أخبار الآن | دبي- الإمارات العربية المتحدة (رويترز)

أرادت مقيمة في دبي تُدعى سمية السيد تقديم شيء للتخفيف عن المحتاجين في شهر رمضان فاشترت ثلاجة وملأتها بالطعام والماء ووضعت لافتة خارج منزلها تُخبر الناس أن بوسعهم أخذ ما يحتاجونه من هذه الثلاجة.
وفي غضون أسبوعين جذبت صفحة أطلقتها على فيسبوك للترويج لثلاجات الخير أو ثلاجات المشاركة أكثر من 20 ألف عضو وتسببت في وضع ما يزيد على 90 ثلاجة خير في أنحاء الإمارات العربية المتحدة. ومن المقرر أن تستمر المبادرة حتى نهاية شهر رمضان على الرغم من أن منظمين ومتطوعين يقولون إنهم -نظرا لنجاحها- يفكرون في استمرارها على مدار العام.

صيام شهر رمضان لدى الكبار في السن

وأضافت مؤسسة مبادرة الثلاجات المشتركة أو ثلاجات الخير في الإمارات "هذه مبادرات شخصية يشارك فيها كل شخص من تلقاء نفسه. أتصور أن الجميع يرغبون في عمل شيء لكنهم لا يعرفون كيف يوجهون طاقتهم. بمجرد أن بدأت مبادرة الثلاجات المشتركة في شهر رمضان والتي كانت انطلقت في المحيط قبيل فترة..انتشرت الفكرة بسرعة عبر صفحة فيسبوك لأنها جاءت في شهر رمضان. الجميع يشاركون لاسيما وقد اكتشفوا مدى سهولتها..وأصبح الجميع يتعاونون معا."

وأشارت سمية إلى أن الثلاجة التي تكون مُعبأة بالطعام والماء تُطعم على مدار اليوم أكثر من خمسة آلاف عامل وبستاني وغيرهم ممن ليس لديهم المال أو القدرة بسبب ظروف العمل على الخروج وجلب طعام وماء. وفكرة الثلاجات المشتركة أو ثلاجات الخير هذه ليست جديدة على دبي لكن هذه أول سنة تنتشر خلالها في أنحاء الدولة بهذه الكمية. وتقول متطوعة تُدعى أليسون فيكيري تدير ثلاجة مع ثلاث من جاراتها إن المبادرة قربت بين الناس في مجتمعها.

وأضافت فيكيري التي تتابع بنفسها الثلاجة على مدى ساعات يوميا "هناك رغبة حقيقية في المجتمع للمشاركة والعطاء. عندما بدأنا مشروع الثلاجة لم نكن على يقين بشأن نجاحها. رأينا أن الناس في مجتمعنا احتشدوا معا لتقديم ما بوسعهم للمحتاجين وهذا شيء مؤثر بالفعل. رأينا أشياء كثيرة محزنة في الصحافة. وهذا دليل على وجود كثير من الإنسانية هناك."

وأردفت "اللطيف حقا بشأن هذه المبادرة هو أن بوسع أي فرد أن يشارك فيها. نرى أناسا من خلفيات مختلفة وأديان مختلفة ومن دول مختلفة ومن أعمار مختلفة يأتون ويشاركون سواء بالعطاء أو بالأخذ. ليسوا كلهم صائمين. فالصيام صعب جدا جدا مع العمل في هذه الحرارة الشديدة. بوسع الجميع زيارة ثلاجاتنا."

وجذبت المبادرة رُعاة بينهم أسواق تجارية وشركات توزيع مواد غذائية تقدم كميات كبيرة من الحليب والماء والفاكهة والخضروات لتلك الثلاجات على الرغم من امتلائها بتبرعات غذائية من أفراد. وتمتلئ ثلاجات الخير في أنحاء الإمارات بالتمر والماء ووجبات جاهزة وحليب وعصائر وفاكهة طازجة وخضروات إضافة إلى وجبات خفيفة وكلها متاحة للجميع.

وكل ذلك يقدمه متطوعون مجانا ويتشاركون في المعلومات ويخططون للتبرعات العينية على صفحتهم على موقع فيسبوك. وقال شخص يدعى جيه جيه تريشاردت ويعمل مديرا إداريا في شركة بمنطقة القوز الصناعية في دبي "تتيح لنا فرصة لتحقيق التواصل في المجتمع. نحن في الكنيسة لدينا نفس معتقدات الدين الإسلامي..لدينا نفس الأخلاقيات والمعايير وكلها جميعا تتعلق بمعرفة جيرانك. بإذابة الثلج لبدء حوار ودعوة الناس وإدراك أهمية العطاء. ليست كلها تتعلق بالأخذ. نستمتع بالفعل بالقياد بذلك ونتطلع لشهر رمضان القادم."