منتخب المغرب للسيدات يكتب أولى صفحات العرب بالمونديال

كتب منتخب المغرب للسيدات تاريخًا جديدًا للكرة النسائية على المستوى العربي، بعد أن أصبح أول منتخب عربي يتأهل لنهائيات كأس العالم للسيدات عبر التاريخ.

وعلى الرغم من البداية الصعبة لرحلة ”لبؤات الأطلس“ المونديالية بالخسارة بسداسية نظيفة أمام الماكينات الألمانية، إلا أن الآمال لا تزال معلقة على الفريق أن يقدم الكثير خلال المباراتين القادمتين في دور المجموعات.

تأهل المغرب لمونديال السيدات لم يكن وليد الصدفة، بل جاء بعد مجهود وصبر، إذ تحمل كل لاعبة من تشكيلة الفريق قصتها الخاصة، ورحلتها الطويلة التي قادتها للتواجد في العرس العالمي.

وتعاني كرة القدم النسائية في البدان العربية من معوقات كثيرة، ترتبط منذ بداية الممارسة، إذ يرفض الأهالي في العادة أن تمارس بناتهن كرة القدم بوصفها رياضة اكتسبت شعبيتها العظمى بين الذكور.

نجمة منتخب المغرب للسيدات من اللعب في الأزقة إلى المونديال.. والدتها تروي القصة

هذا بالإضافة إلى اختلاف العوائد المادية ونسبة المشاهدة التلفزيونية بين مباريات الرجال والسيدات، ما يجعل الأمر محبطًا للاعبات كرة القدم، ليس في البلدان العربية فقط، بل حول العالم.

ولكن في السنوات الأخيرة، بدأت الأمور تتحسن نسبيًا مع ارتفاع الأجور والعوائد في بعض البلدان التي قررت تفعيل مبدأ التكافؤ، في حين تتزايد شعبية اللعبة وتتسع رقعة الممارسة شيئًا فشيئًا.

نجمة منتخب المغرب للسيدات من اللعب في الأزقة إلى المونديال.. والدتها تروي القصة

منتخب سيدات المغرب (صورة مرسلة من والدة أسية زهير لأخبار الآن)

ومن بين القصص الملهمة في معسكر منتخب المغرب في مونديال السيدات، قصة الحارسة آسية زهير، التي أجرت ”أخبار الآن“ مقابلة مع والدتها، السيدة محجوبة التبيخة، للتعرف أكثر على رحلتها مع كرة القدم، وكيف وصلت للعالمية.

وعن شعورها عند تأهل المغرب للمونديال للمرة الأولى في التاريخ، قالت محجوبة: ”كانت فرحة كبيرة لا توصف بعدما حقق الفريق هذا الإنجاز الذي تفتخر به المغرب ويفتخر به كل العالم العربي. كانت الأناشيد والحفلات في الملعب، الجميع احتفل بهذا الانجاز وشعر بفخر كبير“.

نجمة منتخب المغرب للسيدات من اللعب في الأزقة إلى المونديال.. والدتها تروي القصة

آسية رفقة زميلاتها في المنتخب المغربي. مصدر الصورة: Getty

وعن بداية ممارسة آسية لكرة القدم، قالت والدتها: ”القصة بدأت منذ أن كانت صغيرة، كانت تلعب رفقة أخيها في الشوارع والأزقة، كانت تلعب كثيرًا.. ورأيت فيها الرغبة في ممارسة كرة القدم وحب اللعبة، وهو ما دفعني لإلحاقها بالتدريبات حتى تصبح لاعبة، وبدأت التدريب مع نادي الجيش الملكي المغربي في عام 2006“.

نجمة منتخب المغرب للسيدات من اللعب في الأزقة إلى المونديال.. والدتها تروي القصة

 

وعن تأثير الرياضة على تكوين شخصية آسية، قالت والدتها: ”لقد ساهمت كرة القدم في شخصية ابنتي كثيرًا، علمتها الأخلاق والاحترام والانضباط“.

وأوضحت محجوبة: ”لقد صبرت معها، وهي أيضًا صبرت معي، حتى نصل إلى هذه المرحلة، لأن البداية كانت صعبة جدًا خاصة مع قلة الإمكانات المادية، ولكن بعد هذه الرحلة والمعاناة أنا افتخر بابنتي وبكل ما حققته في مسيرتها، وأتمنى لها أن تحقق المزيد“.

وعن مثل آسية الأعلى من بين حراس المرمى، قالت محجوبة: ”بادو الزاكي يأتي في المقدمة، وكذلك ياسين بونو حارس مرمى منتخب الرجال، بالإضافة إلى الإيطالي جيانلويجي بوفون“.

نجمة منتخب المغرب للسيدات من اللعب في الأزقة إلى المونديال.. والدتها تروي القصة

وأضافت: ”بالنسبة لي، فأنا معجبة جدًا بالحارس المغربي بادو الزاكي، فهو الأفضل بالنسبة لي، وهو من بين الأسباب الأساسية التي جعلتني أفكر أن تلعب آسية في مركز حارس المرمى، حتى تصبح مثله“.

ومع مشاركة ”لبؤات الأطلس“، تشعر محجوبة بفخر كبير وهي تشاهد ابنتها على شاشة التلفزيون، وهي تتواجد مع منتخب بلادها في أكبر محفل عالمي لكرة القدم النسائية، بينما تتمنى ألا يتوقف الطموح عند حد المشاركة في كأس العالم، وتحلم بأن تواصل ابنتها التألق حتى تصل إلى أقصى حدود النجاح.