احتجاجات في أكبر مصنع لآيفون في الصين

  • على عكس دول العالم التي تجاوزت كورنا وإجراءاتها..بكين تحت وطأة كورونا
  • فشل الصين في إدارة أزمة كورونا في البلاد

في حين اعتاد العالم الآن وجود فيروس كورونا وتسلَّح في وجهه باللقاحات ما دفع معظم البلدان إلى إلغاء السياسات الاحترازية المُشدَّدة والعودة إلى الحياة الطبيعة، لا تزال الصين تواصل سياساتها العنيدة في إغلاق مناطق ومدن كاملة بحُجة مواجهة الفيروس, فلا يزال القادة الصينيون يواصلون سياستهم في إغلاق بعض أكبر المدن في البلاد، وينفقون ملايين الدولارات على فحوصات كورونا ويلاحقون المصابين حالة إثر حالة. وما من شيء أقنع القيادة الصينية بتغيير هذا النهج، فقد أفضت موجة الإغلاق الأخيرة إلى حبس ملايين الصينيين في بيوتهم
إن سياسة “صفر-كوفيد” التي تنتهجها الصين، وتقضي بضرورة إبقاء الحالات عند مستوى صِفر هذه السياسة التي أعاقت النمو الاقتصادي وعطلت الحياة اليومية لم تنجح بسبب سوء الإدراة فقد شهد مصنع فوكسكون في مدينة تشنغتشو بوسط البلاد، أكبر مصنع لهواتف آيفون في هذا البلد، احتجاجات واسعة النطاق، بحسب ما أظهرت مقاطع فيديو نشرت على موقع تويتر ونظيره الصيني “ويبو” .

وبحسب مقاطع الفيديو فقد ظهرت حشود من العمال وهم يسيرون على طريق وفي مواجهتهم عناصر من شرطة مكافحة الشغب وأشخاص يرتدون بزات عازلة بيضاء.

ورجحت مصادر مع بداية الشهر الحالي أن ينخفض إنتاج هواتف آيفون من شركة أبل في مصنع فوكسكون في شنغهاي بنسبة 30% في نوفمبر بسبب قيود فيروس كورونا.
وأوضحت مصادر “رويترز”، أنه داخل مصنع فوكسكون الذي يصنع أجهزة آيفون ويعمل به حوالي 200000 شخص أصيب العمال بالسخط من الإجراءات الصارمة للحد من انتشار فيروس كورونا، إذ قام العديد من الموظفين بالفرار من المنشأة، مما دفع المدن المجاورة إلى وضع خطط لعزل العمال الهاربين العائدين إلى مدنهم الأصلية.

الصين.. سياسة "صفر كوفيد" لا زالت مستمرة.. لماذا تواصل سياسة الإغلاق التام في مواجهة كورونا؟

وفي الثالث من نوفمبر الحالي فرضت السلطات الصينية تدابير إغلاق تشمل 600 ألف شخص في المنطقة المحيطة بأكبر مصنع لهواتف “آيفون” بعدما فرّ عمال إثر اكتشاف إصابات بكوفيد وخوفا من القيود الناجمة عن ذلك.

وقال مسؤولون في منطقة مطار تشنغتشو الاقتصادية (وسط) إن جميع الأشخاص باستثناء المتطوعين في مجال مكافحة كوفيد والعمال الأساسيين “يتعيّن عليهم عدم مغادرة منازلهم إلا للخضوع لفحوص كوفيد والحصول على رعاية طبية طارئة”.

ويشتكي بعض الموظفين عبر الإنترنت من الظروف السيئة ونقص الإمدادات وهم اضطروا للفرار من المعمل سيرا على الأقدام لتجنّب قيود كوفيد التي تطال وسائل النقل. وتوظف “فوكسكون” مئات آلاف العمال في تشنغتشو.

الإغلاق العنيد

والحال أن حالة السخط آخذة في التزايد في صفوف المواطنين الصينيين. فأثناء إغلاق مدينة “شنغهاي” طيلة شهرين في وقت سابق من هذا العام، وبينما جلس المواطنون حبيسي منازلهم دون طعام كافٍ، فإنهم بدأوا في الاحتجاج بالدقِّ على الأواني والصراخ من نوافذهم. وسرعان ما أثارت مظاهر الغضب العامة الحادة وغير المُعتادة حيال الحكومة وسياساتها ردة فعل قمعية متوقعة من قِبَل نظام استبدادي، إذ حوصرت المباني بأسوار عالية كما لو أن سكان هذه المناطق متمرِّدون على السياسات.