طالبان تحظر التعليم الجامعي للنساء إلى أجل غير مسمى

  • أفغانستان الدولة الوحيدة في العالم التي تُمنع فيها الفتيات من ارتياد المدرسة بعد الصف السادس

تزعم جماعة طالبان أنها تتبع القواعد والأصول الدينية في حكمها لأفغانستان، على الرغم من أنها لا تتوانى عن العبث بكل الثوابت التي أمر بها الدين الإسلامي.

“الدين لا يمنع تعليم النساء.. فلماذا تمنعه طالبان؟”، كان هذا هو موضوع حلقة ستديو الآن التي بُثت صباح الخميس، والتي تناولت قرار حكومة طالبان بمنع الفتيات من التعليم الجامعي وهو القرار الذي لاقى سخط كبير من المجتمع الدولي بشكل عام، ومن جانب الطالبات الأفغانيات بشكل خاص.

الزميلة سونيا قالت في مقدمة حلقة ستديو الآن “تحت سلطة طالبان لا تعليم للفتيات، فبعد منع طالبات التكميلية والثانوية من التعليم منذ عام وأربعة أشهر، الآن طالبات الجامعات أيضا خارج المنظومة التعليمية بعد أن حظرت طالبان التعليم الجامعي للنساء الى أجل غير مسمى”.

وأضافت “لتصبح أفغانستان الدولة الوحيدة في العالم التي تُمنع فيها الفتيات بصورة منهجية من ارتياد المدرسة بعد الصف السادس”.

وقد كان يوم الثلاثاء نهاراً حزيناً على فتيات أفغانستان، اللواتي ينتظرن منذ أكثر من عام قرارا من الحكومة بالسماح لهن باستئناف التعليم الجامعي في أفغانستان، فإذا بوزارة التعليم العالي تعلن حظر التعليم الجامعي للنساء إلى أجل غير مسمى، في رسالة وجهتها إلى جميع الجامعات الحكومية والخاصة.

وجاء في نص الرسالة المزيلة بتوقيع الوزير ندا محمد نديم: “أبلغكم جميعا بتنفيذ الأمر المذكور بوقف تعليم الإناث حتى إشعار آخر”.

الدين لا يمنع تعليم النساء.. فلماذا تمنعه طالبان؟
وفي هذا السياق قالت خديجه أمل الناشطة الحقوقية الأفغانية “جماعة طالبان زيفوا الحقائق، وقاموا بقمع حقوق المرأة في المجتع الأفغاني ولم يفوا بوعودهم”.

وأضافت “هذه القرارات التعسفية يستنكرها الشعب الأفعاني بأكمله من نخبه العلمية والسياسية والتعليمية”.

وأردفت خديجة في تصريحاتها لبرنامج ستديو الآن “التيار المتطرف يتكور ويبدو أنهم يأخذون القرارات بانفرادية بدون الأخذ في الاعتبار برأي الأغلبية أو ما يوده المجتمع”.

الدين لا يمنع تعليم النساء.. فلماذا تمنعه طالبان؟
وفي نفس الإطار قال محمد صفر الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية والمتشددة “بشكل مؤقت من الممكن أن يتبنى المجتمع الدولي هؤلاء الفتيات المتضررات من قرار طالبان اللاتي لم يستكملن تعليمهن، ولكن هذا ليس بحل للمجتمع الأفغاني”.

وأضاف “هذا الحل يعني أن المجتمع الدولي يساعد طالبان في إفراغ أفغانستان من كل كوادرها المؤهلة لخدمة الشعب”.

وأوضح صفر في تصريحاته لبرنامج ستديو الآن “هناك عملية هجرة حدثت لمعظم الكوادر في أفغانستان منذ وصول الجماعة إلى الحكم”.

هذا وقد منع حراس مسلحون مئات الشابات من دخول حرم جامعات أفغانية غداة إعلان القرار، ما يسدد ضربة أخرى لحقوق الإنسان في هذا البلد.

ورغم وعدها بحكم أقل تشددا لدى استيلائها على السلطة العام الماضي، عززت جماعة طالبان القيود على كافة النواحي التي تطال حياة النساء متجاهلة سخطا دوليا.

وشاهد فريق ضم صحفيين من وكالة فرانس برس مجموعات من الطالبات اللواتي تجمعن أمام جامعات في العاصمة كابول، وقد منعهن من الدخول حراس مسلحون وفيما كانت البوابات مغلقة.

وشوهدت العديد منهن، وقد ارتدين الحجاب، واقفات في مجموعات على طرق مؤدية إلى الجامعات.