غاليا، ففي ظل الانقطاع المتكرر للكهرباء باتت المستشفيات تواجه خطر توقف الخدمات بسبب نقص الوقود الضروري لتشغيل المولدات الكهربائية.