التقرير الأسبوعي حول مواجهة الإرهاب في شرق آسيا

اعتقلت إندونيسيا 59 إرهابيا يشتبه بأنهم على صلة بتنظيمي القاعدة وداعش ويخططون لمؤامرات تستهدف عرقلة الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها فبراير المقبل.

وقال المتحدث باسم قوة مكافحة الإرهاب الإندونيسية “Densus 88” أسوين سيريجار خلال مؤتمر صحفي في جاكرتا إن وحدة الشرطة، قامت بالاعتقالات في أكتوبر، وصادروا خلال المداهمات مواد دعائية وأسلحة ومواد كيميائية لصنع القنابل.

أبرز عمليات مكافحة الإرهاب في شرق إفريقيا هذا الأسبوع
وحسب البيان فإن 40 مشتبها من أصل الــ 59 ينتمون إلى جماعة “أنصار داعش” “JAD” الموالية لتنظيم داعش، وقال سيريجار إن المعتقلين “خططوا لتقويض العملية الانتخابية أو تعطيلها، معتقدين أن الديمقراطية تتعارض مع عقيدتهم، مما دفعهم إلى محاولة منع الانتخابات”، مضيفاً أن المشتبه بهم كانوا يستهدفون أيضاً مسؤولي الأمن والانتخابات.

وذكر سيريجار إن الـ19 مشتبها الآخرين مرتبطون بـ”الجماعة الإسلامية” “JI” لها صلات بتنظيم القاعدة.

وقد تم إلقاء اللوم على جماعة “أنصار داعش” بسبب سلسلة من التفجيرات الانتحارية في السنوات الأخيرة في إندونيسيا وجنوب الفلبين، كما تورطت الجماعة الإرهابية في تفجيرات بالي عام 2002 وتفجير فندق ماريوت جاكرتا عام 2003.

وفي ماليزيا، ستنشر القيادة الأمنية لشرق صباح (إسكوم) في ولاية صباح بورنيو أحدث قائمة بالأشخاص المطلوبين، والتي تتكون من 13 فردًا يعتقد أنهم مرتبطون بأنشطة جهادية، حسبما قال قائدها فيكتور سانجوس.

ورفض سانجوس التعليق على موعد إصدار القائمة، وقال إن الدراسة جارية وأن كلاً من وحدة الاستخبارات في مقر الشرطة الوطنية، وإسكوم يلعبان دورًا في مراقبة تحركات المدرجين في القائمة.

وأعرب عن اعتقاده أن معظم الأفراد المقرر إدراجهم في القائمة موجودون الآن خارج صباح، وأضاف أنهم يريدون “التأكد من عدم عبور أي شخص من المدرجين في القائمة الحدود إلى منطقة صباح الشرقية، وإذا لم نتخذ إجراءً سريعًا، فقد يهددون الأمن والنظام في المنطقة”.

وأضاف سانجوس أنه “تم اعتقال أفراد من المدرجين على قائمة المطلوبين الحالية، إما من قبلنا أو من قبل قوات الأمن في الفلبين”.

إندونيسيا تعتقل 59 إرهابيا يشتبه بأنهم على صلة بتنظيمي "القاعدة" و"داعش"
وفي 27 يناير من العام الماضي، أصدرت إسكوم قائمة تضم 20 مواطنًا أجنبيًا مطلوبين لارتكابهم جرائم عبر الحدود، بما في ذلك الاختطاف للحصول على فدية والإرهاب.

وأحد هؤلاء، القائد الفرعي لجماعة “أبو سياف” والخبير في صناعة القنابل مودزريمار سوادجان، وهو يتمتع بسمعة سيئة بشكل خاص، ولا يزال طليقاً، وقد شوهد لآخر مرة في مقاطعة باسيلان في جنوب الفلبين.

وتعليقًا على ذلك، قال سانجوس إن إسكوم نجحت أيضًا في اعتقال 5 متشددين مشتبه بهم في عدة عمليات في منطقة صباح هذا العام.

وقال إنه تم القبض على جميع المشتبه بهم وفقا لقانون البلاد، دون الكشف عن مزيد من المعلومات المتعلقة بالاعتقال لأن القضية لا تزال قيد التحقيق وجمع المعلومات الاستخبارية من قبل السلطات.

وذكر سانجوس أيضا أن الأمن في شرق صباح، التي كانت مياهها معقلا للاختطاف للحصول على فدية من قبل جماعات الجريمة العابرة للحدود من جنوب الفلبين بما في ذلك جماعة “أبو سياف”، أصبح أفضل.

ووفقا له، فإن الخطوة الأخيرة لإعادة صياغة حظر التجول من غروب الشمس إلى الشروق في مياه صباح الشرقية وتقليص المناطق الخاضعة للأمر تظهر أن مستوى الأمن يزداد قوة.

وأضاف سانجوس إن هذه الخطوة مهمة لتعزيز الثقة، خاصة بين المجتمع البحري والسياح والمستثمرين، بأن “شرق صباح”، المعروفة رسميا باسم “المنطقة الآمنة شرق صباح” أو Esszone، آمنة للقيام بأي نشاط.

ومنذ تطبيق حظر التجوال في يوليو 2014، كان له أثر إيجابي في ضمان الأمن، خاصة لمجتمع المنطقة، بحسب قوله.

وأضاف سانجوس “أعتقد أيضًا أن وسائل الإعلام يمكن أن تلعب دورًا في خلق الثقة لدى المستثمرين بأن منطقة شرق صباح آمنة، فالمنطقة غنية بالكنوز الطبيعية.

وقال سانجوس إنه “إذا عاد السائحون بأعداد كبيرة إليها، فسوف يجلبون بالطبع الكثير من الاستثمارات”، وأكمل أن “حكومة صباح تريد تحويل الساحل الشرقي إلى منطقة استثمارية، خاصة في زيت النخيل. وأعتقد أن هذه الخطوة ستؤدي إلى تآكل التصورات السلبية خاصة في الدول الأجنبية. ومن المأمول أن تقوم الدول الأجنبية أيضًا بإزالة Esszone من قوائمها للمناطق غير الآمنة”.


وبدأ حظر التجول في منطقة “شرق صباح” بعد توغل مسلحين من سولو بجنوب الفلبين فيها عام 2013، للمطالبة بأحقيتهم الإقليمية التاريخية على جزء من صباح، ثم تحول الأمر إلى صراع دموي.

وقُتل مئات المسلحين و10 من أفراد قوات الأمن الماليزية في الاشتباكات التي تلت ذلك قبل القبض على المتسللين المسلحين المتبقين أو طردهم، وقال أحد خبراء التطرف في إندونيسيا، إن أكثر من نصف الشباب في البلاد ليسوا قوميين ويواجهون خطر التطرف بسبب العقيدة المتطرفة العنيفة.

وقالت أولتا ليفينيا نابابان، مؤسسة حركة جيل الألفية للدفاع والأمن (مابان)، وهي حركة شبابية، إن مشكلة الشباب الإندونيسي في هذه اللحظة هي أن 65% منهم ليسوا قوميين ولا يرون أن فلسفة الدولة الإندونيسية مهمة، حيث تقوم ايديولوجية الدولة الإندونيسية على 5 مبادئ تأسيسية تعرف بـ”بانكاسيلا” وتعترف خصوصا بالمساواة بين الديانات الست المعترف بها في هذا البلد المسلم الذي يعد الأكثر اكتظاظا بالسكان في العالم.

وقالت نابابان لأخبار الآن إن “هذا يمكن أن يصبح ضوءاً أخضر لتسسل عقيدة شبيهة بداعش إلى الشباب”، وأضافت أنها تعتقد “أن المحاولة الاستباقية الأكثر فعالية لمواجهة التطرف في إندونيسيا هي من خلال غرس مبادئ الـ”بانكاسيلا” في الشباب منذ مرحلة مبكرة من الطفولة، بحيث لا يتم تحفيز الشباب بسهولة من خلال الكثير من دعاية الجماعات أمثال “داعش” و”الجماعة الإسلامية”.”