أخبار الآن| ألمانيا – (DW)

يجعل طول الأمعاء الدقيقة فحصها ومعالجتها من الأمور الصعبة في المجال الطبي، إذ يصل طول الأمعاء الدقيقة إلى ستة أمتار، فهي أطول من الوصول إلى كل أجزائها.

اقرأ أيضا: تطوير كرسي سيارة للأطفال يقوم بعملية تبريد ذاتية

وعلى الجراحين الحذر خلال العمليات الجراحية في الأمعاء الدقيقة بسبب جدارها الرقيق نسبياً، ما لا يمكن الوصول إلى داخلها إلا من خلال المعدة أو الأمعاء الغليظة.

ومن أجل تقليل هذه الصعوبة تم تطوير منظار فعال، تمكن الأطباء بواسطته للمرة الأولى من الوصول إلى كامل الأمعاء الدقيقة.

وكان المستشفى الإنجيلي في مدينة دوسلدورف الألمانية أول مستشفى ألماني يستخدم هذا المنظار الجديد، الذي أُطلق عليه "المنظار اللولبي"، ويقول المختصون إنه يسهل عمل الأطباء والجراحين ويقلل معاناة المرضى أثناء الفحص بشكل كبير.

فريتس أوبفر "70 عاماً" يعاني من نزف متواصل لدرجة أنه يعاني من فقر الدم. ولفترة طويلة لم يستطع الأطباء معرفة السبب. لكن الدكتور تورست بينا اكتشف أن أوبفر لديه مواضع تنزف دماً في الأمعاء الدقيقة.

وقبل يوم من إجراء العملية الجراحية ابتلع فريتس كاميرا بحجم الكبسولة. وهي ترسل صوراً من الأمعاء الدقيقة، تُظهر إسفنجيات صغيرات على الغشاء المخاطي، والتي يجب سدها.
   
حتى الآن لم تكن هناك سوى طريقة وحيدة لمعالجتها، وهي التنظير المعوي بالبالون.

عن ذلك يقول الدكتور بينا: "نعلم أنه أمر صعب نسبياً لأن استخدام التنظير المعوي بالبالون، حيث أن التحرك في الأمعاء، كيرقة من خلال نفخ وتنفيس البالون، يتطلب وقتاً طويلاً".

ويضيف الطبيب الألماني بالقول: "كما أنه يتطلب مهارة تقنية عالية. ومع ذلك لا يمكن ضمان الوصول إلى المنطقة المستهدفة فعلاً في الأمعاء الدقيقة".

وبعد تخدير المريض يتحرك المنظار الجديد بواسطة محرك خاص ولولب مرن في مقدمته، ويبدأ بالدوران في الأمعاء الدقيقة ويوسعها شيئاً فشيئاً وبالتدريج.

وتنفتح الأمعاء الدقيقة مع المنظار، فالنسيج مرن بشكل كافٍ. ويبقى على الأنبوب. وهكذا يصل الطبيب تورستن بينا إلى كل الأماكن المصابة تقريباً والتي تعالج بضربات كهربائية خفيفة.
ويتمكن الطبيب الألماني من معالجة 12 نقطة مصابة داخل أمعاء أوبفر الدقيقة. بعد أربعين دقيقة، عالج كل النقاط المصابة. تقدم كبير بالنسبة لهذا الطبيب. لأنه في الماضي لم يكن من الممكن هذا العلاج أو كان سيستغرق ساعات طويلة.
 
بعد ذلك يدور المنظار في الاتجاه المعاكس ثم سترجع الأمعاء إلى تجويف البطن "بدون أي مشكلة"، كما يؤكد لنا الطبيب، الذي يضيف: "لحسن الحظ فإن الأمعاء مثبتة في الجزء الخلفي من تجويف البطن بغشاء يدعى بالمسراق. وقد عادت إلى مكانها، لذا يبدو كل شيء على ما يرام".

اقرأ أيضا: 
 سوريان يخترعان جهازاً محمولاً لحماية أدمغة الرضع المصابين بنقص الأوكسجين

سراويل وجوارب وأكمام ضاغطة ذات تقنية فائقة لتحسين قدرة المرضى على الحركة