أخبار الآن | تونس – (رويترز)

على خشبة مسرح في وسط مدينة تونس العاصمة يقدم فنانان عرضا يروي جزءا من التاريخ التونسي.

يحتفي العرض المسرحي الذي يتضمن موسيقى تقليدية ورقصات بالتراث الثقافي لتونس منذ الاحتلال الفرنسي للبلاد وحتى وقتنا الحالي.

ويأتي اسم العرض (الزقلامة) من الزقلام وهو ذلك الموسيقي الذي ينقر طبلة تقليدية مصنوعة من الجلد. 

ويُقدِم العرض عشر أغنيات من أداء الفنانين الشاب بشير ورشدي بلقاسمي.

وأدى بلقاسمي دور الهايب (الراقص باللهجة العامية التونسية القديمة) في العرض المسرحي بينما أدى الشاب بشير دور عازف الطبلة.

واستقبل الجمهور في سينما ومسرح ريو العرض بحفاوة كبيرة وتفاعل مع الأغنيات بالتصفيق والرقص والغناء.

وقالت امرأة من جمهور العرض تعمل طبيبة وتدعى رانيا جبري إنها استمتعت على وجه الخصوص بحكاية تاريخ تونس إبَان فترة الاحتلال الفرنسي وحواديت الفلاَقة وهم التونسيون الذين كانوا يقاومون الاحتلال الفرنسي.

أضافت رانيا "الغناء القديم غُصنا بيه في أجواء قديمة برشا (جدا). الأغنية اللي تغني على فرنسا والفلّاقة أثّرت فيّا برشا. بالحقّ حاجة باهية برشا (جميلة جدا). بوّدنا أن نرى أكثر عروض من هذا النوع."

من جانبه قال الفنان المسرحي والباحث في الرقص الشعبي التونسي وأحد بطلي العرض رشدي بلقاسمي إن العرض بمثابة احتفاء بالثقافة التونسية مع جمهور من الشباب الحريص على معرفة تراث بلاده.

أضاف بلقاسمي "اللَمّة الأخيرة … كأنّنا في السطح أو في وسط الدار أو الشارع. العباد اللي من الأوّل تكون عندها احتياطاتها ومسافة في وقت ما يتحرروا. وبالفعل في أول مشهد من العرض اللي شفتوني فيها أنا مُقيّد بالقيود بتاع المجتمع وشويّة شويّة تحل القيود الهذيك وتنحل معايا قيود الناس اللي تتفرج."

وقام بلقاسمي في العرض أيضا بأداء رقص شرقي -عادة ما يكون قاصرا على النساء- الأمر الذي أبهج الجمهور لاسيما عندما رقص في ممرات المسرح وسط جمهور العرض.

وقالت طالبة تونسية شاهدت العرض تدعى فردوس النيفر "أنا عجبتني الفكرة متع الراجل اللي يشطح بالطريقة هذيكة. على خاتر معروف عليها النساء يشطحوا هكّاكة (بهذه الطريقة). وكيفاش عملها في عرض. يعني ما حشمش (لم يستح) وعملها في عرض مسرحي."

وأعرب بلقاسمي عن أمله في أن يسهم العرض في تذكير التونسيين بماضيهم وربطهم بتراثهم الغنائي الشعبي (الفلكلور).

وقال "في هذا العرض نحكوا على ذاكرة جديدة منذ دخول فرنسا إلى تونس حتى اليوم. هذا التراث وهذه الذاكرة قاعدة تتفقد … يوجد نسيان .. فقدان للذاكرة (بالفرنسية). قاعدين نفقد في ذاكرتنا وننسوا في الشيء هذا رغم أنه قريب."

ويُقدم العرض في جولة بأنحاء تونس منذ مايو أيار 2015.

لكن الفنانين الذين يشاركون في العرض يقولون الآن إنهم في حاجة لمزيد من التمويل ليتمكنوا من مواصلة تقديم التراث الموسيقي التونسي لجمهور أوسع.