أخبار الآن | طهران – إيران (أ ف ب)

يعتبر التزلج في قمة توجال شمال طهران، من أكثر الرياضات التي تجذب أهالي المدينة في فصل الشتاء، حيث يوفر المكان طبيعة جميلة وفرصة للتواصل في ظل قيود تفرضها الحكومة، على رغم الصقيع الذي تشهده الجبال الواقعة في شمال طهران بفعل عاصفة ثلجية تضرب المنطقة، يعتزم اعضاء فريق صغير يضم مدربي تزلج آتين من سويسرا نقل شغفهم بهذه الرياضة الى طهران رغم ما يواجههم من صعوبات وعراقيل كثيرة.

ويقول فنسان بيليه احد مدربي التزلج السويسريين الثلاثة "الظروف هنا مثيرة للاهتمام"، فيما الريح يعصف بنافذة المقهى الواقع في محطة دربندسر على بعد ساعة من طهران، ويختار المدربون الثلاثة منذ خمسة عشر يوما نخبة من المتزلجين الايرانيين لتدريبهم على مهارات التدريب.

ويقول زميله لورس امبرشن "كنا نتوقع ان نستقبل ثلاثين شخصا الى اربعين في اليوم، لكننا نتلقى في المعدل 70 شخصا، واحيانا يصل الى العدد الى 140"، ولا تعد ايران وجهة لهواة التزلج، وعند ذكر اسم ايران ، آخر ما يتبادر الى الذهن هو هذه الجبال المغطاة بالثلوج المناسبة تماما لهذه الرياضة.

فجبال البرز الواقعة شمال العاصمة طهران، تعد مكانا مناسبا جدا للتزلج، رغم ان التجهيزات الموضوعة هناك تعود الى ما قبل قيام الثورة الاسلامية في العام 1979، ويقول فنسان بيليه "المصاعد الآلية قديمة"، دخلت رياضة التزلج الى ايران قبل ثمانين عاما، مع جمع من الالمان جاؤوا الى هذا البلد لاستثمار مناجم الفحم في جبال ألبرز.

وحينها، "بدأ سكان القرية بصنع المزلاجات من جذوع الاشجار"، بحسب مرتضى شمشاكي المسؤول في الاتحاد الايراني للتزلج، وجذبت المواقع المناسبة لهذه الرياضة المستثمرين الدوليين في السبعينات،، الى ان عاد لبعض الانتعاش في السنوات الماضية.

ومسارات التزلج المخصصة للرجال مفصولة بحبل طويل عن تلك المخصصة للنساء، وهو ما يثير استغراب البعض مثل احد المتزلجين الايرانيين الذي يقول طالبا عدم ذكر اسمه "اذا كان البعض لا يرغبون في ان يلهو الرجال مع النساء، لكنهم هنا لن يستطيعوا ان يفعلوا الكثير".

وتأمل شركة "اس جي سي اتش" السويسرية ان تساهم في تطوير قطاع التزلج المتعثر في ايران، ويرى مديرها العام اندريا غابوس ان إعداد المدربين بمستوى عالمي سيجذب الكثيرين الى هذه الرياضة.

ويقول "التزلج الآن هو حكر على النخبة في ايران، لكن قرب العاصمة من محطات التزلج يمكن ان يساهم في جعل انتشار هذه الرياضة ممكنا"، يدرك غابوس ان مناخ الاستثمار في ايران ليس سهلا، وان سياسة الرئيس الاميركي الجديد دونالد ترامب قد تعرقل انفتاح ايران على الغرب من خلال عقوبات جديدة، وهو ما يهدد بمزيد من الاضطرابات، ويقول "صحيح ان هناك عقبات كثيرة، لكنها كلها ممكنة التجاوز".

ويضيف "حتى وان مررنا بسنوات صعبة بسبب ما يجري في الولايات المتحدة، لكن تطوير البنى التحتية للرياضات الشتوية امر طويل الامد"، يبدي الايرانيون حماسة في التمرين مع مدربين اجانب، ويقول علي رضا قطبي "انه امر جيد..في الماضي كان المدربون يعتمدون على الكتب ليحسنوا مهاراتهم، لكن التعلم من مدربين دوليين لا شك انه افضل".

 

اقرأ أيضا:
إيران تنوي إصدار سندات بقيمة 4.5 مليار دولار لمشروعات طاقة

إيران تعلن أنها سترد بالمثل على العقوبات الأمريكية