الإرهاب يطال المنشآت الحيوية والبنى التحتية.. ما السبب؟

أخبار عالمية

مقديشو ، الصومال - 29 أكتوبر / تشرين الأول: منظر عام يُظهر موقع انفجار سيارة مفخخة في مقديشو- Getty Images

الهجمات الإرهابية على البنية التحتية الحيوية في الدول

بات تعرض البنى التحتية، في كثير من الدول، إلى هجمات إرهابية من الأعمال الشائعة في السنوات الأخيرة، ولم يعد استهداف الجماعات الإرهابية لهذه البنى يتم بشكل عشوائي، كما كان في السابق، إذ تنحو هذه التنظيمات الآن إلى استهداف مدروس ومخطط للبنى التحتية.

فقد بات من الوراد استهداف البنى التحتية بهجمات إرهابية تؤثر على مجريات الحياة اليومية مثل استهداف محطات الكهرباء الأساسية او محاولة استهداف موانىء حيوية فإن مثلا هذه الهجمات أشارت بقوة إلى خطر مهم يُهدد أمن الشعوب والدول واستقراها فمثلاً في الصومال تستهدف جماعة الشباب الإرهابية الشعب الصومالي من خلال ضرب مواطن القوة فيه. ولعل اخرها ضرب شركة الاتصالات الأكبر في البلاد.

قالت أكبر شركة اتصالات هناك هرموود تيليكوم ، إن أحد مراكزها وبرج اتصالاتها قد دمر في انفجار في قايب ، وهي قرية في ولاية غالمودوغ الصومالية. وقالت الشركة إن عبوة ناسفة يدوية الصنع دمرت المركز والبرج يوم الاثنين.

الشركة في تغريدة لها على تويتر أبلغت مشتريكيها  “إنه ببالغ الأسى إبلاغ عملائنا أن هجوم بسيارة مفخخة دمر موقعنا في قرية قايب في منطقة جلجدود اليوم”. و هي منطقة داخل أكبر ولاية جلجدود.

 

 

مركز مراقبة الإنترنت: البنية التحتية للإنترنت مهددة بسبب هجمات استهداف إرهابية

أما في العراق، يتواصل استهداف أبراج الطاقة الكهربائية في هجمات منظمة يبدو أنها تستهدف هذا القطاع. وبينما تحاول الحكومة العراقية حصر الاتهام في تنظيم داعش، يرى متابعون أن القائمة قد تشمل إيران ومشغلي المولدات الخاصة وعموم المنظومة العراقية المتربحة من أزمة انقطاع الكهرباء المزمنة.

وحذر مركز مراقبة الإنترنت من تعرض البنية التحتية للإنترنت إلى التهديد، بسبب هجمات استهداف إرهابية تقوم بها جماعات تسعى إلى الإضرار بقطاع الإنترنت والاتصالات في البلاد.

وقال المركز في بيان صحفي نشر على موقعه الرسمي إن “قطاع الإنترنت في العراق يعاني مشاكل عديدة، ولا يمكن تركيب مشكلة أمنية أخرى تهدد أي خطوة لتحسين خدماته، وما شوهد مؤخراً من هجمات استهداف ضد كابينات تابعة لوزارة الاتصالات وكذلك لشركة اسمها ايرثلنك يشكل خطراً كبيراً على هذه الخدمة”.

فقد أعلن الجيش العراقي أن تنظيم داعش الإرهابي، يقف وراء الهجمات المتصاعدة لاستهداف أبراج الكهرباء في البلاد وخلال العام الماضي وهذا العام ، أعلنت وزارة الكهرباء العراقية، في بيان، انقطاع التيار الكهربائي، جراء تفجير برجي طاقة بعبوات ناسفة، في محافظة كركوك شمالي البلاد.

وفي العام الماضي، أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن هجوم صاروخي استهدف محطة كهرباء في إحدى محافظات العراق.

وقالت وزارة الكهرباء العراقية في صفحتها على فيسبوك إن “محطة صلاح الدين الحرارية لإنتاج الطاقة الكهربائية في سامراء أصيبت بصواريخ كاتيوشا مما تسبب بأضرار جسيمة بأجزاء الوحدة التوليدية (البويلر)”

كما أعلنت الوزارة عبر صفحتها في فيسبوك عن “انفصال خط ديالى – شرق بغداد ٤٠٠ رقم (2) من الجهتين، إثر استهداف الأبراج بتفجيرات وعمليات تخريبية قرب منطقة خان بني سعد”.

الجيش العراقي: داعش وراء استهداف أبراج الكهرباء

وخلال الأسابيع الماضية، شهد العراق هجمات متصاعدة تستهدف أبراج نقل الكهرباء ومحطات التوليد، في بلد ينتج بين 19 و21 ألف ميغاوات من الطاقة الكهربائية، بينما يحتاج أكثر من 30 ألفا، وفق مسؤولين في القطاع.

واستهدفت الهجمات العديدة على أبراج نقل الطاقة الكهربائية الموجودة في مناطق “ديالى، وصلاح الدين، وغرب نينوى، وكركوك، وأطراف بغداد الشمالية”، مما تسبب في تراجع كبير في تجهيز الطاقة الكهربائية لأغلب المدن العراقية وانقطاعها بشكل كامل عن بعضها مثل الناصرية والكوت والمثنى والديوانية.

وأعلن المتحدث باسم العمليات المشتركة العراقية، تحسين الخفاجي، في يوليو الماضي أن التنظيمات الإرهابية استهدفت أكثر من 45 برجا للطاقة.

ويرى رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي أن هناك استهدافات متكررة ومقصودة لأبراج الطاقة الكهربائية في عدد من المحافظات.

وقال الكاظمي، إن هذه الاستهدافات تؤثر في ساعات تزويد المناطق بالطاقة وتفاقم من معاناة المواطنين، موجهاً قيادات العمليات والأجهزة الاستخبارية بمعالجة هذه الاستهدافات وحماية أبراج الطاقة وملاحقة الجماعات الإجرامية.

ويعاني العراق أزمة نقص الكهرباء منذ عقود جراء الحروب المتعاقبة وعدم استقرار الأوضاع الأمنية في البلاد. لكن المتضرر الوحيد من هذا الاستهداف هو المواطن البسيط الذي يتضرر في كل جوانب حياته فكثير من المواطنين يعانون من أمراض مزمنة وهذا الانقطاع للكهرباء قد يؤثر على حياتهم.

وحاولت الحكومات العراقية المتعاقبة منذ سقوط نظام صدام حسين إيجاد حلول لهذه المعضلة عبر سلسة من المشاريع لتشييد محطات إنتاج جديدة في مناطق مختلفة من البلاد لتصل بالإنتاج إلى نحو 17 ألف ميغاوات إلا أنها لم تعد كافية لتجهيز المواطنين بالطاقة على طوال اليوم بسبب التجاوزات الكبيرة على الشبكة وتأخر صيانة المحطات ونقص الوقود، مما جعل الاعتماد على أصحاب محطات إنتاج الكهرباء الأهلية ذات القدرات المحدودة في الإنتاج هو الأساس في الحياة اليومية.

استراتيجية داعش ضد طالبان استهداف البنية التحتية

أما في أفغانستان، يستهدف تنظيم  داعش الإرهابي – ولاية خراسان البنية التحتية الحيوية في البلاد، لتسلط الضوء على عجز نظام طالبان عن توفير الخدمات والأمن، في محاولة لنزع شرعية الجماعة أمام المواطنين الأفغان. وبدأ التنظيم مهاجمة أهداف البنية التحتية في عام 2021، مدعيا مسؤوليته عن ثلاثين هجوماً على أبراج الكهرباء والشاحنات التي تنقل النفط، وجاءت تلك الاستراتيجية في إطار الحرب الاقتصادية التي يشنها التنظيم لتحدي شرعية الحكومة الأفغانية.

وبالرجوع الى الهجمات التي استهدفت فيها داعش المنشآت الحيوية، استهدف التنظيم في أكتوبر من العام الماضي في أفغانستان خط كهرباء وأغرق كابول في الظلام.

ومع انقطاع التيار الكهربائي يومها الذي وافق الخميس نحو الساعة 18:00 (13:30 ت غ) غرقت كابول وسكانها، الذين يتخطى عددهم 4.5 ملايين نسمة في العتمة، وتم تشغيل المولدات الخاصة في المؤسسات التجارية والأحياء الميسورة.

وجاء في رسالة وجّهتها شركة الكهرباء الأفغانية “برشنا” للمشتركين: “دمّر انفجار عمود كهرباء في منطقة قلعة مراد بك في محافظة كابول، مما أدّى إلى انقطاع خط كهرباء بقدرة 220 كيلوفولت، وبالتالي انقطع التيار عن كابول وبعض المناطق”.

وفي رسالتها إلى المشتركين، أشارت شركة الكهرباء الأفغانية إلى أنها أرسلت فريقا من المهندسين إلى مكان الانفجار، وأعلنت أن العمل على إعادة ربط الشبكة سيبدأ “عندما تسمح الأوضاع بذلك”.

وخلال النزاع الذي استمر 20 عاما بين طالبان والحكومة الأفغانية المدعومة من الولايات المتحدة، غالبا ما عمد مقاتلو الجماعة إلى مهاجمة البنى التحتية للكهرباء.

لكن بعدما استولت طالبان على السلطة في منتصف أغسطس، بدأت بدورها تواجه هجمات وتفجيرات دموية يشنّها متشددون تابعون لتنظيم داعش.