أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة 

في عام 2016 ظهر جسم جديد وغريب بحجم ناطحة سحاب في الفضاء السحيق , وحلق على بعد حوالي 15 مليون ميل من كوكبنا في 14 تشرين الأول /أكتوبر وبسرعة 110.000 بعيداً عن الشمس، أطلق عليه علماء الفلك Oumuamua وهو اسم يعني بلغة الهاواي “رسول من بعيد وصل أولا”.

ولا يزال الجسم الغريب Oumuamua واحداً من أهم الاكتشافات الفلكية المثيرة للجدل , إذ لا يعرف الكثير عن تفاصيل تكونه أو كتلته أو شكله أو أبعاده، وبعد عام على اختفائه لا يزال الكويكب الغريب مصدر جدل للعلماء الذين يتساءلون ما إذا كان الجسم الغريب قد أتى من نظام فلكي آخر.  

وقال عالم فلك في جامعة شمال أريزونا، ديفيد تريلينغ، الذي قاد ملاحظات سبيتزر الفضائي للموضوع، لموقع “بيزنس إنسايدر”: “لقد ذهب الجسم للأبد إلا أننا نملك بيانات حول” أومواموا ” ونحاول الآن أن نعرف تفاصيل أكثر”. 

وبعد تضارب الآراء حول ماهية هذا الجسم، ذكر أحد العلماء للموقع، أن الجسم ليس كائناً فضائياً، بل يجب على علماء الفلك الاستعداد دوماً لاستقبال أجسام كتلك في نظامنا الشمسي، إذ أن بعض التوقعات منذ عام 1976 تشير إلى أن الأنظمة الفلكية الأخرى تخرج المذنبات الضخمة وتوجهها نحو النظام الشمسي.  

ولضعف احتمالية دخول هذه الأجسام والكويكبات إلى نظامنا الشمسي، لم يعر علماء الفلك يوماً انتباههم إلى إمكانية دخول الأجسام الضخمة من أنظمة نجمية أخرى، إلى أن اكتشف طالب يعمل على شهادة الدكتوراة في جامعة هاواي يدعى روبرت ويريك Oumuamua عن طريق الصدفة في 19 تشرين الأول/ أكتوبر 2017.  

وكان ويريك يلاحق مجموعة من البيانات التي جمعها مرصد يدعى (Pan-STARRS) يقوم بمسح السماء بأكملها كل ليلة، ما يسمح لعلماء الفلك بمقارنة البيانات الجديدة عن سابقتها، وهذا ما ساعد ويريك على اكتشاف غرابة الجسم واختلافه عن سابقه من الكويكبات، ما دفع العديد من العلماء لتوجيه انتباههم إلى Oumuamua وتحديد مساره وخصائصه من البيانات التي تم جمعها قبل اختفائه. 

وتشير الملاحظات التي قُدمت إلى أن “أومواموا له سطح موحد إلى حد ما، ومظلم نسبياً، وله لون ضارب إلى الحمرة (وهو أمر غير معتاد بالنسبة للأجسام الموجودة في الفضاء البعيد) وبسبب عدم وجود أي صورة تفصيلية لـ “أومواموا”، لجأ علماء الفلك إلى دراسة سطوعه كطريقة أخرى أفضل لاستنتاج شكله. 

وتشير الحسابات إلى أن Oumuamua يسقط مرة واحدة كل 8 ساعات وهو على شكل سيجار، ويتراوح حجمه من 10 إلى 1 وهذا أمر غير طبيعي.

ونقلاً عن الموقع فإن هناك ميزة أخرى تتمثل بالجسم وهي أنه في شهر كانون الأول /يناير عام 2018، انحرف Oumuamua عن مساره المتوقع بنحو 25.000 ميل, لذا فإذا كان “أومواموا” مذنبًا نموذجيًا، فقد يفسر ذلك تغير اتجاهه، حيث تنجرف المذنبات نحو حرارة الشمس، ما يؤدي إلى تبخر الغازات الداخلية. 

وفي حالات كتلك، تشكل غازات التبخير ذيلا خلف المذنب أو قطعا كبيرة لكن لم يُشاهد أي ذيل أو تفكك لـ Oumuamua بشكل نهائي.

كما كانت هناك مفاجأة أخرى من تليسكوب سبيتزر الفضائي أشارت الى أن التلسكوب لم يتمكن من الكشف عن حرارة الجسم، كما أن أومواموا أكثر لمعاناً من الجسم العادي، نظرًا لأن قلة الدفء الذي تم امتصاصه يعني بالمقابل ازدياد أشعة الشمس التي يتم ارتدادها.

وأنهى ديفيد تريلينغ حديثه مع موقع “البيزنس إنسايدر” أن “كل الأدلة تشير إلى أن الكوكب مجرد صخرة , لم نر قط سفينة فضائية غريبة, لذا ليس لدينا أي فكرة عن شكل هذه الأدلة,  أعتقد أنها مجرد صخرة”.

 

 

اقرا: ناسا ترسل صوراً دقيقة للكويكب الذي يعتقد أنه قد يصطدم بالأرض