أخبار الآن | دبيالإمارات العربية المتحدة 

بدأت الثورة التكنولوجية التي كان ينتظرها العالم في التحول إلى واقع ملموس خلال السنوات الماضية، لتجتاح جميع المجالات، وتتداخل في أسلوب حياتنا اليومي بطريقة غير مسبوقة.

ونالت صناعة كرة القدم مؤخرًا نصيبها من هذه الثورة الكبرى، لتطغى التقنيات الحديثة على كل عناصر اللعبة، بداية من تقييم أداء اللاعبين، ومرورًا بأنظمة الإحصائيات الدقيقة التي تسجل كل كبيرة وصغيرة عن عناصر فريق كرة القدم فنيًا وبدنيًا، بالإضافة إلى تقنيات التحكيم الحديثة مثل تقنية خط المرمى وحكم الفيديو المساعد ”VAR“، ووصولًا إلى تقنيات متقدمة تتيح للمشاهد استعراض الإحصائيات بشكل لحظي، بل وصل الأمر إلى إمكانية خوضك تجربة متابعة المباريات من مدرجات الملعب وأنت تجلس على أريكتك الوثيرة في منزلك.

ومن أجل التعرف أكثر على ما ينتظر عالم كرة القدم من تغيرات تقنية خلال الفترة المقبلة، أجرينا مقابلة مع المهندس سيد فاروق، وهو شاب مصري يشغل منصب نائب رئيس قسم التكنولوجيا بنادى مانشستر يونايتد الإنكليزي، ومدير أنظمة ملعب أولد ترافورد سابقًا.

ويعد سيد فاروق من الأسماء البارزة في مجال تكنولوجيا الملاعب في العالم، ويلعب دورًا أساسيًا في الوقت الحالي من أجل نشر ثقافة هذا المجال الهام بين الشباب العربي، عن طريق تقديم شروحات مبسطة للتقنيات المتقدمة المختلفة المستخدمة في ملاعب أوروبا، وذلك عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الإجتماعي تويتر.

في البداية مهندس سيد، نود التعرف على طبيعة عمل قسم التكنولوجيا في الأندية الأوروبية والأدوار المكلف بها وأهمية تواجده؟

أقسام التكنولوجيا في أندية أوروبا تلعب دورًا محوريًا، لأن الأندية هنا في أوروبا عبارة عن مشروع رياضي وتجاري ضخم في وقت واحد، بمعني أن كل نادي له موقع رسمي ومتجر إلكتروني ومجلة وقناة تليفزيونية واستوديوهات. هذا بالإضافة إلى الأقسام الإدارية الأخرى بالطبع مثل الموارد البشرية والقسم المالي والمركز الإعلامي وغيرها.

بالنسبة للقسم التقني فطبيعة عمله متشعبة جدًا، فهو يختص بأنطمة التذاكر، وأنظمة دخول الملعب، فعلى سبيل المثال  هناك قاعدة بيانات تسجل كل شئ عن المشجع، مثل إسمه وعنوانه وسنه ورقم المقعد الخاص به في الملعب.. إلخ.

هذا بالإضافة إلى أنظمة الملعب نفسه مثل الإنارة والبوابات الإلكترونية وأماكن بيع المشروبات والمطاعم، وأنظمة الأماكن المخصصة لصف السيارات حول الملعب، وكاميرات المراقبة وحجرات التحكم وأنظمة الإعلانات التي تعرض داخل الملعب أثناء المباريات.

وبالطبع تسهيل عمل الصحفيين والمصورين، مثلًا توجد أماكن للشبكات خلف منطقة الإعلانات، هذه الشبكات تساعد المصورين من داخل أرضية الملعب على إنجاز أعمالهم بسرعة فائقة، وتمكنهم من إرسال صورهم إلى جهات عملهم مثل القنوات والوكالات والصحف خلال ثوانٍ معدودة.

كل هذا بالإضافة إلى أنظمة الصالات الرياضية والقياسات الخاصة باللاعبين، فكل لاعب في الفريق يتم تسجيل قياساته ومستوي استعداده البدني بشكل يومي، إلى جانب أنظمة الكشافين حول العالم وتزويدهم بالإحصائيات اللازمة لكل لاعب، وأنظمة الإحصاء للفرق الأخري، على سبيل المثال يتم تسجيل إحصائيات نجوم الأندية المنافسة، ولو اتخذنا النجم المصري محمد صلاح كمثال للتوضيح، يوجد قاعدة بيانات تحتوي على جميع الإحصائيات الخاصة به مثل عدد التسديدات ودقتها وعدد التمريرات بأنواعها وكل تفاصيلها وعدد المراوغات التي قام بها، ومعدلات الجري الخاصة به في كل مباراة، وأماكن تحركاته على أرضية الملعب، وحجم المجهود الدفاعي الذي يقدمه. حتى طريقة تنفيذه لركلات الجزاء، فمثلًا لو قام صلاح بتسديد ركلة جزاء على مرمى ديفيد دي خيا حارس مانشستر يونايتد، يجب توقع زوايا التسديد المفضلة لصلاح، وسرعة الكرة وقوة التسديدة. كل هذه المهام يختص بها قسم التقنية في الأندية الكبرى.

هل هناك أي وجود لهذا التخصص في عالمنا العربي في الوقت الحالي؟

في الحقيقة لا.. لأن الأندية العربية حاليًا لا تستخدم هذا الكم الهائل من التكنولوجيا.

وما هي طبيعة تعامل قسم التكنولوجيا مع المدير الفني لفريق كرة القدم وحجم التعاون بين الطرفين؟

التعاون وثيق بالنسبة لأنظمة التدريب، بالإضافة لما ذكرته سابقًا توجد مهام أخرى، فمثلًا في كل مران للفريق هناك إحصاءات دقيقة يتم تسليمها للمدير الفني، بعض هذه البيانات والإحصاءات لها طابع السرية، ولا يتم السماح بالإطلاع عليها إلا لفريق العمل الذي يقوم بإعدادها والطاقم التدريبي فقط.

تعد تجربة مشاهدة مباراة من مدرجات ملعب أولد ترافورد حلمًا للعديد من عشاق فريق مانشستر يونايتد في عالمنا العربي، هل من الممكن أن تحدثنا عن التجربة التي يخوضها المشجع من الناحية التقنية؟ وما هي المزايا التي يستمتع بها المشجع في مدرجات هذا الملعب العملاق؟

كما شرحت سابقًا.. كل شئ تقريبًا يوم المباراة يتم التحكم به عن طريق قسم التقنية، مثل نظام الإنارة والبوابات الإلكترونية التي تسهل على المشجعين عملية دخول الملعب، وأماكن بيع المشروبات والمطاعم، وأماكن صف السيارات حول الملعب التي تعمل بسلاسة شديدة ودقة متناهية للتسهيل على المشجعين أيضًا، وكاميرات المراقبة وحجرات التحكم وأنظمة الإعلانات المعروضة في الملعب. كل هذه نماذج تستخدم بها التقنيات الحديثة لجعل تجربة حضور المشجع لمباراة في مدرجات الملعب سلسة وممتعة للغاية.

من واقع خبراتك التخصصية، ما هو أكثر الملاعب تطورًا وإستخدامًا للتقنيات الحديثة في الدوري الإنكليزي الممتاز؟

ملعب الإمارات الخاص بنادي آرسنال، وملعب نادي توتنهام هوتسبير، هما الأحدث والأكثر استخدامًا للتكنولوجيا المتقدمة في إنكلترا.

نشرت في وقت سابق مجموعة من التغريدات عبر حسابك علي موقع تويتر، تعرضت خلالها لتقنية True Virtual Reality التي تنقل للمشاهد تجربة وجوده في مدرجات الملعب وهو يشاهد المباراة على شاشة التلفزيون في منزله، حدثنا أكثر عن هذه التقنية وكيفية عملها ..

هذه التقنية تستهدف نقل تجربة الملاعب إلي المستخدم في المنزل، وتعتمد في عملها علي 3 أجهزة كل واحد منهم له مهمة محددة: 1. عدد من الكاميرات الموجودة داخل الملعب في أماكن متفرقة، 2. تكنولوجيا الـ 5G، وأخيرًا أجهزة بث الواقع الإفتراضي.

وهناك منصة خاصة للمستخدم يستطيع من خلالها إختيار مكان الكاميرا أو إختيار الإحصاءات لعرضها أثناء سير المباراة.

هل توجد أي ملاعب في العالم بدأت في استخدام تقنية True Virtual Reality في الوقت الحالي؟

التقنية مستخدمة حاليًا في ملاعب البيسبول وكرة السلة وكرة القدم الأمريكية. كما سوف تستخدم بكثافة أثناء دورة الألعاب الأوليمبية الصيفية في طوكيو 2020، وكذلك دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية 2022 في بكين.

هل ستؤثر هذه التقنية مستقبلًا على معدلات الحضور الجماهيري في الملاعب؟

بالطبع لا، فهي ستستخدم عبر الهواتف ومن خلال تقنية 5G.

أثارت تقنية حكم الفيديو المساعد VAR جدلًا كبيرًا في الأوساط الكروية ما بين مؤيد ومعارض، كما أنها تشهد اعتراضات كبيرة من جانب المشاهدين والمحللين حول كيفية استخدامها في بعض الأحيان، هل من الممكن أن تعرفنا أكثر على كيفية عمل غرفة التحكم المركزية الخاصة بهذه التقنية وطبيعة التواصل بين حكم الساحة والحكام المتواجدين بالغرفة؟

طريقة عمل VAR مبدئيًا في البريميرليغ تختلف عن غيرها في الدوريات والبطولات الأخري، في البريميرليغ يتم الاستعانة به في أربع حالات فقط: 1مراجعة صحة كل الأهداف، 2مراجعة إحتساب ضربات الجزاء 3مراجعة حالات الكروت الحمراء المباشرة، 4- مراجعة حالات الخطأ في هوية اللاعب في حالة الإنذار أو الطرد.

وبالنسبة لبروتوكول التعامل داخل مركز التحكم، فإن حكم الفيديو لديه مفتاحين بلونين مختلفين، الأخضر لطلب مراجعة لقطة معينة أثناء المباراة من مشغل النظام للحالات الأربع السابق ذكرها فقط، والأحمر لفتح قناة الراديو والاتصال المباشر للتحدث مع حكم الساحة والمساعدين.

وفي حالة حدوث أي حالة من الحالات الأربع (هدف، ركلة جزاء، طرد مباشر، تحقق للهوية) يضغط حكم VAR علي المفتاح الأخضر لطلب المراجعة من مشغل النظام، والذي بدوره يبدأ في إعداد كل اللقطات المتاحة من 3 زوايا علي الأقل، و يعلم بها حكم VAR الذي بدوره يضغط علي المفتاح الأحمر لتنبيه حكم الساحة.

هل هناك مخططات حالية لتطوير طريقة عمل VAR والتحسين منها؟

نعم، يتم حاليًا دراسة جميع الحالات خلال موسم 2019-2020 لتحليلها وتحديد المتغيرات علي النظام بداية من موسم المقبل.

ينتظر العالم منافسات بطولة يورو 2020 التي سوف تقام خلال الصيف المقبل، هل هناك مخططات لتطبيق بعض التقنيات الجديدة لأول مرة في الملاعب خلال البطولة؟

بكل تأكيد، فهناك تقنية True View ستكون مطبقة خلال نهائيات يورو 2020.

وماذا عن دورة الألعاب الأولمبية طوكيو 2020؟

قررت اللجنة المنظمة استخدام تقنية True View وتقنية Virtual Reality خلال ألعاب طوكيو 2020، بخلاف التكنولوجيا المستخدمة بالفعل حاليًا في الملاعب.

مصدر الصورة: خاص

اقرأ أيضاً:

ما بين المهارة والحظ.. لماذا يسمى هدف كروس الرائع بالهدف الأولمبي؟

قائمة أغلى لاعبي العالم.. مبابي في الصدارة وصلاح ثالثًا وميسي في المركز الثامن