في مجلة أمة واحدة.. القاعدة يُحرض على إستراتيجية ردع للغرب

  • المجلة تضمنت هجومًا على الدول الخليجية بأسلوب يتماهى مع وكلاء إيران  
  • تنظيم القاعدة يعمل على الترويج لنموذج “طالبان الموحدة” في الوقت الذي تتزايد الخلافات في الحركة
  • مجلة تنظيم القاعدة تٌشيد بطالبان ونصرة الإسلام والمسلمين وتهاجم داعش

نشر تنظيم القاعدة عددًا جديدًا من مجلته شبه الدورية “أمة واحدة” بعد 7 أشهر من إصدار العدد السابق للمجلة أواخر يوليو/ تموز من العام الماضي، ودعا التنظيم من خلال المجلة إلى إطلاق ما سماه بـ”إستراتيجية الردع في الدول الغربية” وتنفيذ هجمات داخل تلك الدول وخصوصًا في السويد، بعد إقدام السياسي اليمني راسموس بالودان، زعيم حزب Stram Kurs اليميني المتشدد الدنماركي على إحراق المصحف، كما هاجم التنظيم الدول الخليجية على خلفية إقامة كأس العالم بقطر، وتنظيم موسم الرياض الترفيهي 2022.

ترويج لطالبان وهجوم على داعش.. مجلة القاعدة تتجنب أي إشارة للظواهري في أحدث إصدارتها

العدد الجديد يتجاهل أيمن الظواهري

ولم يتضمن العدد الجديد من المجلة أي إشارة لـ “أيمن الظواهري“، أمير تنظيم القاعدة (المقتول)، وذلك للمرة الأولى منذ نشر العدد الخامس للمجلة في أبريل/ نيسان 2021.

وحتى الآن، تجنب تنظيم القاعدة الكشف عن مصير أيمن الظواهري، الذي أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن مقتله في غارة أمريكية على منزل أقام به في العاصمة الأفغانية كابل في أغسطس/ آب 2022.

إلى ذلك، حرضت مجلة أمة واحدة في افتتاحيتها على شن هجمات إرهابية داخل السويد وغيرها من الدول الغربية في أعقاب قيام زعيم حزب Stram Kurs اليميني المتشدد الدنماركي راسموس بالودان بحرق المصحف، في يناير/ كانون الثاني الماضي، بالسويد.

 

ونشرت المجلة تصميمًا جرافيكيًا يدعو لاغتيال “بالودان” تضمن صورته مهشمة برصاصة مع مقتطف من كلمة زعيم القاعدة الأسبق أسامة بن لادن، نشرتها مؤسسة السحاب في مارس/ آذار 2008، يقول فيها: “إذا كانت حرية أقوالكم لا ضابط لها فلتتسع صدوركم لحرية أفعالنا”.

الهجوم على الطريقة الإيرانية

وركز العدد الثامن من مجلة أمة واحدة في معظم المقالات التي تضمنتها المجلة على مهاجمة الدول الخليجية حتى أن غلاف المجلة تضمن تصميمًا جرافيكيًا يتناول السعودية وقطر، وهو الخط الذي يسير عليه التنظيم في الفترة الماضية والذي يترافق مع هجوم آخر يقوم به مصطفى حامد “أبو الوليد المصري”، صهر سيف العدل المرشح الأول لإمارة القاعدة حاليًا، على دول الخليج العربي، وهو ما يُثير تساؤلات حول ارتباط هذا الهجوم بخدمة المصالح إيران التي يقيم فيها “حامد”، إلى الآن.

وانتقد مقال أوردته المجلة لـ”أسامة المقدسي”، الذي يعد أحد المشاركين الرئيسيين فيها، رؤية 2030 التي تتبناها المملكة العربية السعودية حاليا، قائلًا إن المملكة سمحت بإقامة حفلات لفرق غنائية في موسم الرياض 2022، ومنها حفلة لفرقة “بلاك بينك” الكورية الجنوبية الشهيرة، واصفةً تلك الحفلات بأنها تأتي تنفيذًا لمخرجات وتوصيات أشارت بها مراكز فكر وبحث غربية لإجراء تحولات في المجتمع السعودي، على حد تعبير المقال.

وأشارت مجلة أمة واحدة إلى التقارير الإعلامية التي تحدثت عن مطالبة النيابة العامة السعودية بإعدام الداعية السجين عوض القرني، داعيةً تنظيم القاعدة في اليمن وجميع أنصار القاعدة في شبه الجزيرة العربية إلى العمل بذل كل الجهود لفك أسر “القرني” وغيره من السجناء في المملكة، على حد قول المجلة.

وكان تنظيم القاعدة في اليمن حرض في إصدار مرئي نشرته مؤسسة الملاحم، الأسبوع الماضي، لاستهداف المملكة العربية السعودية وشن هجمات داخلها، وهو نفس ما نصت عليه مجلة أمة واحدة الصادرة خلال هذا الأسبوع.

ومن الملاحظ أن اللغة الخطابية التي يستخدمها تنظيم القاعدة وفرعه اليمني تتماهى إلى حد كبير مع اللغة التي يستخدمها معارضو ومناهضو المملكة العربية السعودية، والتي تُركز على انتقاد رؤية 2030، والدعوة للخروج على الحكومة السعودية.

ومن السعودية إلى قطر، هاجم تنظيم القاعدة الدوحة بعد تنظيمها بطول كأس العالم 2022، واعتبر أن تنظيم البطولة يأتي ضمن محاولات التغريب التي تستهدف المسلمين، على حد وصف المجلة.

واعتبرت المجلة الناطقة بلسان تنظيم القاعدة أن الحملة التغريبية، كما تصفها، يُشارك فيها دعاة وشيوخ يعرفون بأهدافها التي تتمثل في القضاء على عقيدة كراهية الآخر (التي سماها التنظيم بعقيدة البراءة من الكفار)، وعقيدة الإرهاب، وتسويق الإسلام الأمريكي أو الإسلام الديمقراطي المدني في إشارة من المجلة إلى دراسة سابقة أعدتها مؤسسة راند للأبحاث عن مواجهة الحركة الجهادية العالمية وفي القلب منها تنظيم القاعدة.

ترويج لطالبان وهجوم على داعش.. مجلة القاعدة تتجنب أي إشارة للظواهري في أحدث إصدارتها

الترويج لـ”طالبان الموحدة”

على صعيد آخر، روجت مجلة أمة واحدة لنموذج حركة طالبان الأفغانية، قائلةً إن الحركة انتصرت في أفغانستان عبر اتباع أساليب حرب العصابات، وكان من أبرز أسباب نجاحها وحدة القيادة وعدم وجود أي خصم يعتد به يُنازع أمير حركة طالبان على قيادة الحركة، كما أن الحركة منحت القادة الميدانيين صلاحيات واسعة كي تكون هناك لا مركزية في القيادة تتناسب مع متطلبات المعارك التي شهدتها في البلاد.

ويبدو أن محاولة الترويج لفكرة “طالبان الموحدة” خلف قيادتها، يرتبط بتنامي الخلافات داخل حركة طالبان، مؤخرًا، وخصوصًا بين المجموعة القندهارية وعلى رأسها الملا هبة الله آخوند زاده التي تنحدر من قبائل الجنوب الأفغاني، وشبكة حقاني وعلى رأسها سراج الدين حقاني وزير الداخلية الحالي، والذي ينحدر من قبائل تنتمي لشرق البلاد.

وانتقد سراج الدين حقاني، في كلمة له أمام تجمع له أمام علماء دين أفغان في خوست شرقي أفغانستان، احتكار أمير الحركة الملا هبة الله آخوند زاده للسلطة، مخاطبًا إياه بقوله: “إن أفعالك الشخصية وقراراتك المريرة فقط هي التي تضع طالبان في مأزق مع الأمة والمجتمع الدولي، وللأسف الملا عبد الغني بردار، والملا يعقوب، والملا فاضل مظلوم، ما زالوا صامتين في هذا الوضع السيئ، فقط لكونهم من قندهار”.

وتعتبر هذه المرة الأولى التي ينقد فيها سراج الدين حقاني، علانية، الملا هبة الله آخوند زاده، وهو ما رد عليه المتحدث الرسمي باسم طالبان ذبيح الله مجاهد بالقول إن البيعة التي انعقدت لأمير الحركة توجب توقيره وعدم انتقاده لأن إهانة الأمير محرمة شرعًا، وفق قوله.

الاحتفاء بـ”نصرة الإسلام” والهجوم على “داعش”

وفي سياق آخر، احتفت مجلة أمة واحدة بجماعة نصرة الإسلام والمسلمين، المرتبطة بتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، مردفةً أنها هزمت فرنسا في مالي وأجبرتها على الانسحاب وترك فراغ كبير في الساحل الإفريقي تحاول “مرتزقة فاغنر” سده في الوقت الحالي، وكانت سببًا في أن تطالب دول أخرى مثل بوركينا فاسو بالانسحاب العسكري الفرنسي من أراضيها، على حد وصف المجلة.

وهاجمت المجلة تنظيم داعش ووصفته بأنه جماعة مرتزقة تستكمل محاولة القضاء على جماعة نصرة الإسلام والمسلمين الذي فشلت فيه عمليتي “سرفال” و”برخان” اللتين أطلقتهما القوات الفرنسية في مالي منذ عام 2014.

ودخل تنظيم داعش وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين في مواجهات في مناطق مالي، خلال الأشهر الماضية، وأسفرت تلك المواجهات عن مقتل العشرات من الطرفين، فيما دعت قيادة الجماعة وعلى رأسها “إياد أغ غالي” القبائل والسكان المحليين في مالي للوقوف بجانبها من أجل القضاء على تنظيم داعش الذي ينشط هناك تحت اسم “ولاية الساحل”.