صفاء صالح
الحرب ليست مع جماعة الشباب فقط
في ظل تطورات الأوضاع في الصومال والحملة العسكرية والشعبية التي تقودها الحكومة للقضاء على جماعة الشباب الإرهابية وتطهير منطقة القرن الإفريقي بالكامل منها، أعلن الجيش الصومالي مؤخراً سيطرته على مدينة “عيل بور” الاستراتيجية، معقل جماعة الشباب الرئيسي في الأقاليم الوسطى، وهو الأمر الذي من شأنه شل نشاط الشباب وسط البلاد.
وفي هذا السياق، وضمن إطار رحلة صحفية قامت بها “أخبار الآن” إلى الصومال، أجرينا لقاءً مع وزير الإعلام الصومالي “داود أويس جامع”، والذي تحدث عن الكثير من الجهود الحالية لدحر الجماعة المرتبطة بتنظيم القاعدة وعن خفايا الجماعة الأكثر تطرفا في أفريقيا.
وإلى نص الحوار:
حدثنا عن جماعة الشباب وكيف استطاعت الانتشار في مفاصل الدولة الصومالية، وما هو سر قوتها؟
هذه جماعة إرهابية تشكلت منذ نحو 15 عامًا، وانتشرت في جميع أنحاء البلاد، في محاولة لجذب الأشخاص الذين لديهم فهم خاطئ و أيديولوجية خاطئة عن الإسلام، مستغلين هشاشة الأوضاع في الصومال آنذاك، كما أنهم كانوا يستغلون تشرزم الجماعات السياسية الصومالية، لذا فهذه إحدى المساهمات التي قدموا أنفسهم بها للنهوض في العديد من المجالات بهذا التصور الخاطئ عن الدين الإسلامي، كما استغلوا الفراغ الذي كان موجودًا في أجزاء كثيرة من الصومال بسبب الحرب الأهلية التي أثرت على البلاد خلال العقود الثلاثة الماضية، وهكذا نشأت جماعة الشباب الصومالية.
وأيضا انتشرت الجماعة في جميع أنحاء البلاد مستغلين، كما قلت، ما لا يقل عن ثمانية انقسامات سياسية في البلاد، على سبيل المثال، في السنوات الخمس الماضية، لم يكن هناك أي هجوم أو عمليات كبيرة ضد جماعة الشباب، شنتها الحكومة السابقة ضد الإرهاب، وهذا ما أعطى أيضًا الجماعةبعض القوة، كما أنهم يتمتعون بالقوة العائدة لجمعهم الكثير من الأموال من الشعب، وهو ما يزيدهم قدرة على شراء الأسلحة.
كما تعزز جماعة الشباب قدراتها في أجزاء أخرى كثيرة من البلاد، وقد استفادوا كثيرا من هذه الأوضاع، وعلى مدار السنوات الخمس الماضية، استغلوا هذه الفرصة وظنوا أنهم قادرين على التنامي والتمدد، ولكن عندما وصلت الحكومة الحالية للحكم ، بقيادة الرئيس حسن شيخ محمود إلى السلطة، غيرت هذا المسار إلى حرب شاملة ضد جماعة الشباب للتأكيد على أن الاستقرار في الصومال لا يمكن أن يتحقق حتى تتم هزيمتهم.
كما يُنظر إلى جماعة الشباب على أنها عائق أمام بناء وتنمية الدولة، لذلك قررت الحكومة أن هزيمتهم يجب أن تكون على رأس أولويات جدول أعمالها، للتأكد من ازدهار الصومال، لذا فلكي يكون للصومال حكومة مستقرة، وتتمتع بسياسة مستقرة، يجب القضاء على جماعة الشباب أولا.
وينبغي ألا يتم القضاء على الجماعة في الصومال فحسب، بل يجب أن يكون العمل ضدها في البلدان الإقليمية المجاورة للتأكد من أنها لا تعيد تنظيم صفوفها في أي مكان آخر على هذه الأرض، أو في هذه المنطقة، لهذا السبب قمنا أيضًا بالتنسيق مع عدة دول لصنع خطة المواجهة لتكون جزءًا من هذه العمليات ضد”الشباب”، أو على الأقل لتوخي الحذر، لأنه من المتوقع عند هزيمتها في الصومال، أن تعبر الحدود إلى البلدان المجاورة، وسيكون ذلك تهديدًا آخر جديد للمنطقة، ومن هنا علينا أن نتأكد من القضاء عليها في الصومال، والقضاء عليها في إفريقيا بأكملها حتى يصبح القرن الإفريقي منطقة مستقرة.
هل لك أن تشرح لنا الوضع على الأرض الآن؟ ما هي الأراضي التي تسيطر عليها الشباب وكم من المعارك التي انتصرت بها أو خسرت بها؟
دعيني أوضحها بهذه الطريقة.. ترتكز الحرب ضد جماعة الشباب التي أعلنتها الحكومة العام الماضي إلى ثلاثة محاور رئيسية. المحور الرئيسي هو المكون العسكري: و المحور الثاني هو المكون المالي، والثالث هو الأيديولوجيا، علاوة على ذلك، فالحرب مقسمة أيضًا إلى قسمين:
ما يحدث الآن في وسط الصومال، الحرب الدائرة هناك، كان هذا هو العمود الفقري للقتال ضد جماعة الشباب، حيث أن القوات المدنية الشعبية تدعم القوات الوطنية الصومالية للتأكد من أنها تحقق نصرًا تامًا ضد الجماعة في المنطقة الوسطى، لذا فإن الرئيس يتابع حاليا الأوضاع في الصومال ووسط الصومال لضمان انتهاء المرحلة الأولى من الحرب ضد جماعة الشباب، و الفكرة الأساسية هي القضاء على بقايا الجماعة الذين لا يزالون في الجيوب الصغيرة في تلك المناطق خاصة في أقاليم شبيلي الوسطى وجالمودج
لقد كنا نتابع، الأخبار في الأسابيع القليلة الماضية حيث تمكنت القوات الوطنية الصومالية، بدعم من السكان المحليين، من السيطرة على المزيد من المدن واستعادة المزيد من المناطق من يد جماعة الشباب، وهذا انتصار مهم للغاية للحكومة، وما نتوقعه الآن هو التأكد من أن المرحلة الأولى من الحرب ستنتهي قريبًا جدًا، وسيتم نشر المرحلة الثانية، والعمل على تحرير مناطق أخرى مثل جنوب غرب الصومال.
نريد أن نركز على المرحلة الثانية في وسط الصومال، كما قلت، هناك بقايا من الجماعة تلك التي نسعى خلفها للتأكد من القضاء عليها في “جوبا لاند” والجنوب الغربي. وهذه البقايا مهمة للغاية، وستكون هذه هي المرحلة الثانية، وخاصة جوبا لاند، وبعض المناطق الأخرى حيث أماكن تواجد القيادة المركزية للشباب أو حيث يوجد مقرها الرئيسي في مكان يسمى “جوهر” في الجنوب الغربي، وهذا مهم جدًا أيضًا حيث أن منطقة “شبيلي السفلى” كانت قريبة جدًا من العاصمة مقديشو.
خريطة توضح حدود منطقة جوهر
وهي المكان الذي تتخذه الجماعة دائمًا كمركز لشن الهجمات ضد مقديشو، ولكن منذ أن بدأت الحرب ضدهم العام الماضي، تأكدت الحكومة والمدنيون من أنهم أوقفوا وأزالوا جميع عناصر جماعة الشباب بموجب القانون، وخاصة أولئك الذين كانوا يقومون بصنع المتفجرات التي كانت تُنقل إلى مقديشو موجهة ضد الشعب لإحداث الفوضى، لذا فإن هاتين المنطقتين، جنوب غرب الصومال وجوبا لاند، مهمتان للغاية لأن هذه ستكون المرحلة الثانية.
وفي المرحلة الثانية نريد التأكد من عدم وجود جماعة الشباب في هذا البلد، ثم نحقق هدفنا المتمثل في تحرير الصومال من الإرهاب بحلول نهاية هذا العام والطريقة التي يجري بها القتال الآن هي أن المدنيين يشاركون أيضًا وقد أدى ذلك أيضًا إلى رفع معنويات القوات الوطنية الصومالية لأنها ترى السكان المحليين جزءًا من هذه المعركة.
ويدعم السكان المحليون ذلك لأنهم يعرفون أن هذا هو الهدف، يدركون أن مصيرهم ومستقبلهم مرتبط بتحرير تلك المناطق، لكي تحصل الصومال على الرخاء، ولكي تحصل تلك المناطق على الخدمات الأساسية والتنمية وغيرها من أوجه التقدم، يجب عليهم التأكد من عدم وجود أي عناصر من جماعة الشباب المتبقية في تلك المناطق، نريد أن نتأكد من أن لدينا بلدًا مسالمًا حيث يمكن للصوماليين العمل بسهولة ويسر، ويمكننا جلب المستثمرين لتطوير واستغلال ما لدينا من موارد، إذن هذه هي الطريقة التي تبدو بها الحرب حتى الآن، وبعد الانتهاء من المرحلة الأولى، سنذهب إلى المرحلة الثانية، والتي ستكون مهمة للغاية لأن هذا هو المكان الذي نهدف فيه إلى التأكد من أن مقرات جماعة الشباب يتم القضاء عليها من قبل الحكومة، وجميع المناطق المتبقية في ولاية الجنوب الغربي وولاية جوبا لاند هي أيضًا في أيدي الحكومة، هذا ما نتوقعه.
ما هي تركيبة جماعة الشباب، وتدرج القيادة بها؟ومع أي منظمات أخرى تتعامل وتتعاون؟
شكرًا جزيلاً لك على هذا السؤال، عندما يتعلق الأمر بقيادة جماعة الشباب، فهذه مجموعة إرهابية لا يمكن نشرها الأسماء علنًا، إنهم يعيشون دائمًا في المخابئ، وعندما نعود إلى تاريخهم، وخاصة من منظور القيادة، كان لدينا إرهابي يدعى أحمد عيرو، الذي قُتل ثم تبعه زعيم آخر يسمى أحمد عبدي غوداني، والذي تم تعقبه وتصفيته أيضًا، والآخرين الذين يشغلون القيادة الآن في فئات مختلفة وإدارات مختلفة، وهم مختبئون، لذا فهم ليسوا قادة يمكن إعلانهم للناس ليظهروا.
لكن ما نعرفه هو أن هناك إرهابيًا يدعى أحمد ديري، يدّعي أنه زعيم الجماعة، ويرافقه قادة أخرون يعملون معه.
وكما قولت إنهم جماعة إرهابية، لا يعيشون في مكان محدد لأنهم يختبئون، حتى بعض المسلحين لا يستطيعون إدراك أين قادتهم، أو لا يعرفون أين يعيش قادتهم، لأنهم يتعاملون مع ذلك الأمر بشكل منفصل وسري للغاية.
لكنني أعتقد، صدقوني، أنه بما أن الحكومة تتعقبهم أو تتعقب جماعة الشباب بأكملها، فسوف نكشفهم، وكان هناك الكثير من الهجمات ضد قيادتهم وغيرهم من المسلحين، ونجحنا في قتل عدد منهم، لذلك سيكونون أيضًا من بين أولئك الذين سيتم القبض عليهم أو قتلهم في العمليات، لذلك فإنه أثناء حديثنا الآن هذه المجموعة تتصل أيضا بتنظيم القاعدة، وهي تنقل أفكار التنظيم إلى الصومال.
الدين الإسلامي، هو الدين الرسمي في الصومال، أما بالنسبة لجماعة الشباب، فإنهم يحولون الدين إلى دين العنف، ويقتلون الناس، ويبررون أن هذا هو ما يقوله الدين، ولكن في مقديشو مؤخرًا، كان هناك اجتماع لعلماء الدين الذين يناقشون ماهية هذه الجماعة وما تفعله بالناس، نستطيع استنتاج أن هذه جماعة لا علاقة لها بالإسلام، فأفعالهم وسلوكياتهم غير مرتبطبة ولا تمت بصلة للإسلام.
وبالتالي فبات من الواجب على كل صومالي التأكد من أننا نحارب هذه الجماعة الإرهابية،وأن نعمل على اجتثثاها من البلاد، حتى نتمكن من استعادة ديننا السلمي، وتعايشنا فيما بين العشائر الصومالية، وكذلك المجتمعات الحديثة التي تعيش معًا دون أي مشكلة.
وعندما يتعلق الأمر بالدعم الذي تحصل عليه الحكومة الصومالية، فمن الواضح جدًا أن الصومال تخوض هذه الحرب، وهي ليست حرب جماعة الشباب فقط.
كما قلت، إنها مرتبطة بتنظيم القاعدة ولا تشكل تهديدًا للصومال فقط، بل تشكل تهديدًا للدول المجاورة مثل كينيا وجيبوتي وإثيوبيا.
خريطة توضح الدول المجاورة للصومال
ولهذا السبب، اجتمع الرئيس في وقت سابق من هذا العام في مقديشو مع عدد من قادة المنطقة، فرئيس وزراء إثيوبيا، كان هنا، وكان رئيس كينيا هنا، وكذلك رئيس جيبوتي، وناقشوا كيفية التعاون في الحرب ضد جماعة الشباب، لأننا إذا قضينا عليهم في الصومال، فسوف يعبرون بالتأكيد الحدود إلى هذه الدول ويتسببون في الفوضى بها.
وبعد هذه الفوضى، يعني ذلك أنهم قد يعودون إلى الصومال لخلق المزيد من المشاكل، لذلك سيؤثر ذلك على المنطقة بأكملها، لهذا السبب ندرك أن هناك حاجة لأن تعمل الدول الإقليمية معًا للتأكد من القضاء عليها معًا، ولا ينبغي أن تكون هذه المهمة قاصرة على بلد واحد، لهذا السبب كنت أقول إن لدينا أيضًا شركاء إقليميين معنا في هذه الحرب.
بعد مقتل أيمن الظواهري.. هل رصدتم أي دور لإيران خاصة وأن سيف العدل الزعيم المتوقع للقاعدة يعيش هناك؟
اتفقنا أن جماعة الشباب مرتبطة بالقاعدة، ونعتبرها جزءًا من الإرهاب الدولي الذي يسبب الفوضى في بلدنا، لذا فإن الأولوية الأولى لدينا في هذا البلد الآن هي التأكد من القضاء على هذا الخطر الذي يسبب الفوضى ليس فقط للبلد، ويمكن أن يسبب الفوضى في المنطقة ويمكن أن يسبب أيضًا الكثير من المشاكل في الأمن العالمي.
لذا فإن هدفنا هو التأكد من أننا نحقق فوزًا تامًا على جماعة الشباب، ومنذ أن أصبح هناك قائد جديد للقاعدة. بالتأكيد سيظلون على تواصل معه، لأنه إذا قُتل القائد السابق، فمن المؤكد أن القائد الجديد سيتواصل مع الجماعات التابعة له في جميع أنحاء العالم، لذلك نفترض أنه لا تزال هناك علاقة قائمة بينهما، لكن هذا ما لا نهتم به، ما يهمنا هو التأكد من القضاء على هذه المجموعة، التي ترتبط بالقاعدة في الصومال.
مهاد كراتي العقل المدبر لأكثر العمليات الدموية سواء في الصومال أو كينيا ما هي معلوماتكم عنه؟ وهل سيتولي قيادة جماعة الشباب أم سيقوم بتأسيس جماعة جديدة؟
إنه أحد إرهابيي الجماعة، أنا أعرفه جيدا، إنه واحد من رجال العصابات الذين يتسببون في الفوضى وسفك دماء الناس، وكما تعلمون، يجري البحث عنه من قبل السلطات الصومالية، وهو يعلم هذا وبالتأكيد لهذا السبب فإنه لا يستطيع الخروج بسهولة، لذلك نعتقد أنه مختبئ وأنه من بين كبار المسؤولين الذين نتعقبهم، نحن نحاول العثور عليهم أينما كانوا ومع استمرار العمليات، نعتقد أننا قد نصل إلى مكان اختبائه.
ولكن كما أخبرتك سابقًا أن هناك الكثير من القادة في جماعة الشباب الذين يعيشون هذا النوع من الحياة سواء من الاختباء أو من الوقوع في الأسر أو القتل، سواء القتل داخل الصومال أو خارجه. لأنهم تسببوا في الكثير من المشاكل في الصومال وخارجها، وأعتقد أنه ليس فقط في الصومال يتم البحث عنه، بل خارج الصومال أيضا لذا فهو أحد الأشخاص الذين تتعقبهم الحكومة للتأكد من تقديمهم للعدالة أو قتلهم أثناء المعارك أو القبض عليهم لمواجهة العدالة، وأعتقد أننا لا نستطيع الكشف عن أي معلومات عنه، فهذه مشكلة أمنية للصومال، ولا يمكننا مشاركة أي معلومات حول مكان وجوده أو أين تتقدم عملياتنا والتقدم الذي نحرزه في مطاردته، ربما عندما نصل إلى نتيجة يمكننا من خلالها مشاركة المعلومات،حتما ستأتي تلك اللحظة.
ما هي مصادر تمويل جماعة الشباب؟
أعتقد أنه عندما نتحدث عن تمويل جماعة الشباب، فإننا نتحدث عن الماضي، لأنه عندما وصلت الحكومة الجديدة إلى السلطة العام الماضي، كانت إحدى الخطوات التي اتخذناها هي التأكد من أن القتال ضد جماعة الشباب لا يقتصر فقط على العمليات العسكرية، كان الجانب المالي أيضًا جزءًا من تلك المعركة التي نتحدث عنها.
وأعتقد أننا قوضنا جماعة الشباب أو أضعفنا قوتها الاقتصادية بنسبة من 70% إلى 80٪ من قوتها المالية خلال هذه العمليات، نحن نؤكد على ذلك، لقد تعاوننا مع جميع المؤسسات المالية، و مع جميع من كان من المفترض بهم أن يكونوا جزءًا من هذا القتال، للتأكد من أننا استطعنا إيقاف استخدامهم للأموال التي يجنونها من الناس، تلك الأموال التي نعرف أنها كانت تستخدم لشراء الأسلحة لخلق صراع بين العشائر، ولافتعال المزيد من الفتنة بين الشعب.
لذلك تم إغلاق جميع هذه القنوات المالية، وحتى نقاط التفتيش التي استخدموها لابتزاز الأموال من الناس، وخاصة المركبات التي تعمل أو تقوم بالنقل، يستخدمون نقاط التفتيش لجمع الأموال من تلك المركبات، وكانت هناك هجمات ضد نقاط التفتيش هذه من قبل القوات الحكومية الصومالية والشركاء الدوليين، ونجحنا في إخراجهم منها جميعًا.
لذا فإن معظم المنافذ المالية لجماعة الشباب أغلقت قدر الإمكان، حتى الميناء، كانوا يحصلون المال من الميناء، هذا لم يعد موجودًا، وإذا كنا نتحدث عن القوة المالية لجماعة الشباب، فإننا نتحدث عن السنوات الماضية وخاصة السنوات الخمس الماضية، نعم، فقد كانت لديهم قوة جمع الأموال من كل ركن من أركان الصومال، حتى هنا في مقديشو، لكن لحسن الحظ نجحنا في إغلاق جميع هذه القنوات. وأثناء حوارنا هذا الآن، فإنهم يعانون ماليًا، وقد ساهم ذلك في هزيمتهم في ساحات المعركة لأنهم لا يملكون الموارد التي يستخدمونها لتمويل الحرب، لذلك أعتقد أنه مع استمرارنا، سيكون هذا تاريخًا للحديث عن القوة المالية لجماعة الشباب، وأستطيع أن أقول لكم الآن، أن 80٪ من قوتهم المالية لم يعد لها وجود.
يظن البعض أن هزيمة جماعة الشباب ستكون في صالح تنظيم داعش الإرهابي في الصومال وكينيا..فما هو تعقيبك على هذا الرأي؟
ينصب التركيز الآن على جماعة الشباب، لكن هذا لا يعني أننا نستهدف مجموعة إرهابية واحدة فقط دون الأخرى، كل مجموعة متطرفة تسعى لزعزعة الاستقرار في الصومال والمنطقة بأكملها هي أيضًا عدونا، لذلك لن نقتصر على محاربة جماعة الشباب فقط، هناك بعض الحالات التي قمنا فيها باعتقال عدد من أعضاء داعش، وتم تقديمهم إلى العدالة، البعض منهم في السجون، بينما قُتل بعضهم أثناء المعارك، لذلك لن يقتصر هدفنا على الشباب فقط، نحن نعمل مع دول المنطقة للتأكد من القضاء على الإرهاب في المنقطة برمتها، ونسعى لقرن مستقر لأفريقيا يعيش الرخاء، والتعاون، والتنمية.
نعم، سنتشارك الكثير من المعلومات في قطاع الأمن، وهدفنا النهائي هو التأكد من أن لدينا قرنًا أفريقيًا مستقرًا يساهم في الرخاء والتنمية ويتقاسم التنمية مع مناطق أخرى من العالم.
ماذا يحتاج الصومال لتحقيق الانتصار على جماعة الشباب ومنع انتشارها في الدول المجاورة؟
لقد شرحت الخطوات التي اتخذناها للتأكد من أننا نهزم جماعة الشباب في ساحات القتال، لدينا ثلاث محاور على جدول الأعمال، عن محاربة الشباب. أولا الجيش، الذي يصنع قصصًا ناجحة جدًا. والثاني هو إيقاف الدعم المالي، والثالث الحرب الأيديولوجية.
لن يكون لإزالة الجماعة من الصومال فقط أثرا كافيا لأمن الصومال أو لخير المنطقة أو لأمن العالم، نحن نعيش في عصر العولمة الآن، نحن بحاجة إلى جيراننا أيضًا للعيش في استقرار ومشاركة الانسجام والعلاقات الجيدة معهم.
ولكي نحقق ذلك، عقدنا قمة في مقديشو لمناقشة أمن المنطقة، وليس أمن الصومال فقط، فقضايانا مرتبطة ببعضها البعض، نحن مرتبطون مع جيراننا، لدينا عدو مشترك، وهو جماعة الشباب، إذا نجحت الجماعة في الذهاب إلى مناطق أخرى أو إلى بلدان أخرى في هذه المنطقة، فإننا لا نزال في ورطة، إذا كان الصوماليون هم من يحترقون وحدهم فالمنطقة في ورطة، وإذا كانت المنطقة هي من تحترق، فإن الصومال في ورطة والمنطقة نفسها ستكون في ورطة، لذا لنأخذ ذلك بعين الاعتبار.
خريطة توضح حدود العاصمة الصومالية مقديشو
إذن ما هي مسؤولية كل طرف؟، لقد قررنا أننا بحاجة إلى التأكد من القضاء على جماعة الشباب في الصومال والمنطقة بأكملها من أفريقيا، وخاصة كينيا وإثيوبيا وأوغندا، وهي أمثلة حية على أنها تسببت أيضًا في الفوضى في هذه البلدان، لقد نفذوا هجمات في كينيا، لقد نفذوا هجمات في إثيوبيا، كما أنهم يحاولون تنفيذ هجمات في جيبوتي.
لذا فإن جميع هذه الدول تدرك التهديد الذي تشكله هذه المجموعة الإرهابية، وبالنسبة لنا، فإن خطواتنا الأولى هي التأكد من أننا نستطيع القضاء على “الشباب” داخل الصومال، كما نعطي دورًا للدول المجاورة لتلعبه، للتأكد من أننا لم نعد نواجه هذا التهديد في هذه المنطقة، لأنه سيعيق تقدمنا، سيزيد ذلك من الضعف لتقويض أجنداتنا الوطنية الأخرى،
على سبيل المثال، كان الصومال في حرب أهلية لفترة طويلة جدًا، والآن نريد إعادة بناء هذا الوطن، لا يمكنك إعادة بناء هذا البلد دون الاستقرار، والعقبة أمام الاستقرار هي جماعة الشباب، لذلك عندما نزيلها، نعلم أن المصالحة الوطنية ستتبعها، نحن نعلم أن الاستقرار السياسي سيأتي نحن نعلم أن البلاد ستكون نظامًا ديمقراطيًا بالكامل يعمل في كل مكان لأننا نريد الآن إجراء انتخابات لكيان واحد وصوت واحد في الانتخابات المقبلة، لذلك إذا لم يكن لديك الاستقرار، فلا يمكنك إجراء مثل هذا النوع من الانتخابات في البلاد، وما نقوم به الآن هو تمهيد الطريق لمستقبل أفضل من أساس أفضل للصومال، من أجل المستقبل، لهذا السبب نعتقد أن هذه هي مسؤولية كل صومالي، بل إن هذه المسؤولية تقع على عاتق الجميع في هذه المنطقة، وكذلك المسؤولية المشتركة في حماية أرواح مواطني الدول الأفريقية، بما في ذلك الصومال.
