أيمن الظواهري .. الجراح الذي وشى بأصدقائه والزعيم المهتز

  • مقتل أيمن الظواهري نهاية لحقبة ورحلة جهادية طويلة،
  • ولد عام 1951 بالعاصمة المصرية القاهرة، وتلقى تعليمه الأساسي في مدارس بحي المعادي
  • لا يمتلك مهارات قيادة لازمة وخلقت أفعاله وتصرفاته مشكلات عديدة داخل تنظيم القاعدة

أمام عدسات الكاميرا المسلطة عليه، جلس أيمن الظواهري، الأمير السابق لتنظيم القاعدة، منتصف عام 2011، في مخبئه السري يُسجل كلمات رثاء رفيقه أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة المؤسس، متوعدًا الولايات المتحدة الأمريكية برد قوي وهجوم إرهابي على غرار هجمات 11 سبتمبر، انتقامًا لمقتل “بن لادن”، لكن هذا الرد لم يأتِ أبدًا، فبعد مرور  نحو 11 عامًا أخرى، أعلنت الولايات المتحدة  مقتل أيمن الظواهري، بغارة جوية لطائرة بدون طيار، استهدفته أثناء وجوده بمنزل داخل العاصمة الأفغانية كابول.

ومثل مقتل أيمن الظواهري نهاية لحقبة ورحلة جهادية طويلة، بدأت في عام 1966 حينما أسس مع مجموعة من رفاقه خلية إرهابية صغيرة ضمن ما عُرف وقتها بمجموعات تنظيم الجهاد المصري، التي تشكلت في أعقاب إعدام المنظر الإخواني الشهير سيد قطب، في مصر  خلال العام نفسه، غير أن تلك الرحلة اتسمت في مجملها بالفشل الإستراتيجي والتخبط والتناقضات المثيرة للجدل، قبل أن تنتهي بطريقة متوقعة بإعلان الولايات المتحدة الأمريكية مقتله، بعد سنوات من المطاردة.

فشل قيادي وتخبط عملياتي

وتشير المعلومات المتوافرة عن أيمن الظواهري إلى أنه ولد عام 1951 بالعاصمة المصرية القاهرة، وتلقى تعليمه الأساسي في مدارس بحي المعادي، ومصر الجديدة، وخلال دراسته في المرحلة الثانوية، أسس مع مجموعة من رفاقه خلية من خلايا تنظيم الجهاد المصري عُرفت بـ”خلية المعادي“، واستمر يعمل في تلك الخلية أثناء دراسته بكلية طب قصر العيني التي تخرج منها عام 1974، وفق ما ذكره “الظواهري” في كتابه فرسان تحت راية النبي.

ونجح تنظيم الجهاد المصري، الذي اندمج مرحليًا في تلك الفترة مع الجماعة الإسلامية المصرية (المسلحة)، في استقطاب مجموعة من العسكريين إلى صفوفه ومن هؤلاء العسكريين عصام القمري، أحد أصدقاء  أيمن الظواهري المقربين، والعقيد محمد مكاوي، الضابط السابق بوحدات الصاعقة المصرية والذي شاع خطأً لسنوات طويلة أنه نفسه سيف العدل (محمد صلاح الدين زيدان)، وخطط التنظيم، في أواخر سبيعينات القرن الماضي، لقلب نظام الحكم والاستيلاء على السلطة بالسلاح وإعلان الثورة الإسلامية المسلحة، بحسب ما ذكره عبود الزمر، وهو ضابط سابق وأحد قادة الجماعة الإسلامية إبان تحالفها مع تنظيم الجهاد، كما أنه المشرف على عملية اغتيال الرئيس المصري محمد أنور السادات عام 1981، في حواره المنشور ضمن كتاب: “عبود الزمر.. كيف اغتلنا السادات؟”.

وبعد اغتيال الرئيس المصري الأسبق، جرى القبض على أيمن الظواهري الذي كان يعمل وقتها جراحًا بعد حصوله على الماجستير في الجراحة عام 1978، والعديد من كوادر تنظيم الجهاد، ضمن ما عُرف بـ”قضية الجهاد الكبرى” والمعروفة إعلاميًا بقضية اغتيال السادات، وخلال التحقيق معه، أبلغ “الظواهري” عن زملائه الجهاديين وهو ما أدى إلى مقتل واعتقال العديد منهم وخاصة العسكريين المنتمين لتنظيم الجهاد- كعصام القمري- ، كما تسبب أيضًا في القبض على آخرين من تنظيم الجهاد في ما عُرف بقضية “محاولة إحياء تنظيم الجهاد” والتي قبض فيها على العقيد محمد مكاوي الذي قال في حوار سابق إن القبض عليه تم بسبب أخطاء أيمن الظواهري ومجموعته.

أيمن الظواهري.. نهاية صاخبة لرحلة جهادية مليئة بالفشل

أيمن الظواهري خلف القضبان في محكمة مصرية عام 1982 أثناء محاكمته باعتباره أحد العقول المدبرة لاغتيال الرئيس المصري أنور السادات (غيتي)

ورفض أيمن الظواهري الاعتراف بأنه وشى بزملائه في تنظيم الجهاد، وتجاهل أيضًا الإشارة لهذه النقطة في كتاباته التي تناولت تلك الحقبة، كما يظهر من مراجعة كتاب فرسان تحت راية النبي وغيره، وبعدما أًفرج عنه قرر  “الظواهري”، في أواخر عام 1981، أن يلتحق بـ”الجهاد الأفغاني”، وتمكن بالفعل من الوصول إلى باكستان حيث عمل في مستشفى إغاثي تابع لمنظمة الهلال الأحمر في إحدى الدول العربية، ودخل إلى أفغانستان والتقى بأسامة بن لادن وغيره من القيادات الجهادية التي تواجدت في أفغانستان خلال تلك الفترة.

وانطلاقًا من أفغانستان، أعاد أيمن الظواهري ومجموعة من قيادات وكوادر تنظيم الجهاد تشكيل التنظيم وتعويض الخسائر التي تلقاها واختيار أمير للتنظيم هو سيد إمام الشريف (الدكتور فضل أو عبد القادر عبد العزيز )، قبل أن ينتقل إلى السودان برفقة أسامة بن لادن ، عام 1993.

واندلعت الخلافات بين أيمن الظواهري، وسيد إمام الشريف، خلال سنوات وجودهما في السوادن، وبسبب تلك الخلافات استقال الأخير عام 1994،من إمارة التنظيم وانتقل إلى اليمن وعاش فيها إلى أن قبض عليه ويسلم للسلطات المصرية، في أعقاب هجمات 11 سبتمبر، وتولى “الظواهري” إمارة تنظيم الجهاد خلفًا له وفق ما أوضحه في كتابه “التبرئة: تبرئة أمة القلم والسيف من منقصة تهمة الخور والضعف”.

أيمن الظواهري.. نهاية صاخبة لرحلة جهادية مليئة بالفشل

أثناء محاكمة أيمن الظواهري في مصر 1982 (غيتي)

وبجانب الخلافات بين الظواهري ورفاقه الجهاديين، سقطت في أوائل التسعينيات مجموعات عديدة لتنظيم الجهاد أهمها مجموعة طلائع الفتح، عام 1993 بسبب أخطاء أيمن الظواهري ورفاقه، وأفضى ذلك إلى انشقاق داخل تنظيم الجهاد وإنشاء ما عُرف ب”حركة  الجهاد الإسلامي- طلائع الفتح”، حسبما روى العقيد السابق محمد مكاوي في حوار له.

واضطر أيمن الظواهري لوقف عمليات تنظيم الجهاد بعد أن سقطت غالبية الخلايا التابعة له في مصر، وفشل في تحقيق أي إنجاز يُذكر في الحرب التي شنها ضد الحكومة المصرية وأجهزتها الأمنية، كما عانى التنظيم من ظروف اقتصادية ومالية صعبة دفعته للاتجاه نحو التحالف مع تنظيم القاعدة الذي أسسه أسامة بن لادن في عام 1987، مع نائبيه أبو عبيدة البنشيري، وأبو حفص المصري (الكومندان)، وذلك بدافع الحصول على التمويل لإعاشة عناصر تنظيم الجهاد وأسرهم.

وبالفعل، شارك أيمن الظواهري في تحالف “الجبهة الإسلامية العالمية لقتال اليهود والصليبيين“، ثم اندمج، لاحقًا، مع من تبقى معه في تنظيم الجهاد داخل تنظيم أسامة بن لادن، وأطلقوا على هذا التحالف اسم: “جماعة قاعدة الجهاد”، وهو الاسم الرسمي للتنظيم المعروف باسم تنظيم القاعدة.

أيمن الظواهري والتدرج في الهرم القيادي للقاعدة

 

اعتُبر أيمن الظواهري بمثابة أحد أذرع أسامة بن لادن وظهر في مناسبات مختلفة متحدثًا باسم “القاعدة”،  كما ساهمت الظروف التي مرت بالتنظيم في تعزيز مكانة “الظواهري” داخله، لا سيما بعد غرق أبو عبيدة البنشيري، نائب أسامة بن لادن، في بحيرة فيكتوريا عام 1996، ومقتل أبو حفص المصري (الكومندان) ، النائب الثاني لبن لادن، في العمليات العسكرية الأمريكية أثناء غزو أفغانستان عام 2001.

وقبيل تنفيذ هجمات 11 سبتمبر، أُبلغ أيمن الظواهري بخطة الهجمات التي انتوتها القاعدة، ومع أن المصادر الجهادية لا تذكر دورا محددا له في التجهيز أو التخطيط لتلك الهجمات، إلا أن الرئيس الأمريكي جو بايدن قال في كلمته التي أعلن فيها مقتل أمير القاعدة أنه لعب دورًا رئيسيا في التخطيط لتلك الهجمات، على حد تعبيره.

وعقب الهجمات، هرب أسامة بن لادن وأيمن الظواهري معًا عبر جبال تورا بورا إلى منطقة الحدود الأفغانية الباكستانية، حيث افترقا، واتجه “بن لادن” إلى منطقة آبوت آباد، بينما اتجه “الظواهري” صوب مناطق القبائل على الحدود بين أفغانستان وباكستان ومكث داخلها، على حد قول أيمن الظواهري في سلسلة أيام مع الإمام التي بثتها مؤسسة السحاب الإعلامية، ذراع تنظيم القاعدة، قبل سنوات.

وألمحت إحدى المراسلات الموجودة في وثائق آبوت آباد أن أيمن الظواهري، كان الشخصية المحورية الأهم في إدارة تنظيم القاعدة بعد هجمات 11 سبتمبر، لدرجة أن شاع في أوساط عناصر التنظيم أنه هو القائد الحقيقي وأن أسامة بن لادن ليس سوى واجهة إعلامية يُحركها “الظواهري”.

غير أن التدقيق في حقيقة تلك الشائعات، يكشف أن أيمن الظواهري لم يكن يومًا قائدًا استثنائيًا وحتى أن إدارته للتنظيمات التي شغل إماراتها (القاعدة، وتنظيم الجهاد المصري)، ارتبطت بوجود مستشارين حوله من أصدقائه وهم الذين تحكموا في قراره بالفعل، وبلغ عدد هؤلاء المستشارين نحو 25 مستشارًا، بحسب ما قاله هاني السباعي، أحد القيادات السابقة لجماعة الجهاد، والذي قال في مقال كتبه، عام 2004، تعليقًا على كتاب المحامي منتصر الزيات: (الظواهري كما عرفته) أن زعيم القاعدة الحالي أحاط نفسه بـ25 مستشارًا كان لهم الفضل في ضبط إيقاعه وتوجيه حركته التي اختلت عندما اختفوا من حوله، نتيجة مقتل واعتقال أغلبهم خلال سنوات الحرب على الإرهاب.

وبدوره، وصف سيد إمام الشريف، أمير تنظيم الجهاد سابقًا، أيمن الظواهري بأنه ظاهرة صوتية محبة للظهور الإعلامي، ولا يمتلك مقومات قيادية حقيقية، على حد تعبيره.

أيمن الظواهري.. نهاية صاخبة لرحلة جهادية مليئة بالفشل

أيمن الظواهري و أسامة بن لادن زعيما تنظيم القاعدة الإرهابي المقتولان (غيتي)

بطل معارك تفريق شمل الجهاديين

وبجانب عدم امتلاكه مهارات القيادة اللازمة، خلقت أفعال وتصرفات أيمن الظواهري مشكلات عديدة داخل تنظيم القاعدة، وبدت المشكلات بصورة أوضح بعد مقتل أسامة بن لادن، مايو/ آيار عام 2011، إذ وجد “الظواهري” نفسه في الواجهة، دون فرصة للاختباء في الظلال أو إدارة الأمور من خلف الستار كما كان يفعل.

وعلى سبيل المثال، دخل “الظواهري” في سجال مع زعيم القاعدة في بلاد الرافدين (سابقًا) أبو مصعب الزرقاوي حول استهداف عوام الشيعة، ورفض الأخير الاستجابة لطلباته وتوجيهاته المتكررة حول وقف الهجمات ضد الشيعة في العراق.

واختار فرع التنظيم في العراق  ونسخته التالية تنظيم داعش أن يسير على نهج أبو مصعب الزرقاوي في إعلان الحرب الشاملة على الشيعة، ورفض توجيهات أيمن الظواهري بوقف هذه الهجمات، وفق تعبير أبو محمد العدناني المتحدث الأسبق باسم داعش في كلمته الصوتية “عذرًا أمير القاعدة”.

وفشل أيمن الظواهري أيضًا في احتواء الشقاق الجهادي بين تنظيم داعش (الذي كان فرعًا للقاعدة)، وجبهة النصرة (كانت فرعًا منبثقًا من داعش لكنها بايعت الظواهري، قبل أن تنقلب عليه وتُعرف حاليا بهيئة تحرير الشام حاليًا)، وأمر بعودة داعش إلى العراق، وبقاء جبهة النصرة في سوريا، وهو الأمر الذي قُوبل برفض شديد من قيادة داعش، وأسفر عن انشقاقه عن القاعدة.

كما لم ينجح أيمن الظواهري في الاحتفاظ بولاء جبهة النصرة، إذ تسببت تدخلات وتوجيهات سيف العدل، المصاب بمتلازمة طهران، له في إثارة شقاق جهادي آخر مع الجبهة، في ظل غياب “الظواهري” وانقطاعه عن التواصل لفترات طويلة تصل إلى نحو عام مع أفرع تنظيم القاعدة الخارجية، حسبما ذكر أبو عبد الله الشامي، الشرعي العام لهيئة تحرير الشام، في رسالة سابقة نشرها للرد على هجوم أمير القاعدة المقتول على الهيئة.

وجراء هذه السجالات الداخلية، انشقت جبهة النصرة (تحرير الشام حاليا) عن تنظيم القاعدة، بل وأعلنت الحرب على فرع التنظيم في سوريا المعروف بتنظيم”حراس الدين“، رافضةً السماح له بالتواجد في مناطق الشمال السوري.

بعد مقتل أيمن الظواهري.. هل اقتربت نهاية تنظيم القاعدة؟

زعيم تنظيم القاعدة المقتول أيمن الظواهري

رقصة الظواهري الأخيرة: محاولة تجميل وجه القاعدة

وتبين الوقائع السابقة أن فترة إمارة أيمن الظواهري لتنظيم القاعدة والتي تبلغ 11 عامًا كاملةَ كانت الفترة الأكثر كارثية على التنظيم، إذ فقد فيها جل قادته الفاعلين وفي مقدمتهم عطية الليبي، مسؤول العمليات الخارجية في القاعدة سابقًا (2012)، وأبو الخير المصري، نائب أمير التنظيم (2017)، وأبو محمد المصري، نائب أمير القاعدة (2020)، وحسام عبد الرؤوف المسؤول الإعلامي السابق للتنظيم (2020)، فضلًا عن مجموعة من قادة الأفرع الخارجية للقاعدة كأبو بصير ناصر الوحيشي، أمير الفرع اليمني للقاعدة (2015)، وخليفته قاسم الريمي (2020)، وأبو عبد الملك درودكال، وأمير القاعدة في المغرب الإسلامي (2020).

كما فقد أيضًا أفرعًا بأكملها كالفرع العراقي (داعش)، والفرع السوري (هيئة تحرير الشام)، وفشل في إحراز أي انتصار حقيقي على أرض الواقع، بل وخسر مقعد الصدارة في قيادة الجهاد العالمي، بعد إعلان تنظيم داعش تأسيس خلافته المكانية عام 2014، منتزعًا من القاعدة شارة قيادة الحركة الجهادية العابرة للحدود الوطنية والتي ظل يتمسك بها طوال فترة قيادة أسامة بن لادن له.

وأمام الانتكاسات المتكررة للقاعدة، حاول أيمن الظواهري أن يُنظر لتصور جديد للتنظيم، فبدأ قُبيل مقتله بأشهر معدودة يطرح ما وصفه برؤيته الجديدة للصراع مع خصوم القاعدة، ضمن سلسلة “صفقة القرن أم حملات القرون” التي تحدث فيها عن ما أسماه بـ”جهاد البيان، وجهاد الدعوة، والجهاد السياسي.. إلخ”، مبتعدًا عن الرؤية التقليدية للجهاد القتالي التي تبناها منذ تأسيسه أول خلية جهادية عام 1966.

ومع ذلك بقي أيمن الظواهري حبيس الماضي وصراعاته، كما وضح في سلسلة صفقة القرن أم حملات القرون، فتحدث تارة عن الديانة المسيحية، وتارة عن الشيوعية، وأخرى عن الصراع في إقليم كشمير  الباكستاني، وحجاب المسلمات في الهند، بل خصص حلقات كاملة لمهاجمة قنوات إعلامية رأى أنها تجاهلته أو خصصت له وقت أقل مما يستحقه، كما يتبين من مراسلات القاعدة الموجودة في وثائق آبوت آباد.

أيمن الظواهري.. نهاية صاخبة لرحلة جهادية مليئة بالفشل

صورة أرشيفية لزعيم القاعدة المقتول أيمن الظواهري (غيتي)

وفي ثنايا أحاديثه المتكررة والمُكررة، أيضًا، أقر أيمن الظواهري في لحظة نادرة أنه فشل في قيادة القاعدة، داعيًا للبحث عن قيادات جديدة تقود الحركة الجهادية وتنظيم القاعدة لإخراجه من الأزمة التي عاشها في ظل إمارته، وحملت تلك الدعوة العديد من الرسائل الضمنية، منها خشية أمير القاعدة من خلفائه المرشحين لتولي زعامة التنظيم، وعلى رأسهم سيف العدل، المقيم في طهران، وتخوفه من أن تفشل القاعدة في التكيف مع الأوضاع الجديدة.

بيد أن محاولات أمير القاعدة ودعواته، لم تجد استجابة حقيقية وانضمت إلى ركام الكلمات والتهديدات الكلامية والخطابية التي دأب على إطلاقها طوال حياته، وفي حين كان يأمل أن يُكمل تنظيره لمشروعه الغائم لتجميل وجه تنظيمه، كما وعد في آخر ظهور  منتصف يوليو/ تموز الماضي، أنهت طائرة أمريكية بدون طيار  آماله وخطت السطر الأخير في مسيرته الجهادية المثيرة للجدل، لتنتهي “ظاهرة أيمن الظواهري” بنفس الطريقة التي كُتبت بها نهاية سلفه أسامة بن لادن في آبوت آباد قبل سنوات.