البيت الأبيض يؤكد نجاح الضربات الأمريكية في سوريا والعراق

أعلن متحدّث باسم البيت الأبيض الجمعة “نجاح” الضربات التي شنّتها الولايات المتحدة في العراق وسوريا ضدّ مقاتلين موالين لإيران.

وقال المتحدّث إنّ المقاتلات الأمريكيّة المُشاركة في هذه العمليّة التي استهدفت في المجموع 85 هدفا في سبعة مواقع مختلفة (3 في العراق و4 في سوريا)، قد أطلقت “أكثر من 125 ذخيرة دقيقة التوجيه في نحو ثلاثين دقيقة”. وغادرت المُقاتلات الآن المناطق المُستهدفة، وفق الجيش الأمريكي.

وقال مسؤولون أمريكيون، لشبكة CNN، الجمعة، إن الولايات المتحدة بدأت في شن ضربات على أهداف لميليشيات مدعومة من إيران في العراق وسوريا.

وأضاف المسؤولون أن هذه الضربات “بداية لما سيكون على الأرجح سلسلة من الضربات الأمريكية واسعة النطاق على الميليشيات التي نفذت هجمات على القوات الأمريكية في الشرق الأوسط”.

وقال مسؤول دفاعي إن من بين الطائرات المستخدمة في الضربات  قاذفة القنابل B1 لانسر.

وجاءت الضربات الانتقامية ردا على غارة بطائرة بدون طيار شنها مسلحون مدعومون من إيران على موقع عسكري أمريكي في الأردن، الأحد، مما أسفر عن مقتل 3 جنود أمريكيين وإصابة أكثر من 40 آخرين.

بعد استهداف 85 هدفا.. ما هي طبيعية الضربات الأمريكية الانتقامية في سوريا والعراق؟

وتأتي الضربات بعد ساعات فقط من لقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن  مع أفراد عائلات الجنود الثلاثة الذين قتلوا في الأردن.

وقال الرئيس  الأمريكي في بيان إن الرد العسكري الأمريكي “سيستمر في الأوقات والأماكن التي نختارها”، وأضاف: “بناء على توجيهاتي، ضربت القوات العسكرية الأمريكية أهدافًا في منشآت في العراق وسوريا يستخدمها الحرس الثوري الإيراني والميليشيات التابعة له لمهاجمة القوات الأمريكية. ردنا بدأ اليوم وسيستمر في الأوقات والأماكن التي نختارها”.

بعد استهداف 85 هدفا.. ما هي طبيعية الضربات الأمريكية الانتقامية في سوريا والعراق؟

وأكد بايدن أن الولايات المتحدة “لا تريد التصعيد في الشرق الأوسط لكنها سترد على الهجمات على الأمريكيين”، وقال: “الولايات المتحدة لا تسعى إلى الصراع في الشرق الأوسط أو في أي مكان آخر في العالم. لكن فليعلم كل من قد يسعون إلى إلحاق الأذى بنا هذا: إذا قمت بإيذاء أمريكي، فسنرد”.

بعد استهداف 85 هدفا.. ما هي طبيعية الضربات الأمريكية الانتقامية في سوريا والعراق؟

وكذلك قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، في بيان، إن الضربات الأمريكية في العراق وسوريا هي “بداية ردنا”، وأضاف: “نحن لا نسعى إلى صراع في الشرق الأوسط أو في أي مكان آخر، لكن الرئيس وأنا لن نتسامح مع الهجمات على القوات الأمريكية وسنتخذ كل الإجراءات اللازمة للدفاع عن الولايات المتحدة وقواتنا ومصالحنا”.

ما هي طبيعية الضربات الأمريكية الانتقامية في سوريا والعراق؟.. إليك التفاصيل

وأعلن البيت الأبيض أن الضربات، التي استمرت حوالي 30 دقيقة، استهدفت ثلاث منشآت في العراق وأربعة في سوريا.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي: “نعتقد أن الضربات كانت ناجحة”، وأضاف أنه لا يعرف  حاليا عدد المسلحين الذين قتلوا أو جرحوا، وتابع أن الطائرات العسكرية الأمريكية أصبحت الآن في أمان، وأكد أن الأهداف “تم اختيارها بعناية لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين”.

وذكر  كيربي أن الولايات المتحدة أبلغت الحكومة العراقية بخططها في وقت مبكر بشأن الضربات، وقال إنه لم تكن هناك اتصالات – عبر القنوات الخلفية أو غير ذلك – مع إيران في أعقاب الهجوم الذي أودى بحياة 3 جنود  أمريكيين في الأردن نهاية الأسبوع الماضي.

ما هي طبيعية الضربات الأمريكية الانتقامية في سوريا والعراق؟.. إليك التفاصيل

وأشار المسؤولون إلى أن الضربات من المرجح أن تكون أكثر أهمية من الهجمات السابقة على الميليشيات المدعومة من إيران خلال الأسابيع القليلة الماضية، والتي ركزت في المقام الأول على تخزين الأسلحة أو مرافق التدريب، حيث أن الإدارة الأمريكية تريد ردع ووقف المزيد من الهجمات مع تجنب اندلاع صراع واسع النطاق مع إيران في منطقة مضطربة بالفعل بسبب الحرب المستمرة بين إسرائيل وحركة “حماس” في غزة.

وأشارت إدارة بايدن إلى أنه قد يكون هناك إجراءات إضافية في الأيام المقبلة، وقال وزير الدفاع لويد أوستن يوم الخميس إن الرد الأمريكي سيكون “متعدد المستويات”.

وفي سياق متصل، ذكر التلفزيون الرسمي السوري أن عددا من القتلى والجرحى سقطوا في أعقاب الضربات الأمريكية، بالقرب من الحدود السورية العراقية.

ولم يوضح التلفزيون السوري عدد القتلى والجرحى.

فيما أفاد المرصد لسوري لحقوق الإنسان بأنّ “18 مقاتلًا موالين لإيران على الأقلّ قُتلوا” في ضربات جوّية بشرق سوريا، خمسة منهم في دير الزور، بعدما قال الجيش الأمريكي إنّه شنّ ضربات استهدفت الحرس الثوري الإيراني وجماعات مرتبطة بطهران في سوريا والعراق.

وأكدت القيادة المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط (سنتكوم) شنّ غارات جوية في العراق وسوريا ضد فصائل موالية لطهران وقوات لفيلق القدس، الوحدة الموكلة العمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني.

وجاء في بيان سنتكوم أن القوات ضربت أكثر من 85 هدفا في العراق وسوريا بينها مراكز قيادة وتحكّم واستخبارات وكذلك مرافق لتخزين الصواريخ والمسيّرات.

وقالت موقع “فرات بوست”، لشبكة CNN، إن هجوم بطائرة بدون طيار على مشارف مدينة الميادين في شمال شرق سوريا أدى إلى مقتل عدد من أفراد الميليشيات الموالية لإيران، وإصابة عدد آخر.

وأضاف الموقع، نقلا عن أحد المقاتلين، أن “عدد من عناصر الميليشيات الإيرانية قتلوا، وأصيب آخرون، نتيجة قصف طائرة مسيرة استهدف أطراف مدينة الميادين”.

وتابع أن “القوات العسكرية الموالية لإيران أخلت جميع مواقعها في مدن البوكمال والميادين ودير الزور قبل أربعة أيام، واقتصر تواجدها على عدة حراس أفراد”.

ويعمل “فرات بوست” في شمال شرق سوريا.

وفي العراق، استهدفت ضربات ليل الجمعة السبت مواقع فصائل مسلّحة موالية لإيران في غرب العراق، خصوصا منطقة القائم الواقعة عند الحدود مع سوريا، وفق ما أفاد مصدران أمنيان عراقيان وكالة فرانس برس.

وتحدث مسؤول في وزارة الداخلية العراقية فرانس برس طالبا عدم كشف هويته عن “استهداف أحد مقار الفصائل ضمن منطقة القائم”، لافتا إلى أن المستهدف في الضربة هو “مخزن للسلاح الخفيف بحسب معلومات أولية”.

واستهدفت ضربة ثانية مركز قيادة للعمليات تابعا للحشد الشعبي، وهو تحالف فصائل مسلحة باتت منضوية في القوات الرسمية العراقية، في منطقة العكاشات الواقعة إلى الجنوب والقريبة من الحدود.


خريطة توضيحية لمنطقة العكاشات المستهدفة في الضربة الأمريكية الثانية في العراق
وأكد مسؤول في الحشد الشعبي لفرانس برس “وقوع عدد من الإصابات في صفوف الحشد الشعبي إثر قصف أمريكي على أحد المواقع في منطقة عكاشات”.

قال المتحدث العسكري باسم الجيش العراقي اللواء يحيى رسول، عبر منصة “إكس”: “تتعرض مدن القائم والمناطق الحدودية العراقية  إلى ضربات جوية من قبل طائرات الولايات المتحدة الأمريكية، إذ تأتي هذه الضربات في  وقت يسعى فيه العراق جاهدا لضمان استقرار المنطقة”.

وأضاف أن “هذه الضربات تعد خرقا للسيادة العراقية وتقويضا لجهود الحكومة العراقية، وتهديدا يجر العراق والمنطقة إلى ما لايحمد عقباه، ونتائجه ستكون وخيمة على الامن والاستقرار في العراق والمنطقة”.