مصطفى نصر الدين
درّة الوافي
سيف الدين ونّوس
الشركة الصينية المالكة تسعى لإيجاد بديل عن “تيك توك” بعد حظره بعدد من الدول
بشكل مفاجئ تجاوز تطبيق “ليمون 8” التابع لشركة “بايت دانس” الصينية، مالكة تطبيق “تيك توك” المثير للجدل، تطبيقات عملاقة كـ “واتسآب” و”فيسبوك” و”جي ميل” و”يوتيوب” من حيث معدلات التحميل في غضون أيام قليلة في الولايات المتحدة.
وتسعى الشركة الصينية والتي تخضع نظرياً لسيطرة الحزب الشيوعي الصيني – بحسب مختصين – لإيجاد بديل لتطبيق تيك توك، والذي تم حظره حكومياً في عدة دول منها الولايات المتحدة لتهديده الأمن القومي، إضافة إلى المخاوف المرتبطة بتسريب بيانات المستخدمين والتجسس.
وما يدعم هذا الاعتقاد اليوم هو الضغوط المتزايدة على الشركة الصينية منذ الكشف في ديسمبر الماضي عن قيام موظفيها بالوصول إلى بيانات صحافيين غربيين، من أجل تحديد المسؤولين عن تسريب معلومات إلى وسائل الإعلام، ليبقى السؤال اليوم هل فعلاً تسعى بايت دانس لإيجاد بديل لتيك توك المأزوم؟. وهل يمكن السيطرة اليوم على تدفق باقي التطبيقات الصينية، ونجاحها في استقطاب المؤثرين؟ وما هو مستقبل التطبيق الجديد الذي يسعى لمنافسة إنستغرام؟.. هذا ما ناقشناه في حلقة “ستديو أخبار الآن”.
“ليمون 8” يستهدف مؤثري “تيك توك”
عدّد المُهندس أحمد الليثي الخبير في أمن المعلومات وتكنولوجيا الاتصال، مميزات تطبيق “ليمون 8” التابع لشركة “بايت دانس الصينية قائلًا: “تميز ليمون 8 يكمن في مدى انتشاره السريع وفرد مساحة للتخصصات المُختلفة أمام المؤثرين واستهدافهم وربطهم بالبيانات الضخمة الموجودة على تطبيق تيك توك”.
وأضاف: “بايت دانس استهدفت المؤثرين ومستخدمي تيك توك بشكلٍ رسمي، وبدأت في وضع خوارزميات من هذا المُنطلق تُسهم في اجتذاب الأعداد الضخمة على تيك توك لنقلهم إلى ليمون 8”.
ولفت: “الشركة الصينية أتاحت مشاركة البيانات بصورة رسمية مع التطبيقات الأخرى داخل وخارج الدول وهو ما ساعد في انتشار التطبيق بصورة أسّرع”.
وأوضح: “بعض الخبراء بدأوا في اجتذاب المؤثرين الذين يعملون بمجالات مختلفة كالموضة والجمال والطبخ من أجلِ إيصال محتواهم للمُتابعين ممن يبحثون عن مثل هذه المحتويات والمواضيع”.
الرأي رأيكم
وحول هذا الموضع، أجّرت “أخبار الآن” استفتاءً ضمن فقرة الرأي رأيكم، وسألنا المُتابعين: “هل يمكن أن تشترك في تطبيق ليمون 8 البديل لـ”تيك توك”؟ خاصة بعدما دفعت به الشركة للتحايل على الضغوط المفروضة عليها، وجاءت الإجابات على النحوِ التالي:
- نعم: 78%
- لا: 22%
وعن نتيجة الاستفتاء، علّق الليثي قائلًا: “هناك استثمارات ضخمة يتم ضخها لدعم تطبيق ليمون 8 كما أن المبالغ التي ستعود على المؤثرين كبيرة للغاية”.
وأضاف: “يُتوقع أن تزيد نسبة انتشار التطبيق على نحو واسع للغاية خاصة وأن هناك 16 مليون شخص بأمريكا يستخدمونه كما أعلنت الشركة أنه مع بداية مايو سيتم انتشاره في دولٍ أخرى”.
ليس بديلا لتيك توك
وفي هذا السياق، قال الخبير التقني والمختص في أمن المعلومات محمد مقدادي خلال استضافته في “ستديو أخبار الآن” عبر تقنية “السكايب”، إن: “الصين لا تستبدل التيك توك بتطبيق ليمون 8 بل هو وسيلة أخرى لجمع البيانات الخاصة بالمُستخدمين”.
وأضاف: “إذا كُنا نحكي عن الواقع فهناك الأسلحة والدبابات وغيرها، بينما الواقع الافتراضي ربما السلاح الأقوى به هو انتهاك بيانات المستخدمين وهو ما تفعله الصين، وأحد أسباب انتشار ليمون 8 هو أن بايت دانس المالكة لتطبيق تيك توك تملك في الأساس بيانات خاصة بالمؤثرين، حيث تقوم باستهدافهم بمقابل دعمهم بأموالٍ كثيرة”.
وعن أسبابِ انتشار انتشار منصة “ليمون 8” على هذا النحوِ المتسارع، قال مقدادي: “هناك تعاقدات تتم مع المؤثرين بحيث يتم إجبارهم على نشر المحتوى الخاص بهم على ليمون 8 بمقابل عقد يضمن لهم الحصول على مبلغ مالي بصفة مستمرة، وهو ما يجعل المتابعين أيضًا يتجهون لهذه المنصة”.
وأوضح: “أيضًا مشاركة البيانات والحصول عليها لمعرفة رغبات الجمهور تسهم بشكلٍ كبير في سرعة انتشار المحتوى مقارنة بتطبيقاتٍ أخرى كفيسبوك أو إنستغرام”.
