استحوذت مسألة السمنة وزيادة الوزن، لا سيما خلال فترات الحجر الصحي جراء إنتشار فيروس كورونا في العالم، على مساحة حلقة برنامج نون، الذي تقدمه الإعلامية ديانا فاخوري.

فما هي السبل للتخفيف من آثار هذه الظاهرة في العالم العربي مع إستمرار جائحة كورونا؟ كيف يمكن تفادي الآثار الجانبية للسمنة على نفسية النساء في هذه المرحلة؟ وكيف يمكن مكافحة هذا التهديد الجديد على صحة الأسر؟

“هرمون القلق” يرفع كمية الكورتيزول في الجسم

أخصائية التغذية جنين عوّاد قالت إنّ مشكلة السمنة بدأت حتّى قبل بداية انتشار فيروس كورونا، مشيرةً إلى أنّ زيادة الوزن تزيد من الثقة بالنفس لدى النساء، ويساهم البقاء في المنزل في تدعيم ذلك، وأضافت إنّ “العالم العربي شهد زيادة لافتة في السمنة في هذه الفترة نظراً لطبيعة الشعب العربي، الذي يحب الطعام بشكل عام.فعندما نقرر أن نبدأ بخسارة الوزن، يعني ذلك أنّنا نأخذ القرار الصح، وبالتالي فإنّ النتيجة ستكون أفضل.

وتابعت أنّ “تغيير نمط الحياة ليس فقط خلال النهار، إنما أيضاً خلال الليل، أمر ضروري، فقلة ساعات النوم ونوعية النوم تزيدان من هرمون القلق، وكلّما ارتفعت كمية الكورتيزول يطلب الجسم السكر بكمية أكبر، مشددةً على أنّها كأخصائية تغذية، ليست مع تناول الحبوب التي تمنع الشهية، بل مع الحبوب أو المتممات الغذائية التي ترتكز على الفيتامينات”.

الإرادة تصنع المستحيل

مارينا كيروز، وهي مستشارة أزياء، والتي كانت في فترة سابقة تعاني من البدانة، وجهت رسالة إلى كلّ سيدة تعاني من السمنة، فقالت إنّ هذا الأمر ليس مستحيلاً، فأنا خسرت 25 كيلوغراماً بعدما كنت أعتقد أنّ ذلك أمر صعب، لكن في الواقع كان ذلك يتطلب إرادة وعملية تنظيم للأكل والوقت ونمط الحياة.

وأضافت: “كنت أنظر إلى المرآة وأنظر إلى نفسي، لم أكن أشعر بالراحة، خصوصاً أنّني أعمل في مجال الثياب، فكنت أنزعج من عدم قدرتي على ارتداء الثياب التي أعمل على تنسيقها للأشخاص”.

لا للإحباط

أمّا الإعلامية الأردنية دانا أبو اللبن، فقالت من جهتها، إنّ الظاهرة واقع ماثل أمامنا، وتعزز ذلك خصوصاً في فترة الحظر جراء فيروس كورونا، وقالت إن دور الإعلامي في هذا الإطار مهم جداً، فعلينا تعزيز الصورة الإيجابية لدى المرأة، وتابعت: “نحن على منصات مواقع التواصل الإجتماعي نجد دائماً الصورة المثالية، لكن في الواقع الأمر ليس كذلك، فهناك عوامل كثيرة تدخل على الصورة تجعلها في الشكل الأفضل، من هنا علينا تعزيز صورة إيجابية لدى المرأة، لا يجب أن يكون لدينا وزن زائد نعم، لكن نمط الحياة الصحي هو أهم من النظام الغذائي القاسي”، ودعت المرأة الأردنية إلى أنّ تجعل صورتها مضيئة دائماً، وتكون إيجابية دائماً، فعلينا أن لا نحبط وثمة الكثير بانتظارنا غداً.

للتخلص من ثقافة الربط بين الصحة والطعام

الدكتورة ماروشكا الحاج، وهي أخصائية علم النفس، قالت إنّه في فترة الحجر الصحي، تشير الدراسات إلى أنّنسبة السمنة ازدادت لدى الأشخاص بشكل لافت، فالعزل هذا يساعد في إيجاد مشاعر سلبية ومنها الإحباط وغيره، مشيرةً إلى أنّ الحل هو أنه يجب أن تكون لدى الشخص آليات سليمة للدفاع في مواجهة كلّ المشاكل، وعليه أن يمارس النشاطات والرياضة التي تساعد على تخفيف القلق.

وتابعت: “المجتمع الشرقي والعربي لديه ثقافة الربط بين الصحة والطعام، وعندما وصلنا إلى فترة الضغط النفسي جراء العزل الصحي، راح الشخص يعمل على تقوية مناعته من خلال الطعام”.

الحد من السلوكيات الخاطئة

بدورها الناشطة الكويتية في الحقل الإجتماعي فاطمة الحموي، قالت إنّ منظمة الصحة العالمية تقول إنّ 30 في المئة من الوطن العربي يعاني من السمنة، وغالبيةهذه النسبة كانت في الدول المصدرة للنفط، والكويت كانت بطبيعة الحال في الصدارة، مشيرةً إلى أنّه بشكل عام نسبة السمنة مرتفعة في الكويت، وارتفعت هذه النسبة خلال فترات الحجر الصحي جراء أزمة كورونا.

وأوضحت إن السبب يكمن في كون الكويت معروفة بسياحة المطاعم، وغالبية النشاطات تعتمد على ذلك، لكن دوري كناشطة إجتماعية، أن أعمل على التوعية على الأمر من خلال العمل على الحد من هذه السلوكيات الخاطئة.