ما طبيعة الصراع بين قيادات جماعة الشباب في الصومال؟

أكدت مصادر استخباراتية أن جماعة الشباب تواجه واحدة من أصعب اللحظات في تاريخها، وذلك في أعقاب الخلاف بين اثنين من كبار قادتها، اللذين كانا يوجهان الحركة على مدى السنوات السبع الماضية، بعد وفاة أحمد غودان القائد السابق.

قتل جودان في عام 2015 بعد غارة جوية للقيادة الأمريكية في أفريقيا في الصومال استهدفت مخبئه. ومنذ ذلك الحين، أصبح أحمد ديري، الملقب بأبو عبيدة، مسؤولاً عن الجماعة، لكن قبضته تضاءلت إلى حد كبير بسبب خلافات مع كبير مراقبيه الماليين، مهاد كاراتي.

لماذا تواجه جماعة الشباب في الصومال أصعب اللحظات في تاريخها؟

 

وأكدت مصادر متعددة أن الانقسامات أثارت مواجهة مسلحة كثيفة بين فصيلي كاراتي وديري في بلدة جيليب ومنطقة هرجيسا – ياري. في جوبا الوسطى، على بعد حوالي 400 كيلومتر جنوب مقديشو.

أحد الأسباب وراء التداعيات هو الشؤون المالية للمجموعة التي يتولى مهاد كاراتي المسؤولية عنها.

ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة، تحصل جماعة الشباب على ما يصل إلى 120 مليون دولار سنويا من خلال الابتزاز، منها 24 مليون دولار تذهب لشراء الأسلحة.

وجاء في بيان وزارة الدفاع الصومالية أن “سجن مقاتلي كاراتي أعقبه فوضى”، مضيفًا أن التنافس بين الجماعات يدفع القوات الموالية للحكومة الصومالية إلى هزيمة الإرهابيين.

لماذا تواجه جماعة الشباب في الصومال أصعب اللحظات في تاريخها؟

وأضاف: “يمكن أن يكون ذلك بمثابة دفعة كبيرة لجيشنا من خلال تحييد مسلحي جماعة الشباب في الحملة المستمرة”.

كما يقال إن تدهور صحة أحمد ديري هو الدافع الرئيسي لمهاد كاراتي، الذي يحرص على تولي منصب أمير الجماعة.

وبحسب المصادر، يُعتقد أن ديري يعاني من أمراض مزمنة ومن غير المرجح أن يتعافى.

وتشن قوات الحكومة الصومالية بالتعاون مع جماعات محلية وقوات حفظ السلام التي تعمل تحت رعاية بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال بالتعاون مع شركاء دوليين آخرين حملات عسكرية ضد جماعة الشباب.

وتركز المرحلة الأولى من العمليات على ولايتي هيرشابيل وجالمودوغ في وسط الصومال. وسيتم إجراء المرحلة التالية التي تحمل اسم المرحلة الثانية في ولايتي جوبالاند الجنوبية والجنوب الغربي، حسبما ذكرت صحيفة إيست أفريكان.

ويواجه مسلحو جماعة الشباب هجوماً من جميع الخطوط الأمامية، وقد انشق عدد كبير منهم منذ ذلك الحين عن الجماعة، كما أن الثروات المالية المتضائلة للجماعة أصبحت وشيكة بعد أن اختارت الحكومة الصومالية أيضًا استهداف مصادر حصولها على الأموال.