السير على خطى الصين سيقود كوريا الشمالية إلى كارثة 

  • معظم الناس غير ملقحين، والبلاد معزولة.
  • 62 حالة وفاة من بين ما يقرب من 1.7 مليون مريض

حضر الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، اجتماعا حول استراتيجيات مكافحة انتشار فيروس كورونا في بيونغ يانغ بكوريا الشمالية الأسبوع الماضي.

ينبه خبراء أجانب تحدثوا لصحيفة نيويورك تايمز من أن رغبة كوريا الشمالية في “محاكاة قواعد بكين” القاسية، والتي لم تثبت نجاحا، قد تؤدي إلى “كارثة صحية” تهدد العالم.

وعندما اعترف زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، بتفشي فيروس كورونا المستجد الأسبوع الماضي، أمر حكومته بالتعلم مما اعتبره “نجاح” الصين في مكافحة الفيروس.

لكن ما لم يقله هو أن محاولة اتباع استجابة الصين للوباء يمكن أن ترسل بلاده الفقيرة نحو كارثة، بحسب الصحيفة.

نيو
والآن، يحذر خبراء الصحة العامة من أن رغبة الزعيم كيم في اتباع النموذج الصيني لن تؤدي إلا إلى “تفاقم تأثير كارثة سريعة الانتشار”.

وبالفعل، ارتفع عدد المرضى المشتبه بهم الجدد في كوريا الشمالية من 18 ألفا، الخميس الماضي إلى مئات الآلاف يوميا هذا الأسبوع، على الرغم من أنه من المستحيل معرفة الحجم الحقيقي لتفشي المرض.

ووصفت كوريا الشمالية نفسها بأنها خالية من كوفيد لمدة عامين حتى أكدت تفشي المرض لأول مرة الخميس الماضي.

ومعظم الناس غير ملقحين، والبلاد معزولة لدرجة أنه عندما توفي ما يقدر بنحو مليوني شخص خلال مجاعة في منتصف التسعينات لم يعرف العالم الخارجي حتى بدأت جثث الكوريين الشماليين في الظهور طول النهر الضحل الذي يحدها مع الصين.

وبدون حزم اختبار كافية لقياس حجم تفشي المرض بدقة، اعتمدت كوريا الشمالية على عدد “الأشخاص الذين تم العثور عليهم مصابين بالحمى”، وليس العدد الذي ثبتت إصابته بالفيروس.

وأبلغت البلاد عن 62 حالة وفاة من بين ما يقرب من 1.7 مليون مريض مشتبه به.

وزعمت وسائل الإعلام الرسمية، الأربعاء، أن مليون شخص تعافوا بالفعل من الحمى، على الرغم من أن الخبراء يشككون في أن الأرقام التي أبلغت عنها كوريا الشمالية موثوقة.

ونقلت الصحيفة عن جاكوب لي، المتخصص في الأمراض المعدية في المركز الطبي بجامعة هاليم في كوريا الجنوبية إن “من المرجح أن تقلل كوريا الشمالية من العدد الحقيقي للإصابات لكي تتمكن من السيطرة على شعبها”.
ويعاني الكوريون الشماليون من مشاكل في تأمين الطعام.

وانهار نظام الحصص الغذائية المدعوم من الدولة خلال المجاعة في التسعينات، ويقول خبراء الصحة الخارجيون إنه إذا تم وضع الكوريين الشماليين تحت هذا النوع من عمليات الإغلاق الشديدة التي شهدتها الصين، فإن الحكومة لن تكون قادرة على توفير الاحتياجات الأساسية.

وأمرت الحكومة جميع المدن والمقاطعات بالإغلاق، لكنها حثتها على مواصلة “تنظيم العمل والإنتاج”. على الرغم من حظر حركة المرور بين المدن والمقاطعات.

ولا يزال يسمح للناس بالتنقل داخل مناطقهم والحضور للعمل في المزارع والمصانع، وفقا لآسيا برس، وهو موقع إلكتروني مقره اليابان يقدم تقارير عن كوريا الشمالية بمساعدة مصادر من داخل البلاد.

وكانت هناك أيضا حملة واسعة النطاق لفحص درجات الحرارة في المصانع والمجمعات السكنية، وسمح للناس بالذهاب إلى الأسواق غير الحكومية للحصول على المواد الغذائية وغيرها من الضروريات، وفقا لآسيا برس.

وتقول الصحيفة إن إغلاق الأسواق غير الحكومية قد مدمرا لأن معظم الكوريين الشماليين يعتمدون عليها لتكملة حصصهم الحكومية الضئيلة.

وعلى النقيض من إعجاب كيم بسياسات الصين المتعلقة بفيروس كورونا، انتقدها عدد متزايد من المنظمات الصحية والقادة العالميين باعتبارها غير قابلة للتطبيق بشكل طويل الأمد.