محمد قلبه
مصطفى نصر الدين
سونيا الزغول
المعارضة في إيران تتمسك بالانتفاضة ضد قمع النظام
شهدت إيران في الأشهر الأخيرة من عام 2022 انتفاضة شعبية كبيرة جداً في وجه النظام الذي يمارس كافة أشكال القمع ضد الحريات سواء المرأة أو بشكل عام.
ولا يبدو أن الوضع في عام 2023 سيكون أهدأ على النظام بل سيكون أشد، في ظل عدم تراجع المعارضة عن الوقوف في وجه نظام الملالي، كان هذا موضوع حلقة اليوم في برنامج ستديو الآن التي بُثت صباح الثلاثاء.
وقد أعلنت المعارضة توقعاتها بالانتصار على نظام المرشد هذا العام ومحللون يؤكدون أن نظام الملالي يسير بشعبه نحو الهاوية وأن عام 2023 سيشهد مزيدًا من الاحتجاجات ضد المرشد نظرًا للوضع الاقتصادي السيئ للغاية وتأخر النظام في الاستجابة لمطالب الشعب على الرغم من سقوط أكثر من 458 قتيلًا منهم 44 طفلًا قاصرًا وتقدير عدد المعتقلين بـ 20 ألفًا يواجه على الأقل 100 منهم عقوبة الإعدام.
وعلى وقع استعداد الغرب لفرض جملة من العقوبات على طهران لتأكيده أنه على مقربة من امتلاك القنبلة النووية، ترتفع التوقعات بزيادة حدة الاحتجاجات ما يهدد المستقبل القريب لهذا النظام الذي يعترف أنَّه يسير بحقل مليء بالألغام على الصعيدين الداخلي والخارجي فلا تفاهمات في الداخل مع المحتجين مع استمراره بتهديد لدول الجوار والعالم ما سيتسبب في إطالة أمد الاحتجاجات التي تكثف جهودها لإجماع وطني لرحيل النظام.
وفي هذا السياق قال هاني سليمان الباحث في الشأن الإيراني ” انتفاضة إيران أسقطت كل الخطوط الحمراء في البلاد، والمرشد بات في موقف صعب للغاية”.
وأضاف “ما يؤكد ذلك هي التسريبات التي ظهرت منذ فترة عن توقعات المرشد بعد انتهاء الاحتجاجات والتظاهرات في وقت قريب، إلى جانب تسريبات نائب قائد قوات الباسيج والتي وجود إشكاليات مالية في صفوف الأمن ومطالبتهم بزيادة المرتبات”.
وأردف سليمان في تصريحاته لبرنامج ستديو الآن ” هناك حالة إنهاك للأمن في إيران من متابعة التظاهرات، والنظام الإيراني في مأزق شديد”.
وقال أيضاً أن موجة الاحتجاجات الحالية مختلفة ولم تكن كأس وقت مضى”
ونشرت شخصيات من المُعارضة الإيرانية المقيمة في المنفى والمؤيدة للمعارضة رسالة منسّقة تتوقع بأن يكون 2023 عام “النصر” على النظام الذي يواجه احتجاجات منذ أشهر.
ومن بين الذين وجّهوا الرسالة شخصيات بارزة في حقول الثقافة وحقوق الإنسان والرياضة.
وفي ظل استمرار الاحتجاجات في إيران بعد أكثر من 100 يوم على اندلاعها إثر وفاة الشابة مهسا آميني، تبدو الرسالة محاولة لإيجاد الوحدة المرجوة منذ زمن بعيد.
وجاء في الرسالة أن “العام 2022 كان رائعًا لجهة تضامن الإيرانيين من كل معتقد ولغة وتوجّه”، وأضافت “مع التنظيم والتضامن، سيكون 2023 عام النصر للأمة الإيرانية، عام الحرية والعدالة في إيران”.
وفي نفس الإطار قال طاهر الأحوازي الباحث في الشأن الإيراني “النظام يحاول التقليل من شأن الثورة الحالية في البلاد”.
وأضاف ” انتفاضة إيران لها تأثير وصدى مباشر مع الأشخاص اللذين تركوا البلاد قهراً من ظلم وقمع النظام”.
وأوضح طاهر أيضاً في تصريحاته لبرنامج ستديو الآن “الاحتجاجات التي خرجت في معظم عواصم ومدن الدول الأوروبية لها دلالة واضحة على أن الجميع لديه صلة بالثورة والسعي للوصول إلى مستقبل أفضل في إيران.
وتمثّل الحركة الاحتجاجية التي أثارتها وفاة أميني بعد توقيفها بتهمة خرق قواعد اللباس الصارمة التي تفرضها إيران على النساء، أكبر تحد للنظام الإيراني القائم منذ ثورة 1979.
وقُتل في الحملة الأمنية التي نفّذتها السلطات الإيرانية 476 شخصًا، بحسب منظمة حقوق الإنسان في إيران ومقرها النروج.
وتم حتى الآن إعدام شخصين بتهم على صلة بالاحتجاجات، بينما تفيد المنظمة بأن 100 معتقل على الأقل يواجهون خطر الإعدام
