انقسامات تُمزق قوات الغزو الروسية

  • بوتين خفّض مسؤوليات قائد القوات الروسية في أوكرانيا
  • تعيين رئيس الأركان العامة بدلًا لـ “سوروفيكين” الذي أشرف على ضرباتِ وحشية استهدفت أوكرانيا
  • زيلنسكي حذّر من أن موسكو قد تُخطط لهجومٍ كبير انطلاقًا من بيلاروسيا

خسائر فادحة تعرضت لها قوات الغزو الروسي في أوكرانيا على مدارِ الأشهر الماضية، ما دفع موسكو لإعادة النظر في استراتيجتها مُجددًا.

إذ قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالتخفيض من مسؤوليات قائد القوات الروسية في أوكرانيا سريغي سوروفيكين، في محاولة لتحسين جودة وفعالية إدارة القوات الروسية، التي مُنيت بخسائرٍ مُتكررة دفعتها للانسحاب من مناطق عدة خلال الأشهر الماضية، ومنها خيرسون.

وبحسبِ تقارير إعلامية، فإن القرار يعكس الانقسامات الواضحة في القيادة العسكرية الروسية، لا سيما بين وزارة الدفاع ومجموعة فاغنر، التي زعم رئيسها “يفغيني بريغوجين” بسيطرة قواته على مدينةِ سوليدار، التي تحوي مناجم ملح عميقة.

أسباب تعيين فاليري جيراسيموف

ومن أجلِ تحريك قوات الغزو الروسي التي تُلاحقها الخسائر على نحوٍ كبير، عُين رئيس الأركان العامة “فاليري جيراسيموف” بدلًا لـ “سوروفيكين”، الذي قد كان قد أشرف مُسبقًا على ضرباتِ موسكو الوحشية في مدنٍ أوكرانية عدة، ما أصاب وعطّل مؤسساتها الحيوية، فيما عرّض البُنى التحتية بها لمشاكلٍ كارثية.

وكان “جيراسيموف” قد شارك في الصراع بسوريا، حينما دخلت موسكو عام 2015 البلاد، وتسببت في إغراق البلاد بأوضاعٍ معيشية صعبة، تحديدًا عقب قصف عنيف طال المخابز والمرافق الصحية والمدارس، وذلك وفقًا لمنظمة هيومن رايتس واتش.

خلافات وخسائر تدفع روسيا بإزاحة قائد قواتها في أوكرانيا

أيضًا خدم “جيراسيموف” في صراعتٍ أخرى دارت خلال التسعينيات من القرنِ الماضي في كل من طاجيكستان والشيشان.

وتولى جيراسيموف رئاسة الأركان العامة منذ شهر نوفمبر من العام 2012، وكان انضم إلى جيشِ الاتحاد السوفيتي عام 1977، وذلك قبل أن يخدم في المناطق العسكرية في دول البلطيق.

تحذير أوكراني

وبالتزامن، حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي قبل أكثر من أسبوعين بأن موسكو قد تُخطط لهجومٍ كبير انطلاقًا من بيلاروسيا.

وجاء ذلك في أعقاب إعلان وزارة الدفاع الروسية، بأن قواتها المُتمركزة في بيلاروسيا، من المُقرر أن تجري تدريباتٍ عسكرية مشتركة، الأمر الذي يُزيد من مخاوف كييف من توغلٍ روسي وحشي جديد.

دعم أوكرانيا

وبعكس الخلافات الدائرة داخل أروقة العسكر بروسيا، تتحد على جانبٍ آخر قوى الغرب وأمريكا مع أوكرانيا، بُغية تعزيز حماية البنى التحتية لديها، وتسليحها على نحوٍ يُسهم في التصدي لقوات الغزو الروسي، التي لم تفلح – وفقًا لخبراء – استراتيجيتها في تحقيق مقصدها وغاياتها بعد.

خلافات وخسائر تدفع روسيا بإزاحة قائد قواتها في أوكرانيا

وكان الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي أعلنا، عن تشكيل “مجموعة عمل مشتركة” تهدف إلى تعزيز حماية بنى تحتية أساسية في مواجهة تهديدات من روسيا.

ويأتي القرار بعد هجوم استهدف خطوط أنابيب نورد ستريم في بحر البلطيق العام الماضي، وفيما يسعى الجانبان لتعزيز التعاون بينهما في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين إن مجموعة العمل ستجمع خبراء من الاتحاد الأوروبي والناتو لدراسة مكامن الضعف في بنى تحتية رئيسية ووضع توصيات حول سبل تعزيز حمايتها.

وقالت فون دير لايين خلال اجتماع مع المدير العام للناتو ينس ستولتنبرغ “رأينا تخريب نورد ستريم الذي أظهر الحاجة لكي نكون مستعدين، وضرورة مواجهة هذا النوع الجديد من التهديد”.