لعبة تُساير الصين وترضخ لشروطها.. هذا ما فعله مطوروها

  • اللعبة تتضمن نصاً يرتبط بخلفية تاريخية تتعلق بالصين
  • كان النص أتى على ذكر مصطلحات مثل “الإيغور” و “التبت”
  • المستخدمون لاحظوا تعديلاً على النص وقد استثنى تلك المصطلحات
  • المراقبون اعتبروا أن مطور اللعبة رضخ لشروط السوق الصيني

لاحظ مستخدمو لعبة “Guilty Gear Strive” تغييرات جديدة ضمن نصّ يشير إلى خلفية تاريخية ترتبطُ بالصين، إذ جرى استثناء مصطلحات “الإيغور” و “التبت” و “تايوان” منه.

واكتشف العديد من الخبراء والمتابعين هذا التغير ضمن اللعبة، في حين أنّ مطورها المتمثل بشركة “Arc System Works” لم يبدِ أي تعليق بشأن ما حصل.

وبشكل أساسي، فإنّ المعلومات المدرجة داخل اللعبة تهدف إلى مساعدة اللاعبين في فهم خلفيتها بكل وضوح.

وإزاء ذلك، فإنه الخانة المعرفية التي طرأ ضمنها التغيير، يحمل عنوان “الشؤون الدولية بعد الحروب الصليبة”، وقد كان النص المدرج ضمنها قد أتى على ذكر كوريا وتايوان وسنغافورة والإيغور والتبت ومنغوليا الداخلية وسيبيريا.

وشمل التغيير جملتين، وقد كانت الأولى قبل التعديل على النحو التالي: “البلدان التي كانت ذات كثافة سكانية عالية وتميل إلى استيراد أغذيتها، مثل كوريا وتايوان وسنغافورة، لم تستطع حل مشاكل بلادها مع توفر الطاقة وحدها”.

أما بعد التغيير، فقد أصبحت هكذا: “البلدان التي كانت ذات كثافة سكانية عالية وتميل إلى استيراد أغذيتها لا يمكن أن تحل مشاكل بلادهم مع توافر الطاقة وحدها”، وفق ما ذكر موقع “eurogamer“.

أما الجملة الثانية والتي تعرضت للتغيير، فكانت على النحو التالي: “قامت الصين بتوسيع حدودها لتشمل الإيغور والتبت ومنغوليا الداخلية ومنغوليا وسيبيريا – مناطق فيها عدد قليل من السكان ولكنها تتضمن الكثير من الموارد الطبيعية”.

وبعد التغيير، باتت الجملة هكذا: “قام اتحاد الصّين بتوسيع حدوده لتشمل المناطق المجاورة ذات الكثافة السكانية المنخفضة ولكن تتضمن الكثير من الموارد الطبيعية”.

وعلّق الكثير من المستخدمين والمتابعين على هذا التغيير الذي لم يُكشف سببه الحقيقي بعد من قبل مطوري اللعبة، إلا أن البعض أشار إلى أنّ ما حصل جاء في إطار مجاراة السوق الصيني واستمالته واستقطابه.

وفعلياً، وبحسب القوانين الصّينية، فإنّه من الممنوع أن تتضمن ألعاب الفيديو داخل البلاد أي شيء يهدد الوحدة الوطنية للصين أو سيادتها، أو يضر بالسمعة أو الأمن أو المصالح أو بالثقافة والتقاليد.

ومع هذا، فقد اعتبر البعض أنّ هذا التغيير الذي طرأ ضمن اللعبة إنّما يعبر عن رضوخ الشركة المطورة لها لشروط الحزب الشيوعي الصيني، والالتزام بشروطه بحذف أي مصطلحات تشير إلى المناطق التي تشكل حرجاً للحكومة الصّينية.

وعلى سبيل المثال، فإن قضية الإيغور تعتبرُ مسألة ساخنة خصوصاً أن الصين تضطهد تلك الأقلية وتمارس بحقها أبشع أنواع الترهيب.

وأصبحت قضية أبناء تلك الأقلية محور اهتمام دولي وعالمي، وقد كشفت عن همجية النظام الصيني واضطهاده وممارساته المناهضة لحقوق الإنسان.