عودة الصدر تربك حسابات قوى الإطار التنسيقي

هاجم زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر، ما وصفهم بـ “الميليشيات الوقحة”، وذلك في تسجيل صوتي معلنًا إيقاف مراسيم العزاء وإلغاء زيارة مرقد والده في ذكرى اغتياله.

وجاء ذلك بعد وقت من إعلانٍ سبق أعلنه الصدر باعتزاله العمل السياسي.

وحول هذا الموضوع، وفي حلقة برنامج “ستديو أخبار الآن” اليوم، استعرضنا الوضع في العراق، وسألنا، هل انتهى شهر العسل بين الميليشيات والسوداني والصدر؟، في ظل اقتراب العراق من صراع مسلح بين هذه الأطراف – بحسب محللين – إذا لم تحتوي الحكومة غضب الصدر وتسحب سلاح الميليشيات لتدفع بعجلة الاستقرار وتحّسن صورتها أمام العالم.

تسجيل الصدر تصعيد ضد الميليشيات

وفي هذا السياق، قال د. إحسان الشميري، رئيس مركز التفكير السياسي خلال استضافته في برنامج “ستديو أخبار الآن”، إن: “الصدر الذي اعتزل خلال العام الماضي على خلفية المواجهات التي حدثت، لينسحب من كافة المنصات التي كان يظهر من خلالها ليعبر عن موقفه السياسي، أدرك أن خصومه لن يكتفوا بعزله سياسيًا، بل يريدون استهداف خطه العقائدي”.

 

هل باتت عودة مقتدى الصدر إلى المشهد العراقي وشيكة؟

ولفت الشميري إلى أن التسجيل الصوتي يعني عودة رسمية له ويحمل تصعيدا ضد الميليشات.

وأشار خلال حديثه، إلى أن عودة مقتدى الصدر ربما أربك حسابات قوى الإطار التنسيقي على نحوٍ كبير.

خرق للتعهد

من ناحيته، قال د. مهند الجنابي، أستاذ العلوم السياسية خلال استضافته في برنامج “ستديو أخبار الآن”، إن: “الفصائل المسلحة خرقت تعهدها للسوداني القاضي بالتهدئة مقابل عدم سحب سلاحها، وهذا الاعتداء لن يكون الأخير”.

وأضاف: “الإطار التنسيقي يريد إنهاء دور الصدر السيادي والإصلاحي، وترتيب عودة له للمشهد السياسي لكن بالتبعية لهم وليس وفق أهوائه”.

هل باتت عودة مقتدى الصدر إلى المشهد العراقي وشيكة؟

ولفت في معرضِ حديثه: “نحن مقبلون على موازنة هي الأكبر وسيبدأ سباق المصالح الشخصية والحزبية على مستوى الفصائل للحصول على النسبة الأكبر من هذه الموازنة عبر المؤسسات والوزارات التي شغلوها”، مشيرًا: “أعتقد أن السوداني سيكون أمام اختبار حقيقي للتعامل مع هذه الجماعات”.

وفي هذا الصدد، أضاف الجنابي أن: “الفصائل المسلحة تسعى لإنهاء الدور السياسي السيادي الذي مارسه مقتدى الصدر بعزل العراق عن التأثيرات الخارجية وتحديدًا التأثيرات الإيرانية”.

وأشار: “الفصائل المسلحة لم يكتفوا بعزلة مقتدى الصدر، كون هذه العزلة سمحت لهم بالسيطرة على الدولة وتشكيل الحكومة لإنهاء مرحلة الإجهاز على نوايا التيار الإصلاحية وعلى سياساته التي يسعى في اتباعها”.