قيود كورونا في الصين تؤثر على عملية الانتاج في أكبر مصنع لأجهزة آيفون

شهد مصنع فوكسكون في مدينة تشنغتشو بوسط الصين، أكبر مصنع لهواتف آيفون في هذا البلد، احتجاجات واسعة النطاق، بحسب ما أظهرت مقاطع فيديو نشرت على موقع تويتر ونظيره الصيني “ويبو” الأربعاء.

وبحسب مقاطع الفيديو فقد ظهرت حشود من العمال وهم يسيرون على طريق وفي مواجهتهم عناصر من شرطة مكافحة الشغب وأشخاص يرتدون بزات عازلة بيضاء.

ويقع المصنع في تشنغتشو بولاية هينان في وسط الصين.

ويظهر في أحد مقاطع فيديو تم بثّه مباشرة عشرات العمال يتظاهرون ليلا وهم يهتفون “لندافع عن حقوقنا” أمام صفوف من الشرطيين وآلية شرطة.

وفي مشاهد أخرى يمكن رؤية بقايا بوابة متفحمة يبدو أنّها أحرقت خلال الليل.

كما يظهر في لقطات أخرى عامل يضع حاجزا معدنيا على الأرض فيما يهتف الشخص الذي يصور الفيديو “إنهم يهجمون!” و”قنابل مسيلة للدموع!”

وتم حجب وسم #اضطرابات فوكسكون على ما يبدو ظهر الأربعاء على مواقع التواصل الاجتماعي الصينية غير أن بعض التعليقات التي تتحدث عن التظاهرات كانت لا تزال منشورة.

 

احتجاجات في أكبر مصنع لآيفون في الصين.. يصعّب الأوضاع في البلاد أكثر

وفوكسكون مجموعة ضخمة تقوم بتجميع منتجات إلكترونية لحساب العديد من العلامات التجارية الدولية وهي الشركة المتعاقدة الرئيسية مع مجموعة آبل.

وواجهت الشركة التايوانية في الأشهر الأخيرة زيادة في عدد الإصابات بكوفيد-19 في موقعها الضخم في تشنغتشو الذي يوظّف أكثر من مئتي الف شخص يتم إيواؤهم بصورة عامة في الموقع.

وقررت فوكسكون فرض حجر على الموقع والعمال في داخله. غير أن المئات منهم فروا بعد ذلك هلعين من الموقع سيرا على الأقدام.

والمجموعة التايوانية هي أكبر رب عمل في القطاع الخاص في الصين حيث توظف أكثر من مليون شخص في حوالى ثلاثين مصنع ومعهد أبحاث عبر مختلف أنحاء البلد.

ولم تعلق فوكسكون في الوقت الحاضر ردا على أسئلة وكالة فرانس برس

ورجحت مصادر مع بداية الشهر الحالي أن ينخفض إنتاج هواتف آيفون من شركة أبل في مصنع فوكسكون في شنغهاي بنسبة 30% في نوفمبر بسبب قيود فيروس كورونا.

احتجاجات في أكبر مصنع لآيفون في الصين.. يصعّب الأوضاع في البلاد أكثر

وأوضحت مصادر “رويترز”، أنه داخل مصنع فوكسكون الذي يصنع أجهزة آيفون ويعمل به حوالي 200000 شخص أصيب العمال بالسخط من الإجراءات الصارمة للحد من انتشار فيروس كورونا، إذ قام العديد من الموظفين بالفرار من المنشأة، مما دفع المدن المجاورة إلى وضع خطط لعزل العمال الهاربين العائدين إلى مدنهم الأصلية.

وقال أحد المصادر إن شركة Foxconn ومقرها تايوان، تعمل على زيادة الإنتاج في مصنع في تشينزين لتعويض النقص.

احتجاجات في أكبر مصنع لآيفون في الصين.. يصعّب الأوضاع في البلاد أكثر

 

وفي الثالث من نوفمبر الحالي فرضت السلطات الصينية  تدابير إغلاق تشمل 600 ألف شخص في المنطقة المحيطة بأكبر مصنع لهواتف “آيفون” بعدما فرّ عمال إثر اكتشاف إصابات بكوفيد وخوفا من القيود الناجمة عن ذلك.

وقال مسؤولون في منطقة مطار تشنغتشو الاقتصادية (وسط) إن جميع الأشخاص باستثناء المتطوعين في مجال مكافحة كوفيد والعمال الأساسيين “يتعيّن عليهم عدم مغادرة منازلهم إلا للخضوع لفحوص كوفيد والحصول على رعاية طبية طارئة”.

احتجاجات في أكبر مصنع لآيفون في الصين.. يصعّب الأوضاع في البلاد أكثر

وتأتي الخطوة بعدما انتشرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي الصيني الأسبوع الماضي لأشخاص يهربون من المنشأة التي تديرها مجموعة “فوكسكون” التايوانية للتكنولوجيا وتصنع منتجات “آبل”.

ويشتكي بعض الموظفين عبر الإنترنت من الظروف السيئة ونقص الإمدادات وهم اضطروا للفرار من المعمل سيرا على الأقدام لتجنّب قيود كوفيد التي تطال وسائل النقل. وتوظف “فوكسكون” مئات آلاف العمال في تشنغتشو.

وتعد الصين آخر قوة اقتصادية كبرى ملتزمة باستراتيجية “صفر كوفيد”، إذ تفرض تدابير إغلاق سريعة وعمليات فحص واسعة النطاق وإجراءات حجر صحي مطوّلة لوقف تفشي الوباء.

لكن المتحورات الجديدة اختبرت قدرة المسؤولين المحليين على السيطرة على الفيروس بشكل يتجاوز سرعة تفشيه، ما دفع الجزء الأكبر من البلاد للعيش في ظل قيود تتغير كل فترة.