أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة – (العلوم للعموم)

باستخدام بيانات أرسلتھا عربة ناسا المتجولة ”كيوريوسيتي“، عثر فريق من العلماء متعددي الاختصاصات على البورون في فوھة غيل. كانت غيل فيما مضى على الأرجح عبارة عن بحيرة، ودائماً ما كانت موقعاً للعديد من الاكتشافات التي تشير إلى إمكانية وجود حياة فيما مضى على سطح الكوكب الأحمر؛ لوقت قصير على الأقل. .

المختصر المفيد: ان الكثر من وسائل الاعلام اختلط عليها الامر فاعتقدت ان البورون قد يكون دليلا على وجود حياة على الكوكب الأحمر إلا ان الحقيقة غير ذلك فوجود البورون على المريخ يساعد فقط على تشكيل لبنات للبناء والتوضيح فقط وليس دليلا قطعيا على وجود حياة.

هل يرتبط العثور على "بورون" بوجود حياة على المريخ؟

اقرأ ايضا: بخار عالي الضغط كان وراء تشكل الطين على المريخ

ولكن قبل أن نتحمس كثيراً بشأن الميكروبات حيث كانت تتخذ ً شكلا بدائياً ميكروبياً . التي ربما كانت موجودة، دعونا نتحدث عما يعنيه ھذا الأمر حقاً لا يمثل البورون ”أحد أشكال الحياة“ بحد ذاته، وإنما ھو يساعد فقط على تشكيل لبنات للبناء للتوضيح فقط، نظراً لأن بعض وسائل الإعلام بدا أن الأمر اختلط عليھا، لا بد من القول إن العثور على البورون لا يعني أننا قد عثرنا أحد أشكال الحياة.

فالمريخ، وفقاً لمعلوماتنا، لا يزال كوكباً خالياً من الحياة. حتى أن العثور عليه لا يعني أننا وجدنا ً دليلا قاطعاً على وجود الحياة فيما مضى على ھذا الكوكب. فالبورون ھو مجرد علامة على إمكانية وجود الحياة سابقاً (أو أنھا ربما مازالت موجودة). ربما ليس لديك تصور عن البورون بأنه يشكل عنصراً أساسياً للحياة، لأنه ليس عنصراً أساسياً بالنسبة للبشر. فالنباتات تحتاجه في تدعيم جدران الخلايا لديھا، في حين لا يبدو أن ھناك حاجة تذكر له عند الحيوانات.

لا يشكل البورون أحد العناصر الغذائية الضرورية بالنسبة لنا الآن، ولكنه يلعب في الواقع دوراً مساعداً بالنسبة لأشكال الحياة المبكرة. فالبورات، التي تتكون أساساً من ذرة بورون مرتبطة بأربع ذرات من الأوكسجين، لديھا قدرة غير عادية نسبياً على تحقيق الاستقرار لسلسلة الحمض النووي الريبوزي RNA لمساعدتھا على البقاء متماسكة.

ويمثل الحمض النووي الريبوزي واحداً من الطرق الرئيسية في تخزين المعلومات الوراثية واستخدامھا داخل أجسامنا. إذا كان الحمض النووي DNA يمثل الدليل اللازم لبناء وتشغيل النظام، فإن الحمض النووي الريبوزي يمثل الشخص الذي يقرأ الدليل ويطبق التعليمات. يتم ترجمة الحمض النووي الخاص بك إلى حمض نووي ريبوزي، الذي يترجم بدوره على شكل بروتين.

البروتينات ھي التي تجري في الواقع الكثير من الوظائف الخلوية في جسمك، وبدون RNA ليس لدينا أي وسيلة للقيام بذلك. ھناك نظرية واسعة الانتشار، تسمى بشكل رومانسي ”عالم RNA) ”مثل عالم المياه، ولكن مع عدد أقل من البشر)، حيث تقول إن RNA ربما كان أول نوع من الشيفرة الوراثية لأشكال الحياة المبكرة على سطح الأرض.

بما أنه جزيء مفرد ً بدلا من كونه شريطياً مجدولا، فإنه أقل استقراراً من DNA ،ولكنه قادر على القيام بشيء لا يقوم به الحمض النووي. حيث يمكنه أن يكرر نفسه. ويمكنه أن يلتف على شكل يشبه الأنزيم، ما يساعد على التفاعلات الكيميائية. تجعل منه ھذه الوظائف الإضافية مرشحاً جيداً ليكون أول جزيء جيني. تعتمد الكثير من الفيروسات على RNA ً بدلا من DNA . قد لا يكون كافياً لتكوين كائن حي معقد، للبقاء على قيد الحياة، ويبدو أنھا تبلي حسناً ولكن من المحتمل أنه كان كافياً للحياة الأولية.

إنھا ليست المرة الأولى التي نعثر فيھا على البورون في المريخ، إلا أن العثور عليه ما زال خبراً ھاماً اكتشفت ناسا أول دليل على وجود البورات على سطح المريخ لأول مرة في 2013، على الرغم من أن ھذا لم يكن ناتجاً عن عينة مباشرة. حيث اكتشفت ضمن النيزك MIL090030 والذي نشأ في المريخ وھبط في القطب الجنوبي. وكانت تلك العينة أيضاً غنية بالبورات، مثل عينة فوھة غيل.

بما أنه تم العثور على البورات في ھذه الدراسة في موقع العمل مباشرة، يمكن للباحثين أن يبدأوا بالعمل على نظريات لتفسير وصول البورون إلى ھناك. ويعتقدون أن التفسير المرجح ھو أن فوھة غيل كانت فيما مضى بحيرة تمر بدورات جفاف وامتلاء، كما نرى في وادي الموت في كاليفورنيا. وتسبب تناوب ھذه الدورات بتراكم طبقات من البورات بالتناوب مع الحجر الطيني. فإذا عادت المياه الجوفية إلى نفس المنطقة، تنحل البورات فيھا، ويمكن أن تقوم بدورھا في استقرار الـ RNA .وبوجود البورات والـ RNA ضمن السائل، يمكن أن يتفاعلا لتكوين شكل أولي من الحياة. ويعتقد الباحثون أن غيل تحولت في مرحلة ما إلى بحيرة ضحلة للغاية، ولكنھا دائمة ومستقرة. ويمكن لكمية قليلة من المياه أن تحوي تركيزاً عالياً من البورات، والتي تساعد على تشكيل أولى جزئيات RNA. ما زال ھذا العمل في مرحلة التخمينات، وإن كانت تخمينات تعتمد على معلومات جيدة. لا يمكن أن نجزم بحدوث أي من ھذا، وبصراحة، لا يتفق الجميع على فرضية عالم RNA .ولن نعرف المزيد حتى نحصل على المزيد من البيانات من المريخ، وحتى ذلك الحين، تابعي العمل الرائع يا عربة كيوريوسيتي الأخرى.