احتدام الاشتباكات بين عشائر دير الزور وقوات سوريا الديمقراطية

“ابحث عن المستفيد تعرف من هو الفاعل”.. ربما تنطبق هذه المقولة على ما يجري في سوريا، وتحديدًا في دير الزور، هذه المحافظة التي انتفضت ضد الإرهاب والمتطرفين وقاتلتهم وطردتهم، حيث تعيش أجواء متوترة ومشحونة بين قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أمريكيًا وأبناء عشائر الدير.

وخلفت هذه التوترات، انشقاقات، وأصبح الطرفان أعداء لبعضهما بعد أن كان عدوهم واحد وهو الإرهاب، والميليشيات المسلحة الإيرانية.. كان هذا موضوع حلقة اليوم من برنامج “ستديو أخبار الآن“.

من المستفيد؟

وفي هذا السياق، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، خلال استضافته في برنامج “ستديو أخبار الآن“، إن: “المستفيد من احتدام الاشتباكات في دير الزور، هي الميليشيات الإيرانية، وكذلك حزب الله اللبناني، لأن الذي جرى في الـ 27 من أغسطس الماضي، من تدريب حزب الله لعناصر تم الدفع بها الفرات والذي الآن استفاد منهم في إطار محاولة تحويل ما جرى في دير زور إلى قضية عربية كردية”.

اشتباكات دير الزور.. من المُستفيد من النزاع بين قوات سوريا الديمقراطية والعشائر؟

وأضاف عبد الرحمن في معرض حديثه عن ما يجري في دير الزور: “كان هناك مطالبات بإقالة قائد مجلس دير الزور العسكري، أبو خولة، بسبب الفساد وممارسة انتهاكات بحق أبناء دير الزور، وكان شارك في قتل زملائه من قيادات الجيش الحر الذين كانوا في عمليات لقتال داعش بدير الزور”.

صراع على النفوذ

وعن التعاون بين داعش وحزب الله اللبناني، تابع مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال حديثه لـ “ستديو أخبار الآن” من مدينة كوفنتري بإنكلترا، بأن: “كان هناك اتفاق هدنة بين تنظيم داعش الإرهابي وحزب الله اللبناني، في عام 2021، وبالتالي كانت الهجمات منذ ذلك الحين تتركز على المدنيين وقوات النظام”.

اشتباكات دير الزور.. من المُستفيد من النزاع بين قوات سوريا الديمقراطية والعشائر؟

كما أشار عبد الرحمن إلى أن: “التعاون بين حزب الله وداعش مؤكد، وكلاهما استغلّا الدين لحساب أجندته الخاصة، وبالتالي داعش مستفيد كذلك من تلك التوترات والنزاعات التي تشهدها دير الزور”.

خفض التوتر

وفي هذا الصدد، أعلنت السفارة الأمريكية في دمشق الأحد عن لقاء عقده مسؤولون مع كل من قوات سوريا الديموقراطية ووجهاء عشائر اتُّفق خلاله على ضرورة خفض العنف في شرق سوريا بعد أسبوع من التصعيد مع مقاتلين محليين.

واندلعت بداية الأسبوع اشتباكات في بضع قرى ريف محافظة دير الزور الشرقي بعد عزل قوات سوريا الديموقراطية (قسد) لقائد مجلس دير الزور العسكري التابع لها.

ودفع ذلك مقاتلين محليين موالين للقيادي الموقوف إلى شن هجمات سرعان ما تطورت إلى اشتباكات مع قوات سوريا الديموقراطية التي أعلنت حظراً للتجول في المنطقة ابتداء من السبت ولمدة 48 ساعة.

وأسفرت المواجهات خلال أسبوع عن مقتل 57 شخصًا من الطرفين وثمانية مدنيين، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأعلنت السفارة الأمريكية في دمشق الأحد عن لقاء في شمال شرق سوريا جمع نائب مساعد وزير الخارجية في مكتب شؤون الشرق الأدنى المعني بملف سوريا إيثان غولدريتش وقائد التحالف الدولي ضد تنظيم داعش اللواء جول فاول بقوات سوريا الديموقراطية ووجهاء عشائر من محافظة دير الزور.

واتفق المجتمعون على “ضرورة معالجة شكاوى سكان دير الزور”، والتأكيد على “مخاطر تدخل جهات خارجية” في المحافظة، و”الحاجة لتفادي سقوط قتلى وضحايا مدنيين”، وضرورة “خفض العنف في أقرب وقت ممكن”.